أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


الحكومة والحركة الإسلامية والصفقة المزعومة
25-03-2012 10:11 PM
كل الاردن -


د. رحيّل غرايبة
من أكثر ما يثير الحنق والقرف السياسي, الإصرار المتكرر من بعض القوى السياسية على إشاعة مقولة الصفقة بين الحركة الإسلامية والحكومة, وربما هناك هدف للإصرار على هذه الإشاعة وهو إحداث ضغط نفسي على الحكومة ورئيسها من إعطاء الحركة الإسلامية حقها, أو التحذير من تغيير منهج الحكومات السابقة في اتباع سياسة تحجيم الحركة الإسلامية وتجفيف منابعها, وقطع أذرعها من أجل عدم استئثارها بالشارع والجمهور من ناحية, ومن ناحية أخرى فسح المجال لقوى سياسية أخرى من أجل الانتعاش وامتلاك القدرة على ملء الفراغ.

ولكوني أحد المطلعين تماماً على هذا الملف, فأود أن أظهر الحقيقة ليس من باب الدفاع عن شرعية التعاون بين الحكومة والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع وعلى رأسها الحركة الإسلاميّة, ولكن من أجل الرد على المرجفين الذين يحاولون إفساد الجوّ السياسي وتعكير صفو الأردنيين وإثارة الحزازات بالإشاعات والافتعالات الخيالية التي لا حظّ لها من الصدقية ولا وجود لها في الواقع.

رئيس الحكومة التقى الحركة الإسلامية مرتين, المرة الأولى بعد تكليفه وقبل تشكيل الحكومة, وعرض على الحركة الإسلامية رغبته بالتعاون, واعتذرت الحركة الإسلامية عن المشاركة في الحكومة بلطف, وبينت تمسكها ببرنامج الإصلاح القائم على إحداث تعديلات دستورية جوهرية تتركز حول تغيير منهجية تشكيل الحكومات لتصبح حكومات برلمانية حقيقية تعبر عن نبض الشارع, بالإضافة إلى المطالبة بانتخاب مجلس الأمّة كلّه بشقيه, وأن يصبح المجلس سيد نفسه, وأعلن الرئيس المكلف عدم تبنيه لهذه التعديلات.

أمّا المرة الثانية فكانت على خلفية أزمة الحراك السياسي وسط العاصمة, فكان هناك تقارير وصلت إلى الحكومة تفيد بأنّ هناك نية للحركة الإسلامية للتحول نحو استعمال العنف والقوّة, ونفت الحركة الإسلامية صحة هذه المعلومات واستهجنتها, وبعد ذلك ليس هناك أية صلة ولم يحدث أي لقاء غير ذلك, ولم تتم إعادة مؤسسات الحركة, ولا إعادة المفصولين سياسياً إلى مواقعهم, ولم يتمّ تعيين أحد من الحركة الإسلامية في أيّ موقع, وليس لها أي دور في المشاركة في سياسات الحكومة وإجراءاتها, وليس هناك خط ساخن أو بارد بينهما, ولا يوجد شيء تحت الطاولة ولا فوقها, ومن عنده أيّ معلومات فليظهرها, ولا يكتفي بتحليل سياسي يتعسف الذكاء اعتباطاً.

وأكثر ما يثير العجب والدهشة سعة الخيال التي يتمتع بها بعض المحللين السياسيين الأذكياء الذين يزرعون الوهم, ويحصدون الشك والريبة, ويبنون مواقفهم السياسية على هذه الشكوك وهذه الخيالات.

الحركة الإسلامية تريد إصلاحاً حقيقياً, وتطالب بديمقراطية حقيقية, تتمثل بتمكين الشعب الأردني من أن يكون صاحب السلطة الحقيقية والكاملة, وأن يكون الشعب قادراً على اختيار الحكومة وقادراً على محاسبتها ومراقبتها.

