حذّر وزير الخارجية المصري محمد عمرو من مخاطر حرب اهلية في سوريا في حال تسليح المعارضة، بالتزامن مع تسلّم وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة من نظيره الصيني يشدد فيها على رفض بلاده استغلال الوضع الإنساني من أجل التدخل بالشؤون السورية، وذلك في موازاة إجلاء وزارة التجارة الصينية معظم العاملين لصالح مشاريع صينية في سوريا. من جهة أخرى التقت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة، فاليري آموس، خلال زيارتها دمشق، المعلّم الذي اكد التزام بلاده التعاون مع البعثة الدولية.
حذر وزير الخارجية المصري، محمد عمرو، اليوم، من اندلاع حرب اهلية في سوريا اذا ما تم تسليح المعارضة، مؤكداً ان «تسليح المعارضة وجناحها العسكري الجيش السوري الحر المؤلف بأكثريته من المنشقين عن الجيش النظامي سيفضي الى تصعيد الصراع العسكري وإشعال حرب اهلية في سوريا».
من ناحية ثانية، سلّم مبعوث وزير الخارجية الصيني الى سوريا، لي هوا شين، اليوم، وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة خطية من نظيره الصيني يانغ جيتشي بشأن الأزمة السورية، مجدّداً رفض بلاده محاولات استغلال الوضع الإنساني من أجل التدخل في الشؤون السورية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن الرسالة «تتعلق بعلاقات الصداقة القائمة بين البلدين وبرؤية الصين ذات النقاط الست بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا»، مضيفةً أن «هوا شين جدّد رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية»، مشيراً إلى أن «الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة»، ومعبراً عن «رفض الصين محاولات استغلال بعض الأوساط للوضع الإنساني من أجل التدخل في الشؤون السورية تحت أي ذريعة كانت».
بدوره، عبّر المعلم عن ترحيب بلاده بالرؤية الصينية ذات النقاط الست واستعدادها للتعاون الإيجابي معها باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي مصدر كان، وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة كل الأطراف إلى الحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح.
وبعيد تسلم المعلم رسالة نظيره الصيني، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن معظم العمال الذين يعملون لصالح مشاريع صينية في سوريا تم إجلاؤهم من البلاد، حيث نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن وزير التجارة الصيني، تشين ديمينغ، أن نحو 100 عامل فقط بقوا في سوريا للاهتمام بأموالهم وتجهيزاتهم ومشاريعهم، فيما أخلى الباقون البلاد بسبب أعمال العنف.
وقال تشين «سنعود إلى هذه المشاريع حين يستقر الوضع هناك ويصبح صالحاً للتطوير السلمي».
وكانت السفارة الصينية والشركات الصينية في سوريا قد خفضت عديد طواقمها بعد اندلاع أعمال العنف في آذار 2011 بعد احتجاجات شعبية مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد.
من جهة أخرى، التقت مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فاليري آموس، بعد وصولها الى دمشق، اليوم، وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي اكد لها التزام بلاده التعاون مع البعثة، بحسب معلومات اوردتها «سانا»، مشيرةً إلى ان المعلم شدد خلال استقباله البعثة على «التزام سوريا التعاون مع البعثة فى اطار احترام سيادة واستقلال سوريا وبالتنسيق مع وزارة الخارجية».
ميدانياً، اعلن المجلس الوطني السوري انه «رصد 42 دبابة و131 ناقلة جند انطلقت من اللاذقية منذ ساعات متجهة الى مدينة سراقب في محافظة ادلب، وكذلك أرتالاً عسكرية متوجهة نحو ادلب»، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي.
وطالب المجلس «المجتمع الدولي والجامعة العربية والمنظمات الدولية بالتحرك السريع والعاجل على الصعد كافة لعدم تكرار مجازر بابا عمرو التي سقط فيها المئات من الشهداء»، مشيرا الى ان مدينة حمص تحولت الى «مدينة أنقاض تحت قصف آلة النظام العسكرية»، متمنياً على «الثوار» في دمشق وحلب وحماه «القيام بكافة التحركات لتخفيف الضغط عن أهلنا في ادلب».
(يو بي آي، ا ف ب)