13-03-2012 10:05 PM
كل الاردن -
نبيل غيشان
أحزنني ابني الطالب في الجامعة الاردنية عندما قال لي اول امس: 'لازم اودعكو قبل ذهابي للجامعة...'في اشارة الى المعارك التي يراها امامه.
بالفعل انه مشهد حزين ان تصل جامعاتنا الى هذا الحد وخاصة الجامعة الاردنية التي نشد على يد رئيسها لقراره بفصل 16 طالبا شاركوا في المشاجرة الاخيرة.
للاسف وصل الحد الى حالة فلتان غير مفهومة, طلاب يستعملون عصي كهربائية بقوة 16 فولت ويقفون امام حرس الجامعة وهم ملثمون, وعندما ينبه احد الطلاب الحارس, بان هناك من 'يتلثم' استعدادا لمعركة يأتيه جواب الحارس 'والله اذا بنصاب بدفع فاتورة المستشفى من جيبي'.
حالة من انفلات الطلاب وتراجع دور الامن الجامعي وعدم جدية من الادارة في عقاب المخطئ.
كيف يتم ادخال السلاح وكيف يتم ادخال العصي والسلاح الابيض, رغم ان الحرس يفتشون السيارات والطلاب بدقة ويطلبون هوياتهم? ماذا فعلت رئاسة الجامعة ومديرية الامن العام في حادث اطلاق النار على احد الطلاب في يوم الثلجة الاخيرة?
الجامعة الاردنية لم تعد هي نفسها قبل عشر سنوات والناس لم يعودوا هم انفسهم, كل شيء تغير للاسف الى الاسوأ, فبيوت العلم ومناراته تحولت الى اماكن للتسلية وقضاء الوقت وطق الحنك وعرض الازياء والمفاخرة الكاذبة بان العشيرة الفلانية افضل من غيرها, وللاسف فان التباهي امام الطالبات يقود الى مشاجرات لا معنى لها.
في كل مرة نستمع الى 'تهديدات' بان القانون سيأخذ مجراه ضد المخالفين, لكن للاسف بعد عمليات الفصل او ايقاع العقوبات نرى الوساطات تبدأ من اجل ان يعفو الله عما مضى.
ان ظاهرة العنف الاجتماعي هي احد اهم مظاهر انتهاك حقوق الانسان وحريته لانها تهدد استقراره النفسي والاجتماعي, ومن جهة اخرى هي دليل على انقسام المجتمع الواحد والتناقض في المصالح والمعتقدات بما يمكن ان يؤدي الى انهيار المجتمع نفسه.
ان انتشار العنف في المجتمع وظهور النزعات الفردية او القبلية دليل على غياب المشروع الوطني الجامع, والدولة المدنية الديمقراطية لا يمكن ان تقوم على اسس عشائرية.
فالمعالجة يجب ان تستند الى سيادة القانون ورفض التجاوز عنه شريطة اخذ كافة الابعاد القانونية والسياسية والاجتماعية والعشائرية, على قاعدة عدم التهاون في الحق العام وان يدفع المخطئ ثمن خطئه ماديا ومعنويا.
nghishano@yahoo.com