توقعات بحد ادنى لمعدل الطب 98.3 % والقادم يكشف المستور

الجمعة , 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

توقعات بحد ادنى لمعدل الطب 98.3 % والقادم يكشف المستور

06-09-2020 12:59 AM
كل الاردن -

خمسون الفا من خريجي الثانوية العامة سيتم قبولهم وفقا لمنظومة القبول الموحد الالكتروني لهذا العام .. خمسون الفا ستكون تلك المنصة التي تعمل ليلا ونهارا من اجل ترتيب تخصصات الطلبة وتوزيعهم وفقا لمعدلاتهم وطلباتهم ، ليختار كل طالب التخصص الراغب به ، وسط حرب « وهي الكلمة الاقل ما يمكن ان تقال ، لاصحاب المعدلات العالية التي تفوق الالاف ، والذين سيتنافسون بكل بساطة على مقاعد الطب بالجامعات الاردنية الرسمية ..

مصادر مطلعة تقول لا يوجد ادنى مجال للشك ان التنافس على التخصصات العليا الطب والاسنان والصيدلة ،ستكون الاشد وطأة وخوفا بسبب ارتفاع معدلات الثانوية العامة والتكرار شديد للمعدلات وتساويها الذي يصل الى 200 الى 210 للعشر الواحد ..

واذا ما تناولنا الارقام فاننا نقرا الاحصائيات المقارنة بين عامي 2019 و2020 لاصحاب التخصصات العلمية فمن حصل على معدل 99 فما فوق العام الماضي 499 طالبا وطالبة بينما وصل العام الحالي الى 912 ، ومن حصل على 98فما فوق العام الماضي 1493 بينما ارتفع العام الحالي الى 2509 ، اما اصحاب الـ 97% فما فوق فقد ارتفع من 2707 طلاب وطالبات ليصل العام الحالي 4443 .

ووفقا لذات الارقام فان من حصل على معدل 80% فما فوق و90 تضاعف عددهم مرة ونصف المرة عن العام الماضي ، فالمؤشرات تقول لن يقل الحد الادنى للقبول بالطب عن 98.3% باحسن الاحوال ، اي ان مئات الطلبة الراغبين بدراسة الطب في الجامعات الاردنية لن يحظوا بحقهم بالحصول على مقعد بأي من كليات الطب بالجامعات الست ، وهم بطبيعة الحال اصحاب حق ، لأنهم تفوقوا وحصلوا على تحد حقيقي يؤهلهم ليكونوا ضمن بوتقة الطب بوطنهم ، لكن الواقع سيقول لهم ، لا للقبول ، ولا مساحة لأن تكونوا في حرم طب الجامعات الاردنية..

علامات ثانوية عامة ، ظلمت ابناءنا ، ووضعت تعليمنا العالي ، ومجلس اعتماده ، وكليات الطب في الجامعات تحت مقصلة المعدلات..

القبول بالطب قصة حرب يجب ان نعلم كيف سيتم التعامل معها ، وكيف سيتم احتواء هذه الفئات من معدلات الطلبة ، الذين سغيبون عن الدراسة بالخارج لاسباب تتعلق بالكورونا ، ومنهم قد يرفض البعثة المقدمة له من اية جهة ، خوفا على نفسه من هذا الوباء .

اذن القضية لا تحتمل التوقف ، ولا تحتمل ايضا ، في ظل تقاعس جامعات واعداد عن قبول طلبة في الحرم الجامعي ضمن القائمة التنافسية ، بسبب الارتفاع غير المسبوق باصحاب المعدلات العالية ، واصحاب المئات ، وأصحاب المئات ايضا من التوجيهي غير الاردني من داخل وخارج المملكة ، الذين سيعقد لهم امتحان مفاضلة، وهو الامر الذي سيفتح بابا من الاحتقانات والغضب لانه بالضرورة لن يحصل كل صاحب 100 مقعدا للطب باي من الجامعات الست .. الخبير الاكاديمي الامين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي السابق ، ورئيس جامعة الزيتونة الاسبق د . تركي عبيدات اقترح ان يتم تطبيق نظام التعليم المدمج حتى بعد الانتهاء من ازمة الفيروس لاستيعاب اعداد اكبر من الطلبة ، ومراجعة معايير الاعتماد العام والخاص والقدرات الاستيعابية ، وتوجيه جميع الطلبة المتفوقين لدراسة التخصصات التي تتطلبها الثورة الصناعية الرابعة :الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات ونظام الروبوتات ، وليس فقط الطب والاسنان والصيدلة .

كما دعا عبيدات الى حصر التجسير فقط بالطلبة المتفوقين في الامتحان الشامل وباعداد قليلة جدا ، ومراجعة امتحان الثانوية العامة خاصة عملية القياس والتقويم ، والاهم رفع الحد الادنى للقبول بالطب وطب الاسنان الى 90% والهندسات والصيدلة الى 85% بالاردن والخارج على حد سواء، والتقليل من « الاستثناءات « التي تضيف اعدادا الى منظومة التعليم العالي والجامعات .

