أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025
الأربعاء , 22 كانون الثاني/يناير 2025


الذكرى الرابعة والأربعون لمعركة الكرامة الخالدة
21-03-2012 08:40 AM
كل الاردن -

 alt


كل الأردن - تحتفل القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي وقيادتها الهاشمية والأسرة الأردنية الواحدة اليوم بالذكرى الرابعة والأربعين لمعركة الكرامة الخالدة التي شكلت منعطفاً تاريخياً في سجل بطولات الجيش العربي.
الزمان والمكان
بدأت إسرائيل الهجوم الساعة 5.30 من فجر يوم 21 آذار (مارس) 1968 على جميع المقتربات في القطاع الأوسط، والجنوبي، وقد حاولت مجموعات قتال على كل مقترب مكونة من الدبابات والعربات المدرعة تقدر بـ15 ألف جندي إسرائيلي القيام بهجوم صامت لمفاجأة القوات الأردنية ولكنها كانت مكشوفة وتحركاتها معروفة للقوات الأردنية حيث بدأ الهجوم بقصف جوي ومدفعي على جميع المواقع الأمامية، والدفاعات الخلفية، وخطوط المواصلات والتزويد.
كان صمود الجيش العربي الهاشمي في معركة الكرامة نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية العالية، والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بها الجندي الأردني، وهذا الصمود والنصر كانا منعطفاً هاماً في حياة الأمة العربية تحطمت خلاله أسطورة التفوق الإسرائيلي.
جاءت معركة الكرامة لتعطي المعتدي درساً واضحاً بأن حربه معنا ليست نزهة وأنها لم تهزم عدواً طامعاً حاقداً فحسب بل ضمدت جرحاً عربياً مكلوماً بسواعد أبناء الأردن البررة وقوتهم النافذة يوم تشبثوا بأرضهم المباركة الطاهرة التي هي موطن الآباء والأجداد.
وفي خطابه التاريخي قال بطل معركة الكرامة وقائدها المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله وصوته ما يزال مدوياً بين أركان المكان يفوح بأجمل الكلام "يا إخوتي في السلاح يا حصن الأردن الحصين ودرع العرب المتين يا معدن الفخر وينبوع الكبرياء، يا ذخر البلد وسند الأمة، وأصل البطولة والفداء، أحييكم تحية إكبار لا تقف عند حد وتقدير لا يعرف نهاية، وأبعث مثلها إلى أهلي من ذوي الأبطال الذين سقطوا في ساحات الوغى بعد أن أهدوا إلى بلدهم وأمتهم أنبل هدية وأعطوا وطنهم وعروبتهم أجزل العطاء، فلقد كنتم جميعاً والله أمثولةً يعز لها النظير في العزم والإيمان، وقمة ولا كالقمم في التصميم والثبات، وضربتم في الدفاع عن قدسية الوطن والذود عن شرف العروبة أمثولة ستظل تعيش على مر الزمان".
وها هو جلالة الملك عبدالله الثاني قائدنا المفدى يقف في هذا المكان يخاطب جيشه وشعبه النبيل قبل أربعة أعوام حاملاً راية الآباء والأجداد حيث قال "ونحن
اليوم ومن هذا المكان نتوجه بتحية الفخر والاعتزاز لكل من شارك وساهم في هذه المعركة من مختلف الألوية والوحدات في الجيش العربي: لواء القادسية ولواء الأمير عالية ولواء حطين واللواء الهاشمي واللواء المدرع الستين وسائر الكتائب من المدفعية والهندسة والصيانة والتموين واللاسلكي والخدمات الطبية وغيرها، من كل التشكيلات التي ساهمت في تحقيق النصر في هذه المعركة".
أهداف المعركة
كانت معركة الكرامة ذات أهداف إسرائيلية إستراتيجية وحاسمة تهدف إلى احتلال سلسلة المرتفعات الشرقية لفرض سياسة الأمر الواقع، ويؤكد هذا حجم القوات التي تم حشدها لهذه العملية حيث وصلت إلى ما يربو على ثلاث فرق عسكرية: عبر جزء منها شرقي النهر، وكانت باقي القوات تحتشد في عمق المنطقة العسكرية الوسطى على الضفة الغربية لنهر الأردن وتنتظر دورها في العبور نحو أهدافها، حيث أن خريطة خطة الهجوم كانت تبين الأهداف النهائية بوضوح.
طبيعة المعركة
تعتبر معركة الكرامة من المعارك العسكرية المخطط لها بدقة، وذلك نظراً لتوقيت العملية وطبيعة وأنواع الأسلحة المستخدمة، حيث شارك فيها من الجانبين أسلحة المناورة على اختلاف أنواعها إلى جانب سلاح الجو، ولعبت خلالها جميع الأسلحة الأردنية وعلى رأسها سلاح المدفعية الملكي أدواراً فاعلة طيلة المعركة، وبالنظر لتوقيت المعركة نجد ان لتوقيت الهجوم (ساعة الصفر) دلالة أكيدة على أن الأهداف التي خطط للاستيلاء عليها هي أهداف حاسمة بالنسبة للمهاجم، وتحتاج القوات المنفذة لفترة من الوقت للعمل قبل الوصول إليها واحتلالها: هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن طبيعة الأسلحة المشاركة في تلك المعركة من الجانب الإسرائيلي - جميع أسلحة المناورة المسندة بأسلحة الإسناد والمدعومة بسلاح الجو - تؤكد أن المُخطط لتلك المعركة كان قد بنى خطته على معلومات استخبارية وأمنية اتضح من خلال تقييمها حجم القوات الأردنية المقابلة وتسليحها وطبيعة دفاعها، الأمر الذي حدا بذلك المخطط لزج هذا الحجم الهائل من القوات لتحقيق المفاجأة، وإدامة الاستحواذ على عنصر المبادأة أو المبادرة لتأسيس رأس جسر يسمح باستيعاب باقي القوات المخصصة للهجوم شرقي النهر، من أجل الوصول إلى الأهداف النهائية المرسومة: وهذا يؤكد حقيقة أن التخطيط تم لمعركة بين جيشين بهدف تحقيق أهداف معنوية وإستراتيجية..
إذ أن زخم الهجوم ما كان ليكسر لولا أن القوات المسلحة الأردنية كانت كبيرة ومنظمة، وتعمل من مواقع دفاعية منظمة ومخططة وفقاً لأسلوب الدفاع الثابت، حيث أن القوات التي عبرت النهر شرقاً قد تم التماس معها منذ البداية، ثم تم استدراجها ما بين الخطوط الدفاعية الأردنية على جبهة المعركة إلى أن تم امتصاص زخم هجومها في عمق المواقع الدفاعية التي تعتبر جهد الموقع الدفاعي الرئيسي، حيث خاضت القوات الأردنية المدافعة بما هو متاح لها معركة كبيرة في ذلك اليوم التاريخي.
مقتربات القتال
إن معركة الكرامة لم تكن معركة محدودة تهدف إلى تحقيق هدف مرحلي متواضع، بل كانت معركة امتدت جبهتها من جسر الأمير محمد شمالاً إلى جسر الأمير عبدالله جنوباً وكان الهجوم على ثلاثة مقتربات: أ. مقترب جسر الأمير محمد - مثلث المصري - السلط – عمان. ب. مقترب جسر الملك حسين -الشونة الجنوبية - وادي شعيب - السلط – عمان. ج. مقترب جسر الأمير عبدالله – سويمة- ناعور- عمان.
هذا في الأغوار الوسطى ، وفي الجنوب كان هجوم تضليلي على منطقة غور الصافي وغور المزرعة.
إن جبهة المعركة وتعدد المقتربات كانت الغاية منه تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي وتضليلها عن الهجوم الرئيسي، وهذا يؤكد أن القوات الموجودة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية بدءاً من النهر وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم: وكما كان يتصور، لاسيما وأن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب العام 1967.
نتائج المعركة
مع انتهاء أحداث المعركة يكون العدو قد فشل تماماً في هذه العمليات العسكرية دون أن يحقق أياً من الأهداف التي شرع بهذه العملية من أجلها وعلى جميع المقتربات والمحاور. وفشل العدو في مخططاته التي عرفت من الوثائق التي كانت لدى القادة الإسرائيليين وتركت في ساحة القتال وهي احتلال المرتفعات الشرقية ودعوة الصحفيين لتناول طعام الغداء في عمان .
خسائر الطرفين:
قواتنا الباسلة: 86 شهيداً، 108 جرحى، تدمير 13 دبابة، و39 آلية مختلفة.
العدو: 250 قتيلاً و450 جريحاً، وتم تدمير 88 آلية مختلفة شملت 27 دبابة و18 ناقلة و24 سيارة مسلحة و19 سيارة شحن وإسقاط 7 طائرات مقاتلة. -(بترا - إعداد مديرية التوجيه المعنوي)
قالوا في المعركة
• "لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم وان نتائج المعركة جعلت الملك الحسين بطل العالم العربي".


