07-03-2012 01:18 AM
كل الاردن -
ماهر ابو طير
تنعقد القمة العربية في المنطقة الخضراء في بغداد،نهاية الشهر الجاري،والاردن اعلن انه سيشارك في هذه القمة،الا ان القرار لم يحسم حتى الان بمستوى المشاركة والتمثيل في هذه القمة العربية.
علاقات الاردن بالعراق الجديد،لابأس بها،غير ان ما يحدد مستوى المشاركة في هذه القمة قضايا كثيرة،ابرزها تجاوبات الاردن مع مواقف دول عربية كبيرة مثل السعودية،التي لا يعرف احد ايضا مستوى مشاركتها،وان كانت اعلنت نيتها المشاركة من حيث المبدأ.
ما بين ملك السعودية،ورئيس الحكومة العراقي،علاقات ليست جيدة،خصوصاً،انه يصل الى آذان السعوديين دوما ما يثير غضبهم من مواقف الحكومة العراقية تجاههم،وبسبب تحالفهم مع ايران،وما يقوله،ايضاً،مسؤولون عراقيون ضد السعودية،بما يعد تجاوزاً لكل اللياقات.
هناك رأيان في الدول العربية الكبيرة،الاول يقول ان عدم مشاركة رؤساء الدول سيمنح المالكي الفرصة للقول للعراقيين ان العرب تركوهم،وبالتالي شرعنة التمدد الايراني في العراق،والاندفاع نحو حضن طهران باعتباره الاكثر عطفاً.
الثاني يرى ان مشاركة كل زعماء الدول العربية،سيعيد العراق الى الحضن العربي،بدلا من الاستفراد به ايرانيا،وان المشاركة عالية المستوى رسالة غزل للعراقيين،وحث مباشر لهم لفك الارتباط بالإيرانيين.
المالكي يتوسط في علاقاته،عين على طهران وعين على واشنطن،ومابين المسربين،تدار علاقة بغداد مع الدول العربية الاخرى.
موقف بغداد مما يجري في دمشق يلعب دوراً اساسياً في تحديد مستوى المشاركة،لان هذا الموقف لا يقاس بالتصريحات العلنية لحكومة بغداد ضد نظام الاسد،انما بحقيقة ما يجري على الارض،بين بغداد ودمشق.
الاردن لم يغب عن اي قمة عربية،تاريخيا.قمة دمشق قبل سنوات لم يشارك بها الملك،وتم تمثيل الاردن بمستوى اقل،فيما قمة سرت التي كانت على علاقة سلبية بالرياض،شارك بها الملك شخصياً.
معنى الكلام ان موقف الاردن لا يحدد بشكله النهائي على ضوء مبدأ التجاوبات مع مواقف دول عربية كبرى،ولكنه ايضا موقف مرن،يتأثر احيانا وفقا لكل حالة على حدة،لان للاردن حساباته التي من حقه ان يحميها.
هناك جانب يتعلق بالمخاطر الامنية لهبوط عشرات الطائرات في مطار بغداد قرب المنطقة الخضراء،والمخاوف مما تخطط له تنظيمات ارهابية في تلك الفترة،خصوصاً،ان الامن العراقي ذاته مخترق،ولايمكن الوثوق بتعهداته.
في المعلومات ان مستوى مشاركة الاردن في قمة بغداد لن يقرر حاليا،وسيتم تأجيل الاعلان عنه،الى الايام الاخيرة،من عقد قمة بغداد،التي ستكون مرآة صادقة لموقف العرب من الحكم العراقي،ومما يجري في كل العراق.
قمة بغداد ايضا،اختبار لنوري المالكي وحكومته،وهو اختبار سيكشف للعراقيين،من ناحية ثانية،الى اين وصلت سفينتهم في عهد المالكي وعلى يديه،في بحر العروبة،متلاطم الامواج.
لننتظر ولنراقب الايام المقبلات.