25-02-2012 10:15 PM
كل الاردن -
ناهض حتر
'غاب العلم الأردني الكبير' عن مسيرة المسجد الحسيني, أمس الأول, وطغت الأعلام الحزبية, بينما تأخرت الأعلام الخضراء الإخوانية إلى الخلف, لتشي بأن مشاركة 'الإخوان' في مسيرة 'الجبهة الوطنية للإصلاح', وإنْ كانت بحدود الثلث, إلا أنها ظلت صامتة و لا تزيد, سياسيا, عن رمزية المجاملة.
'الجبهة', المعتبرة المنبر السياسي الرئيسي للمعارضة التقليدية, لم تستطع أن تحشد في معقلها العماني أكثر من 1500 مشارك أو أقلّ, مما يدلّ على أن 'الإخوان' قد تخلوا عن الرئيس أحمد عبيدات. فرجل'هم', اليوم, يقبع في الدوار الرابع. وقد وعدهم بما يريدونه في النظام الانتخابي ووعدوه بما يريده من عودة إلى رئاسة الحكومة, في ظل مناخ صفقة شاملة بين النظام والإسلاميين, تتمفصل حول التدخل في سورية, وتجمع الشمل تحت العباءة القَطرية.
ومع أن اليساريين والقوميين هم الذين انقذوا مسيرة 'الجبهة', فقد ظل عنوانها إخوانيا ليبراليا, يتجاهل شمولية البرنامج الوطني الاجتماعي الديموقراطي, و يعطي الأولوية للإصلاحات السياسية, ويعتبرها ' المدخل الحقيقي لمكافحة الفساد ومعالجة قضايا الفقر والبطالة'. وهذا يعني تأجيل تينك ' المكافحة' و'المعالجة' حتى إشعار آخر.
لم تكن مسيرة جبهوية; إذ غنّى فيها كلٌ على ليلاه. ولولا شباب حي الطفايلة, لكانت سخونة شعارات المحافظات غائبة عن مسيرة ' الجبهة' التي ظهرت بلا قيادة.
شباب حي الطفايلة كسروا الإيقاع الليبرالي للمسيرة, بهتافات صريحة تطالب بمحاسبة باسم عوض الله البهلوان الذي أصبح المطلوب رقم واحد في مسيرات واعتصامات المحافظات في الآونة الأخيرة. وكان أبرزها الجمعة الأخيرة في الكرك, الجمعة المخصصة لتلك المطالبة التي تساوي, في الوعي الشعبي, المطالبة بإسقاط النهج النيوليبرالي والطبقة الكمبرادورية, وترنو إلى محاكمة سياسية شاملة لمرحلة نهب الأردن.
من المحافظات أيضا, وضمن ردود الفعل التي لم تهدأ على تصريحات الأمير حسن للتلفزيون الأردني, ظهرت هتافات: 'الأجداد ماتوا استشهاد.. في اللطرون وباب الواد',
وسواها من الشعارات الشعبية . وربما أثّر ذلك على مزاج الرئيس عبيدات الذي طالب ب'إغلاق كل مدارس الفساد' و وضع حد 'للإنتقائية' في محاكمة الفاسدين.
لكن عبيدات ركّز, بالمقابل, على مشروع جبهته للتوصل إلى نظام إنتخابي 'عادل', فيما يعدّ تكرارا لما طالب به الرئيس الأمريكي, باراك أوباما, علنا, لدى استقباله الملك عبد الله الثاني, الشهر الماضي.
'الجبهة' لا تزيد, في المحصلة, عن حجم عبيدات وصحبه القلائل من أعضاء النخبة ممن يفتقرون إلى القواعد الشعبية. وهو ما ألزم ' الجبهة' بالإعتماد على فريقين هما ' الإخوان' المرتبطون بمشروع سياسي إقليمي ودولي خاص, وإئتلاف القوى القومية واليسارية التقليدية التي بلا مشروع على الإطلاق. وقد اختصم الفريقان بشدة حول الموقف من أحداث سورية. وبذلك, نستطيع القول إن ' الجبهة' لم تعد وطنية من حيث التمثيل السياسي كما أن الشعب الأردني تجاوز برنامجها الليبرالي. ولذلك, كانت مسيرتها الأخيرة مضطربة التكوين والشعارات وبلا زخم.
ynoon1@yahoo.com