07-03-2012 01:15 AM
كل الاردن -
اسامة الرنتيسي
الملامح الأولية لمشروع قانون الانتخاب الذي نشرته 'العرب اليوم' امس, في تقرير للزميل رداد القلاب, كشف عن حقيقة نوايا الحكومة, وخاصة رئيسها الذي اعلن وسرب اكثر من مرة, ميله لقانون الانتخاب عام ,1989 ورفضه لفكرة قانون التمثيل النسبي.
طبخة الحكومة للقانون, سوف تكون خلال ايام على مائدة مجلس النواب, مع امنيتي أن لا تمرر الاطراف التي سوف تطلع على المشروع قبل ارساله للنواب, وتعيده للحكومة حتى تسترشد قليلا بما جاء في مخرجات لجنة الحوار الوطني, وعلى الاقل تتبنى التمثيل النسبي, بأي نسبة كانت, حتى يتم تكريس فكرة الاعتماد عليها مستقبلا وصولا الى التمثيل النسبي الكامل 100%.
ما تسرب من ملامح القانون, والتعديلات التي سوف تطرأ عليه, مهما حاولت الحكومة والاطراف التي تناصرها, تصب في مصلحة الاخوان المسلمين, ولن تستفيد منه الاحزاب والتيارات الاخرى, التي تعاني دائما من التمزق والفردية, ولم تتعلم ابدا من تجارب الربيع العربي وسوف تبقى فرص الأحزاب في هذا القانون محدودة للغاية, لأنها ستُحرم من تجميع أصواتها على مستوى الوطن, وتحُرم من عقد تحالفات على مستوى الوطن ايضا.
الاخوان المسلمون, تحالفوا مع السلفيين في مصر, وقد كان وما زال بينهما ما صنع الحداد, لكن عند قطف ثمار الربيع العربي, ادركوا جيدا من اين تؤكل الكتف, وعقدوا تحالفا اثمر عن سيطرة كاملة على مجلس الشعب المصري, وهم باتجاه السيطرة على الحكومة المصرية, ولا نقول إلا صحتين.
سوف نرحب بنتائج الانتخابات عندما تكون بقوانين ديمقراطية حقيقية تمثل مكونات المجتمع كلّها, بانتخابات التمثيل النسبي 100%, كما تم في تونس والمغرب, ويتم في أكثر 140 بلداً في العالم, وعندها لا يخيفنا إحراز التيار الإسلامي نتيجة حزب أول, طالما يجري التسليم قولاً وفعلاً وعملاً بالمجرى الديمقراطي الكامل, والتأسيس الديمقراطي دستوراً وقانونا لدولة المواطنة, أي الإقرار بالمجرى الديمقراطي والتداولي للسلطة والالتزام به.
الخوف أن يؤدي مشروع القانون الى حالة من الارباك, مثلما فعل قانون دمج البلديات, فلا نريد لأي مشروع قانون أن يأتي ليثير الإرباك مرة أخرى في أوساط المواطنين.
إن اي قانون لا يعزز مشاركة الأحزاب والقوائم البرامجية يبقى قانونا في إطار الديكور ليس إلا, وليقتنع الجميع أن مجلس النواب القادم من قانون انتخاب عصري, هو مجلس قوي سوف يمارس دوره الرقابي الحقيقي, وإن اعتماد قانون التمثيل النسبي سوف يقضي على مظاهر تعزيز العشائرية والجهوية كافة.
osama.rantesi@alarabalyawm.net