نيوز ويك الأميركية.


• "أما معركة الكرامة فقد كانت فريدة من نوعها بسبب كثرة عدد الإصابات بين قواتنا.. فقدت إسرائيل في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران".


رئيس الأركان الإسرائيلي الأسبق حاييم بارليف.


• "لا يساورنا الشك حول عدد الضحايا بين جنودنا... لقد برهنت العملية من جديد أن حرب الأيام الستة لم تحقق شيئاً ولم تحل النزاع العربي الإسرائيلي".


عضو الكنيست الإسرائيلي شلومو جروسك.


• "لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر شيئاً كهذا من قبل لقد أصيبت معظم دباباتي"

( الغد )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-03-2012 08:53 AM

مقال جيد وشامل ولكن الفت انتباهكم الى حقيقة ان القوات المسلحة الاردنية تسمى "الجيش العربي " وليس الجيش الاردني (القوات المسلحة الاردنية/ الجيش العربي )تسمية الجيش الاردني كان يستخدمها نفر من الناس دابوا الهجوم على البلد بشعبها وجيشها وترابها وكل ما يخصها ..يعني اذا احنا بنقول الجيش الاردني ..لبيب القمحاوي شوه يقول ؟؟؟؟

2) تعليق بواسطة :
21-03-2012 09:26 AM

رحم الله شهداء الكرامه اول نصر عربي على الجيش الذي لايقهر بعد 1967 واطال الله في اعمار من شارك في هذا النصر قاده وضباط وجنود وحمى الله الاردن فمازالت المعركه مستمره سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لاسترداد الدوله الحلم والانموذج الحاميه لكرامة ابنائها كما ارادها رجالات المؤتمر الاردني الاول من الاردنيين المؤسسين

3) تعليق بواسطة :
21-03-2012 09:45 AM

رحم الله شهداء المعركة ويجب أن تبقى هذه المعركة درساً لنا تذكرنا بأن العدو لم ولن يكتفي بفلسطين. وإن شاء الله المعركة القادمة ستكون نتيجتها فتح بيت المقدس

4) تعليق بواسطة :
21-03-2012 09:59 AM

بالفغل انك مفظي وفاظي أشغال سنحك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012