أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
الارصاد: زخات مطرية خفيفة إلى متوسطة بمناطق مختلفة المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة "العمل": أي شخص لا يحمل الرقم الوطني عليه إصدار تصريح عمل "لا سجن ولا غرامة".. إطلاق سراح غير مشروط لترامب في قضية "شراء الصمت" إعلان قائمة النشامى لمعسكر عمان والدوحة 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المغرب يعلن تضامنه مع الأردن ويدين نشر خرائط إسرائيلية مزعومة مشروع استثماري لتقليل الفاقد المائي في عمّان بـ70 مليون دينار 6,69 مليارات دينار حجم التداول العقاري في الأردن العام الماضي مندوبا عن الملك .. الأمير غازي يحضر حفل تدشين كنيسة معمودية السيد المسيح ميقاتي يؤكد ضرورة انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب ووقف خروقاته للبنان مجلس الأمن يرحب بانتخاب جوزاف عون رئيسا للبنان محافظة القدس: 60792 مستوطنا اقتحموا الأقصى في 2024 تقرير: 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق الملك يهنئ هاتفيا الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بانتخابه
بحث
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


ماذا يريد النظام ?
05-03-2012 11:29 PM
كل الاردن -



لميس اندوني

يحق للنظام, أي نظام كان, أن يحاول ضمان استقراره, في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية, وبالتالي الاضطرابات الاجتماعية ومظاهر الاحتجاج الناتجة عنها ; لكن لا يستطيع أي نظام منع التغيير, من دون المجازفة بالسلم الأهلي, وحتى باستمراره.

لا شك أن الوضع الأردني معقد, سواء بسبب الموقع الجغرافي للأردن أو تركيبته السكانية والعشائرية, وهذا التعقيد قد أفاد النظام بقدر ما شكل ويشكل تحدياً, لأي صانع قرار, بغض النظر عن الكفاءة والتجربة, وإن كانت هذه متطلبات جد ضرورية, فلا مجال للمغامرات الطائشة والتجارب العبثية; فالمهمة صعبة, إذ انها تتطلب إرساء أسس مرحلة جديدة كلياً, من حيث القوانين والنظم, من أجل تهيئة البنية المناسبة, لإقامة حكومات منتخبة, تخضع للرقابة والمساءلة الشعبية.

صحيح أن نتائج المرحلة التأسيسية تأخذ وقتاً لتظهر نتائجها البنيوية والسياسية, لكن المهم البدء, والأهم تحديد ما يريده النظام من هذه التغييرات, وهنا بالضبط تكمن المشكلة.

فالمواطن تصله رسائل ملتبسة, ومتناقضة, فمن ناحية يتم الحديث عن إسقاط نظام الصوت الواحد, في الانتخابات البرلمانية, وهذا مؤشر إيجابي, لكن من ناحية أخرى تتم الإطاحة بالنظام المقترح من لجنة الحوار الوطني, لأسباب غير مقنعة, إلا إذا كان السبب هو الحفاظ على تركيبات سياسية واجتماعية تمنع نشوء التعددية وتعطل تطور الوعي السياسي الجمعي.

من ناحية ثانية, تبدأ ما يفترض أن تكون عملية مكافحة فساد, لكنها عملية متخبطة, لا تخلو من رائحة تصفية الحسابات والانتقام السياسي, لغياب الشفافية في التعامل, وعدم وضوح طبيعة الإجراءات القضائية, مما فتح باب الإشاعات التي حلت في بعض الأحيان مكان الحقائق في القضايا المفتوحة.

إن جزءا من الاصطفاف العشائري, مناصرة للمتهمين (وأنا أصر على تسميتهم بالمتهمين, بغض النظر عن موقفي السياسي من أي من الأشخاص ذوي العلاقة) ليس مفاجأة لسببين: الأول هو طبيعة العلاقات العشائرية التي حلَّت محل علاقة المواطَنة لأسباب عديدة تولت السلطة تعميقها عبر عقود, والتي ساوت بين الانتماء العشائري وقدرة الفرد,غنياً كان أم فقيرا. وهذه العلاقات العشائرية تسوِّل للمواطن أخذ ما يراه حقوقا له, مشروعة كانت أو غير مشروعة, إذ أن وجود شخص من العشيرة في منصب مهم, يمثل إما حماية وإما مكسباً له.

أما السبب الثاني, غير المعلن, فهو وجود اعتقاد راسخ, له أسبابه الموضوعية, بأن الفساد مستشر, على جميع الصعد من دون استثناء; وهذا الاعتقاد ظل مقبولاً لفترة طويلة إلى درجة أصبح جزءا من ثقافة التعامل, ورفضا من ثم لفكرة كبش فداء.

التعامل الاجتماعي مع قضية الفساد, يمثل تحدياً للجميع سواء في النظام أو في الحراك الشعبي. لذا فان بوابة الحل هي ضمان مهنية التحقيق وسريته وعدالة المحاكمات وعلانيتها ونزاهتها.

ما يهم هنا هو ما الذي يهدف إليه النظام من إحداث أي تغييرات? هل هو احتواء الحراك الشعبي وتدجينه?! ما قد ينجح آنيا سيسقط في المدى القريب وليس البعيد.

لكن الدليل الأكبرعلى أن هناك عدم فهم كاف لدلالات التحرك الشعبي, وأبعاده, هو إصرار السلطات على سياسات اقتصادية تمس الوضع المعيشي للمواطن, بطريقة مؤلمة, تستعدي وتستفز فئات اجتماعية عديدة كانت لهذه اللحظة مستنكفة عن المشاركة في أي شكل من أشكال الاحتجاج العلني.

التفسير الوحيد, وإن كان لا يبدو منطقياً, هو أن صانع القرار يعتقد أن الأكثرية الصامتة, هي القوة التي ستحسم نتيجة الصراع الدائر, إذا استطاع النظام الحفاظ على الأمن والاستقرار.

هذا التحليل خاطئ وغير سليم ; إذ أنه يعتمد على حساب عدد المشاركين في المظاهرات والاعتقاد برضا 'الغالبية الصامتة'.

لكن صانع السياسة الأردني يجب أن يفهم, أن السياسات المتناقضة, ومنها التهديد المستمر للمعارضة السياسية, المتمثل ببقاء محكمة أمن الدولة, والإجراءات الاقتصادية, تمثل الخطر الأكبر على الاستقرار,وهذا ما تعيه تماماً 'الغالبية الصامتة', لأن الاستقرار لا يعتمد فقط على استتاب الأمن, والشعور بالأمان.

الخوف أن يكون هناك اعتقاد رسمي, بأن المطالبة بإصلاح النظام, يعطي المسؤول هامش مناورة في اتخاذ سياسات تكتيكية لتسكين الشارع; وما يجب فهمه هو أن شعار إصلاح النظام, لا يمكن التقليل من شأنه أو الاستهانة به; لأنه يعني إحداث تغييرات جذرية في النظام, فالتغييرات الديكورية غير مقبولة.

فالأهم ليس ما يريده النظام من إحداث التغييرات, بل مدى تجاوب النظام مع المطالب الشعبية, فالقرار لم يعد حكراً على المسؤول; فصوت الإرادة الشعبية طغى على كل السلطات.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012