القضية صعبة .. لكنها ستحدث وستقبل كليات الطب بالجامعات الاردنية مع الموازي « في حال تم الالتزام « بنسبة الـ 30% كما اعلن مجلس التعليم العالي بأنه لا تهاون ليس اقل من 3500 طالب وطالبة ، في ست جامعات سيتركز العدد الاكبر بالاردنية والتكنولوجيا ، هما الاكثر اقبالا على الدراسة فيهما ٍوستكون الجامعات الاربع الباقية « الهاشمية « البلقاء « « مؤتة « واليرموك ، هم ايضا الذين سيتدفق على مقاعدهم تنافسيا وموازيا بالمئات ، ولن نتجاوز ايضا ولا يمكننا ان ننسى اعداد المقبولين من ابناء العاملين الذين ايضا سيتدفقون بالعشرات ، لكن بمعدلات لا تمت بصلة لتلك الموجودة تنافسيا ، من اصحاب فوق الـ 97% ..

الان كليات الطب تنتظر وربما تحتضر ، ما بين الحفاظ على سمعتها وخريجيها ، وبين ابقائها داخل الحفاظ على المعايير العالمية لتبقى وسط باقة المتميزين .

نائل عبيدات عميد كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا أكد ان الاعداد المتوقع ان ترد عبر وحدة تنسيق القبول الموحد لكليات الطب ستكون متشابهه لتلك التي تم قبولها العام الماضي حيث من المتوقع ان لا تقل عن 1100 عدا عن طب الاسنان حيث وصل العدد الاجمالي الى 1800 طب وطب اسنان دون طلبة الموازي والدولي ، مشيرا الى ان القبول على الطب سيكون هائلا جدا هذا العام ، وسيكون هنالك ضغط عائلي ومجتمعي ودولي كبير جدا ، ولا يمكننا تجاوزها ولابد ان يكون هنالك ضبط لهذه الامور ،

واكد ان الجامعة اعدت خططا واليات للتعامل مع الاعداد المتوقع قبولها وستكون الجامعات بيمن الله والترتيبات المعدة قادرة على ايفاء تلك الاعداد حقها ، فالحياد عن جودة كليات الطب بالاردن ، خط احمر ، ولا يمكن ان نقبله تحت اي ظرف ، وسنتعامل مع الاعداد بحرفية ودقة وترتيب ، وسنبقى محافظين على قيمة وأهمية خريجي الطب بالجامعات الاردنية .

واشار الى انه سيكون هنالك توزيع بدوام الطلبة ليومين بالاسبوع والباقي عبر التعلم الالكتروني ، ومن سيكون خارج الحرم الجامعي سيتمكن من حضور المحاضرة « اون اين « وبالتالي سنحقق مبدأ التباعد الاجتماعي والتخفيف من الاعداد ، والابقاء على نوعية تعليم دقيق وذي جودة عالية .

وأشار الى ان الترتيب يقول ان من يقدم كل مواده « اون لاين « سيكون امتحاناته « اون لاين « ايضا وهو مخير بناجح راسب ، اما التعلم المدمج والحرم الجامعي ستكون امتحاناته داخل الحرم الجامعي ، ولن يكون هنالك اية تجاوزات بالتشديد على الامتحانات ، وسيكون هنالك تطبيق للتعليمات والانظمة للحفاظ على نوعية ودقة وشفافية الامتحان .

اما عميد كلية الطب بالجامعة الاردنية د . اسلام مساد فقد اشار الى انه ليس امامنا الا الانتظار لصدور الاعداد، لترتيب امور الجامعات والتدريس ، وايجاد اطار محكم يحافظ على جودة التعليم ونوعية الطلبة ، حيث انه لن نسمح بأن يصبح هنالك خلل بالجودة ، وسنعمل باقصى طاقاتنا لنحافظ على كل التفاصيل ، مبينا ان التفكير ينصب ان يكون جزء من المواد الاساسية بالمرحلة الطبية الاولى التعلم المدمج وسيتم اعادة النظر بالخطط الدراسية في ظل زيادة الاعداد المتوقعة .

واوضح انه بطبيعة انظمة وتعليمات الجامعة وتحديدا كليات الطب يتم من خلال العلامات والامتحانات التشدد بنوعية الطالب وستكون هنالك عمليات فرز وهي ليست جديدة بطبيعة الحال ، فالبقاء للافضل والقادر على ايفاء المواد متطلباتها الرئيسية ، وتجاوزها بشكل ينطبق مع الانظمة والتعليمات ، فلا تجاوز لاي من تلك الامور .واشار الى انه لا مجال الا التعامل مع الواقع وعدم تجاوز النوعية وسنحرص على تعليم ممتاز ومحاضرات علمية اكاديمية مهيأة تقدم للطلبة كل المواد بحرفية وتميز كعادة كلية الطب ، وهنالك تعاون وترتيب مع مستشفيات جديدة لتدريب الطلبة وتوزيعهم ، وترتيب اوقاتهم حتى لا يكون هنالك اية مشاكل جراء عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي .

وقال مساد ، لن نسمح بأن تمس كليات الطب ، ولن نقبل بأية امور تمس تعليم الطلبة ، ولن نقبل ان تكون الاعداد على حساب النوعية او الاخلال بالمعلومة الطبية ، فنحن دوما من الاوائل وسنبقى باذن الله كذلك . امان السائح - الدستور