25-02-2012 10:17 PM
كل الاردن -
نبيل غيشان
أنحاز الى رواية الحكومة في نفيها لخبر صحيفة 'لوفيغارو' الفرنسية بعنوان (الأردن ينشر 'باتريوت' لاعتراض صواريخ سورية) والتي تحدثت عن وجود صفقة أردنية - ألمانية برعاية أمريكية ودعم إسرائيلي لنشر مضادات 'باتريوت' للصواريخ على الحدود الأردنية مع سورية, بهدف منع الصواريخ السورية من الوصول الى اسرائيل.
وسبب انحيازي يأتي لان ليس في وارد سورية اطلاق صواريخ باتجاه اسرائيل ولم نسمع ان الحكومة هناك هددت بذلك, فالازمة في سورية داخلية وحلولها مع الشعب السوري والخلاف لا يدور حول اسرائيل وامنها.
واذا كان من تفسير لما جاء في الصحيفة الفرنسية فانه محاولة لتأليب الرأي العام الدولي على النظام السوري وتذكيره بان الجيش السوري يمتلك صورايخ بعيدة المدى يمكن ان تهدد امن اسرائيل.
وقد سبق للاعلام الدولي في إطار تحريضه على النظام العراقي السابق ان روج المعلومات نفسها عن نشر الاردن في حينه 'باتريوت' على حدوده مع العراق لمنع وصول الصواريخ العراقية الى تل ابيب, وكذلك قيل الكثير عن قوات وطائرات امريكية في مدينة المفرق للمشاركة في غزو العراق وقد ثبت 'كبر الكذبة'.
ولا ابرئ صاحب المقال من محاولاته ليس الاساءة للاردن بل محاولة لفت الانتباه الى المواقف الاردنية الرسمية التي ما زالت تمسك العصا من النصف في التعامل مع الازمة السورية وتسويق فكرة الضغط على الاردن من اجل السير تجاه دعم فكرة التجييش الامريكي لضرب النظام السوري.
واذا اخذنا من الناحية العملية والوقائع على الارض فان اطلاق الصورايخ من سورية باتجاه اسرائيل لا يحتاج الى المرور عبر الاجواء الاردنية, لان الاجواء السورية مفتوحة اصلا, لكن الهدف في هذه الحالة واضح 'تشويه صورة الاردن ' وربطه بآمن اسرائيل في كل الحالات بما فيها الحالة العراقية واللبنانية والسورية وكأن الاردن لا هم له سوى حماية اسرائيل.
ولا يمكن الاعتداد باراء خبير اوروبي غربي في الشرق الاوسط والاعتماد على جملة عارضه قالها للصحيفة الفرنسية 'المملكة الأردنية تستعد لنشر أربع بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ, بهدف تأمين الحماية لأراضيها ولإسرائيل من أية هجمات جوية محتملة من الأراضي السورية'.
فالنظام السوري لا يهدد الاردن ولا اسرائيل, وليس من مصلحة الاردن سوى دعم الحل التوافقي العربي ورفض التدخل الاجنبي وخاصة العسكري منه في اي بلد عربي, لان التدخل لن يكون بريئا ولن يجلب الا الدمار والخراب للمنطقة وهذا ما رأيناه في العراق.
nghishano@yahoo.com