رحبت سوريا، اليوم، بزيارة موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي انان لدمشق المحددة في العاشر من اذار/مارس الجاري، على ما افاد مصدر رسمي.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر اعلامي لم تسمه ان «سوريا رحبت بزيارة كوفي انان مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى سوريا».
وكان الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، قد أعلن اليوم أن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الي سوريا كوفي انان سيزور دمشق في العاشر من اذار/مارس الجاري، موضحاً: «أنان سيصل الى القاهرة في السابع من اذار/مارس الجاري وسيزور سوريا في العاشر من الشهر نفسه».
ويأتي هذا الاعلان بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، انه سيلتقي وزراء الخارجية العرب في القاهرة في العاشر من اذار/مارس لمناقشة الوضع في سوريا.من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، امام وفد اعلامي ايراني، ان الاحداث التي تشهدها بلاده هي بقصد «وصول الإسلاميين المتشددين في الحكم». وتابع «انهم يدركون تماماً انهم اذا نجحوا في سوريا فبإمكانهم ان يسيطروا على جنوب وجنوب شرق آسيا»، مضيفاً «اذا لم يستطع المتشددون الإسلاميون الوصول الى الحكم في سوريا فلن يوفقوا في بقية الدول».
واتهم المقداد «اطرافا مختلفة مثل القاعدة والاخوان المسلمين ومجرمين» بارتكاب «عمليات خطيرة يحملون الحكومة السورية مسؤوليتها». ووصف المقداد مواقف تركيا من سوريا منذ بدء الأحداث بأنها «عدائية»، مطالباً اياها «بتغيير موقفها».
وقال «ان تركيا تحتضن الآن قيادات من يسمون انفسهم بـالجيش الحر والمجلس الوطني، الذي يدعم هذا الجيش بالمال والسلاح. وبما ان هذه الاعمال تم الاعلان عنها رسميا، فإن هذه الأمور يجب ان تكون بمثابة تحذير لتركيا».
وتابع «هذه الاعمال من قبل تركيا هي بمثابة مساعدة للارهابيين، وخطر على تركيا وسوريا، ويجب أن تتوقف».
واشار المقداد الى ان «بعض دول المغرب العربي حالياً تسيطر عليها أحزاب دينية، وفوز هذه الأحزاب السلفية تمّ بدعم مالي من دول عربية مثل السعودية وقطر»، لافتاً الى انه «لايمكن لمثل هذه الأحزاب أن تحكم في سوريا».
في سياق آخر، هنأ الرئيس السوري بشار الاسد فلاديمير بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية في روسيا، على ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان الاسد «بعث برقية تهنئة الى الرئيس فلاديمير بوتين رئيس وزراء جمهورية روسيا الاتحادية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية،اعرب فيها باسم الشعب العربي السوري وبإسمه عن اخلص التهاني القلبية» للرئيس المنتخب «بفوزه المميز».
وتمنى الاسد لبوتين «النجاح والتوفيق في مسؤولياته الرفيعة، وللشعب الروسي الصديق المزيد من التقدم والازدهار في ظلّ قيادة الرئيس بوتين». واعتبرت الصحف السورية الصادرة، اليوم الاثنين، ان انتخاب فلاديمير بوتين رئيساً لروسيا سيعيد «التوازن» الى العلاقات الدولية «المختلة»، عبر اطلاق نظام عالمي متعدد الاقطاب يحدّ من «الهيمنة الاميركية».
من جهتهم، قال ناشطون سوريون معارضون، اليوم، ان قتالاً عنيفاً اندلع خلال الليل بين قوات مدرعة حكومية ومعارضين شنوا هجمات منسقة على حواجز طرق للجيش في مدينة درعا الواقعة جنوب سوريا على الحدود مع الاردن.
وتقول مصادر المعارضة ان المنضوين تحت لواء «الجيش السوري الحر» كثفوا هجماتهم على الاهداف الموالية للنظام في جنوب سوريا وشمالها وشرقها خلال الايام القليلة الماضية لتخفيف الضغط عن مدينة حمص المحاصرة.