والحركة الإسلامية تعلن صباح مساء, أنّها سوف تحترم اختيار الشعب الأردني عندما يكون نزيهاً وعادلاً, وفقاً لقانون انتخابات يراعي المعايير العلمية والموضوعية المعروفة عالميّاً, ولا تريد قانوناً مفصلاً لتحقيق مصلحتها الفئوية, كما يكرر الخصوم بانحياز وبلا موضوعية.

rohileghrb@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-03-2012 08:43 AM

اقتبس من كلامك واخالف الراي
"من أكثر ما يثير الحنق والقرف السياسي"
صدقني بعد متابعتي للشان الاردني لمدة ست سنوات متتاليه بشكل يومي وبمنتهى الدقه لم اجد ما يثير القرف السياسي اكثر من اسلوبك في مخاطبة الآخرين سواء في اللكتابه من خلال مقالاتك او في المقابلات التلفزيونيه المباشره والتي يثير قرف المشاهد فيها اسلوب الحوار المتعالي والحجه الضعيفه والاصرار على ان يصدقكم المتلقي بدون اي دليل عملي مادي ملموس ...
سيدي الكريم : الشارع الاردني الذي تدعي الاستئثار به وتطلب منا ان نسلم بالمعلومه شارع يرفضكم بالجمله ولا تجد من يؤازركم الا القله المستفيده منكم والذين يجدون لديكم بعض الامان الذي توهمونهم به والذي قد لا يجدونه منفردين ... اما سبب الخوف فيضيق المجال لتحليله.
لا يخفى على اي متابع ان عليكم مراجعة كل سياساتكم ونظرتكم للشارع الاردني بشكل عام وقد لا ابالغ ان توقعت ان حل الجماعه بقاعدتها الجماهيريه الحاليه قد يكون حلا لكثير من مشاكل الوطن .

2) تعليق بواسطة :
26-03-2012 08:44 AM

اقتبس من كلامك واخالف الراي
"من أكثر ما يثير الحنق والقرف السياسي"
صدقني بعد متابعتي للشان الاردني لمدة ست سنوات متتاليه بشكل يومي وبمنتهى الدقه لم اجد ما يثير القرف السياسي اكثر من اسلوبك في مخاطبة الآخرين سواء في اللكتابه من خلال مقالاتك او في المقابلات التلفزيونيه المباشره والتي يثير قرف المشاهد فيها اسلوب الحوار المتعالي والحجه الضعيفه والاصرار على ان يصدقكم المتلقي بدون اي دليل عملي مادي ملموس ...
سيدي الكريم : الشارع الاردني الذي تدعي الاستئثار به وتطلب منا ان نسلم بالمعلومه شارع يرفضكم بالجمله ولا تجد من يؤازركم الا القله المستفيده منكم والذين يجدون لديكم بعض الامان الذي توهمونهم به والذي قد لا يجدونه منفردين ... اما سبب الخوف فيضيق المجال لتحليله.
لا يخفى على اي متابع ان عليكم مراجعة كل سياساتكم ونظرتكم للشارع الاردني بشكل عام وقد لا ابالغ ان توقعت ان حل الجماعه بقاعدتها الجماهيريه الحاليه قد يكون حلا لكثير من مشاكل الوطن ...

3) تعليق بواسطة :
26-03-2012 10:01 AM

هذا الكلام يثير الدهشه والإستفزاز لأنه عاري عن الصحه تمامآ وبعيدآ
كل البعد عن الحقيقه. هناك إجتماعات ولقآت كثيره مباشره غير مباشره وهو طبيعي
وممكن ان يكون إجابيآ في بعض الأحيان هذا ليس بالمهم الأهم هو التنسيق المستمر والمشاورات واللقآت بين الإخوان وألأمريكان هذا التنسيق الذي أخذى منحى خطير
بأتجاه التقارب الإستراتيجي . الكاتب يعتبر انه هو لوحده صاحب المعلومه وصاحب
الحقيقه ويعتبر الأخرين سذجآ ويريدون البلبله وإثارة الحزازات ونسي من
الذي يستعمل كل الأساليب الجهنميه للإستحواذ على كل شيء كما يحصل الآن ونراه في
إنتخابات نقابة المعلمين . كما وأن الكاتب تناسى ان الإخوان كانت لهم دائمآ مشاركه في معظم الحكومات المتعاقبه وكانوا يتحايلوا علينا بإعلانهم فصل هولآ الأشخاص أصحاب المعالي من الحركه (طبعآ رسميآ فقط )علمآ بان مشاركتهم كانت
بقرار من الحزب .


إلى حد أن اصبح هذا اكثر من تنسيق لابل هو تحالف إستراتيجي بينهم .

4) تعليق بواسطة :
26-03-2012 10:03 AM

لا تصدق الفقيه المسيّس..
ولا تثق بالسياسي المتفيقه.
الأول كاذب، والثاني مراوغ!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012