11-03-2012 10:48 AM
كل الاردن -
أصدر المجلس الوطني السوري، أكبر ممثل لقوى المعارضة، بياناً تناول فيه قضية إلغاء تأشيرات إقامة بعض الناشطين السوريين بسبب مشاركتهم بمظاهرة أمام قنصلية بلادهم بدبي، فدعا السوريين لالتزام القانون، وطالب الإمارات بمعاملتهم بـ'بروح التسامح' كما انتقد بشكل ضمني الجدل القائم حول القضية من 'شخصيات عامة.'
وقال المجلس في بيانه: 'أثارت قضية إلغاء إقامة بعض السوريين المقيمين في دولة الإمارات والمداخلات الخارجية التي حصلت بشأنها من قبل بعض الشخصيات العامة لغطاً كبيراً شوَّش على سياسة دولة الإمارات الثابتة في دعمها لقضية الشعب السوري ووقوفها مع ثورة الحرية والكرامة، كما أساءت إلى قضية السوريين المقيمين في الإمارات.'
وأعرب المجلس عن 'أسفه لما حصل' ودعا جميع السوريين المقيمين في الإمارات إلى 'الالتزام الدقيق بقوانين البلاد وأعرافها،' في إشارة إلى منع السلطات الإماراتية للتجمعات غير المرخصة.
كما أعرب عن أمله في أن 'تعامل دولة الإمارات وحكومتها إخواننا الذين ألغيت إقاماتهم بروح الأخوة والتسامح، آخذين في الاعتبار الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري اليوم نتيجة القمع الوحشي الذي يمارسه النظام القائم.
واعتبر المجلس الوطني أن 'الأخوة التي جمعت دائماً شعب الإمارات والشعب السوري في الماضي هي مثال للأخوة الصادقة، وهي كانت ولا تزال وسوف تستمر في المستقبل ولا يمكن أن تتأثر بحادثة عرضية.' وشكر 'حكومة الإمارات وشعبها المضياف' لما تقدمه من دعم وتأييد للسوريين 'في كفاحهم المرير من أجل الحرية.'
ولم يكشف بيان المجلس الوطني عن أسماء الشخصيات العامة التي عناها في بيانه، غير أن إشادته بالموقف الإماراتي قد تحمل أكثر من دلالة، خاصة في ظل وجود عدة قوى إسلامية ضمنه، بما في ذلك الفرع السوري للإخوان المسلمين.
وكانت الإمارات قد قامت قبل أسابيع بإلغاء تأشيرات الإقامة لعدد من السوريين على خلفية تظاهرهم دون ترخيص ضد نظام الرئيس بشار الأسد إمام قنصلية بلادهم بدبي، بينما قال مسؤول إماراتي إن الذين شملهم القرار 'شاركوا في نشاطات أخرى' لم يحدد طبيعتها، وقد أثار القرار موجة اعتراض من منظمات دولية.
وأعقب ذلك تعليقات لرجل الدين البارز، يوسف القرضاوي، الذي ظهر في برنامج 'الشريعة والحياة' ليرد على أسئلة المشاهدين، وتطرق إلى قضية ترحيل عدد من الناشطين السوريين بتهمة التظاهر غير المشروع، فتوجه إلى حكام دولة الإمارات مذكراً إياهم بواجباتهم الدينية وبـ'يوم الحساب.'
وألمح القرضاوي إلى أن حكام الإمارات ليس لديهم إلا الثروات المالية، وأعرب عن رفضه 'طرد مائة أسرة سورية معارضة للنظام'، كما أشار إلى قضية سحب الجنسيات من بعض الإماراتيين.
وحض رجل الدين الذي يعتبر المرشد الروحي لجماعة الإخوان المسلمين حول العالم، حكام الإمارات على احترام الناس وعدم تجاوز 'حدود الله،' محذراً من إمكانية أن يعود للتطرق إلى الموضوع بمواقف أخرى في المستقبل إن لم يتغير الوضع.
وبرز في حديث القرضاوي قوله إن رئيس المجلس الوطني السوري، برهان غليون، اتصل بعه طالباً منه التوسط لدى الحكومة الإماراتية، فرد عليه القرضاوي بالقول إنه هو شخصياً ممنوع من دخول الإمارات.
وتسبب تعليقات القرضاوي بتهديد القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، بملاحقته قضائياً بتهمة 'سب' الإمارات ووصف خلفان تعليقات رجل الدين المصري الأصل بأنها 'سفاهة' على حد تعبيره.
وسرعان ما بات للقضية امتدادات دولية، فقد ندد محمود غزلان، الناطق الرسمي لحركة الأخوان المسلمين في مصر، بمواقف الإمارات حيال القضية، ما استدعى رداً من عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج، الذي قال إن تصريحات غزلان 'غير مسؤولة وتفتقد إلى الحكمة.'
( سي ان ان )