وقال احد الناشطين، واسمه ماهر عبد الحق، من درعا ان «الجيش السوري الحر» هاجم عدة نقاط تفتيش وتحصينات في الشوارع في وقت واحد، وان الدبابات ترد باطلاق قذائف مضادة للطائرات من عيار 14 مليمترا على الاحياء السكنية كما يقوم قناصو الجيش باطلاق النار على اي شيء يتحرك حتى الاكياس المصنوعة من النايلون.
واضاف ان نحو 20 حافلة تقل جنودا شوهدت تتجه من ملعب كرة القدم في الشمال الى القطاع الجنوبي من المدينة على الحدود مع الاردن.
من ناحيته، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي السابق، والمرشح للانتخابات الرئاسية، دومينيك دوفيلبان ان «الوقت حان للتفكير بتحرك ميداني» في سوريا، مقترحا شن «ضربات محددة الاهداف» ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال دوفيلبان لقناة فرانس 3 «حان الوقت للتصرف بعزم مع الجامعة العربية لانشاء هيئة تدخل انساني».
واضاف «لا يكفي الكلام عن ذلك كي يحصل، المطلوب وضع جدول زمني. فلنعط بضعة اسابيع للمجتمع الدولي كي يتحرك ولنحضر خطة بديلة، ضربات محددة الاهداف».
واشار رئيس الوزراء السابق، الذي شغل منصب وزير الخارجية ابان حكم الرئيس السابق جاك شيراك، الى ان «الوقت حان للتفكير بتحرك ميداني، بضربات محددة الاهداف على المؤسسات المدنية والعسكرية السورية في آن».
ورأى انه «في حال عدم التهديد بالقوة، فإن الحكم السوري لن يغير تصرفاته».
بينما، دعا عضو جمهوري كبير في مجلس الشيوخ الأميركي، أمس الأحد، إلى تسليح المعارضة السورية من خلال الجامعة العربية واقترح فرض منطقتي «حظر قيادة» و«حظر طيران» على القوات العسكرية السورية التي تستهدف المعارضة.
وقال عضو مجلس الشيوخ لينزي جراهام إنه سيعمل مع العضو الديمقراطي ريتشارد بلومنتال على استصدار قرار من مجلس الشيوخ يطالب الامم المتحدة باعتبار الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب.
وقال جراهام لمحطة فوكس نيوز «نحن بحاجة إلى مزيد من الضغوط الدولية، ينبغي ان نساعد المعارضة عسكريا واقتصاديا وأن يعرف الأسد انه خارج على القانون الدولي وأن يحاسب».
وأضاف جراهام «اعتقد أن الجامعة العربية ستكون وسيلة جيدة لتقديم المساعدة العسكرية لقوات المعارضة ويجب ان ندرس ذلك، ويجب ان نبحث أيضا على وجه السرعة اقامة منطقة حظر قيادة وحظر طيران».
إلى ذلك، قررت الخطوط الجوية الفرنسية «اير فرانس» الغاء رحلتها بين باريس ودمشق، التي كانت مقررة اليوم الاثنين، بسبب اعمال العنف في سوريا، كما علم من الشركة الفرنسية.
وقال متحدث باسم شركة الطيران الفرنسية «ان رحلة اير فرانس 570 باريس دمشق الغيت بسبب الوضع في سوريا».
من جهتها، تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من توصيل المساعدات للسوريين الفارين من القتال في حي بابا عمرو في حمص، ولكنها منعت لليوم الثالث من دخول المعقل السابق للمعارضة المسلحة. وقالت اللجنة انها سلمت طعاما واغطية وادوية لقرية تبعد ثلاثة كيلومترات من حمص، حيث لجأ عدد من الاشخاص ووصفت هذا التطور بانه «خطوة ايجابية».
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر صالح دباكة في دمشق «انتهى الامر الليلة، وسوف نحاول ثانية غداً. ورفض دباكة الحديث عن سبب منع القوات السورية لدخول الصليب الاحمر إلى الحي.
وتزايد القلق على المدنيين الذين تقطعت بهم السبل في حي بابا عمرو في طقس متجمد دون طعام او وقود او أدوية بشكل يذكر.
(ا ف ب، رويترز، سانا، يو بي آي)