03-03-2012 10:06 PM
كل الاردن -
باتر محمد علي وردم
لم تكن تحذيرات الدفاع المدني والأمن العام وأمانة عمان وبقية البلديات في المملكة لتفيد بشيء، فقد اشتاق الأردنيون للثلج بعد غياب ثلاث سنوات وتجاوزوا كافة الاحتياطات من أجل التحول إلى أطفال يتمرغون باللحاف الأبيض ويخرجون كل ما في قلوبهم من فرحة مكتومة منذ سنوات.
تفنن الأردنيون في الاستمتاع بالثلج وكانت أبرز المظاهر هي الإبداعات في صناعة “رجال الثلج”. وفي هذه المرة كانت هنالك مساواة في الأجناس فقد تمكن الإبداع الأردني من صنع نساء من الثلج وصنع رجال ثلجيين يرتدون الكوفيات وأحدهم فرغ لتوه من تناول المنسف فكان بطنه منتفخا أمامه، ومن أجل إثبات أهمية التنوع الديمغرافي والثقافي ظهر رجال الثلج الذي يرتدون اللباس الشركسي والشيشاني.
رجال الثلج الحقيقيون ليسوا تلك الاشكال التي تم تجميعها من الثلج الجامد بل هم أردنيون أنقياء من كافة الأصول والمنابت والآراء والقناعات السياسية والاجتماعية الذين تركوا بيوتهم ومنازلهم في أيام تساقط الثلوج ليقدموا الخدمات لأخوانهم من كافة المواطنين. خدمات شق الطرق ونقل المصابين وتشغيل المستشفيات والمطارات والكهرباء والمياه والاتصالات والنقل العام وغيرها من القطاعات التي لا يمكن لأية دولة أن تبقى عاملة دونها.
البطولة ليست في ترديد شعارات تتجاوز الحدود السياسية وليست في التحريض وليست في النقد المتواصل للدولة بل هي في القيام بالواجبات الموكولة للناس بأمانة وإخلاص وهذا ما قام به عشرات الآلاف على الأقل من رجال الثلج الذين ابقوا الأردن على قيد العمل خلال أيام الثلوج، وتركوا المجال لبقية المواطنين للاستمتاع بالتسلية واللعب والمرح للتنفيس عن الإحباط والتوتر الذي في داخلهم.
شكرا لجميع من كان على رأس عمله يقوم به بكل انتماء بينما نحن في منازلنا مرتاحون. إنكم نموذج للأردنيين المخلصين ولكم كل التقدير والاحترام.
batirw@yahoo.com