أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


لا احترام لمواطن من دون لقب?
28-03-2012 11:48 PM
كل الاردن -


 
لميس اندوني

نستطيع نقد, أو حتى هجاء, والسخرية من, أعضاء مجلس النواب, بعد التصويت على إعطاء أنفسهم جوازات سفر دبلوماسية, حمراء اللون, ما شئنا, بما تأتيه قريحة الكتاب والمعلقين الأردنيين من ألفاظ و نعوت جارحة كانت أم قادحة.

لكن علينا أن نعترف, أن ما أقدم عليه مجلس النواب, هو تجسيد لظاهرة اجتماعية, أوسع وأعمق من أن نحصرها ونُعَرفها على أنها عقلية تقتصر على أعضاء البرلمان - بغض النظر في النظم الانتخابية وأساليب تدخل الأجهزة في تحديد نتائج الانتخابات والتي باتت مكشوفة ومفضوحة.

المشكلة الأكبر والتي لا يمكن حصرها في مجلس النواب هي أن الثقافة السياسية والاجتماعية السائدة, ونجدها حتى عند بعض الملتزمين بالأحزاب السياسية وتيارات المعارضة, تُشجِع وترسخ الرغبة في أن يسبق لقب ما اسم المواطن الكريم, لأن الألقاب عدا أنها تبقى مع الشخص مدى الحياة, فانها تضفي الوجاهة والاحترام والمكانة الاجتماعية المستحقة أحياناً وغير المستحقة أحياناً أخرى.

الجواز الأحمر بالذات هو دليل ملموس باليد وواضح للرؤية للشخص ومن حوله, وهو دليل قاطع على تميز دائم باق بعد أن ينسى الناس, إذا نسوا أو تناسوا, أن حامله كان يوماً عضوا في مجلس النواب.

لا توجد مفاجأة هنا, لأن صفة 'الدبلوماسي', حتى لو كانت رمزية, تمنح كغيرها من الألقاب احتراما لا يلقاها معظم الناس, سواء ممن حولهم أو من الغرباء , لو مضوا قدمما في الحياة بدونها.

مرة أخرى نستطيع السخرية من الساعين إلى الألقاب, لكن يجب مواجهة حقيقة أن هذه الألقاب لم تكن تحظى بهذه الأهمية ولم تكن لتصبح هدفاً عند الكثيرين, لو لم يتجاوب معظمنا معها; فينقسم معظم المجتمع إلى قسمين, قسم يسعى إلى اللقب وقسم يسعى الى أن يكون برفقة أو بحضرة صاحب اللقب, لعله يشعر ولو 'بطرطوشة' من الإحساس بالاحترام والأهمية المرافقة للقب.

في بلادنا, معالي الوزير هو صاحب 'المعالي' مدى الحياة, دولة الرئيس يبقى 'دولة الرئيس ' حتى لو مضت عقود على تقلده المنصب, إضافة إلى الباشا والبيك وغيرها من الألقاب, التي قد يكون جزءا من إصرار البعض على استعمالها حتى في الجلسات الخاصة وغيرها تعبيراً عن احترام حقيقي لصاحبها, ولكن الإصرار عليها في كثير من الأحيان هو ليس أكثر من تعبير للنفاق الاجتماعي والسياسي الذي يشوه العلاقات والقيم الاجتماعيةوالإنسانية.

ظاهرة السعي الى الألقاب هي نفسها ظاهرة السعي إلى المناصب, التي استدعت تعبير 'صاحب معالي الشعب الأردني' , وأخيراً تعبير 'الشعب الدبلوماسي الأردني الذي أطلقه الزميل الظريف صالح عربيات تعليقا على تصويت مجلس النواب على منح أنفسهم الجواز الدبلوماسي الأحمر.

الفكاهة بما تحمله من نقد لاذع ضرورية لتشخيص النواقص الاجتماعية وحالات الظلم والتظلم.

في حالة الإصرار الاجتماعي على الألقاب نحن نواجه تعبيرا صارخا على عدم إحساس المواطن باحترامه وكرامته كجزء من حقوقه الإنسانية والمدنية. فالمسألة تحتاج إلى تغييرات سياسية وقانونية جذرية لتثبيت حق المواطنة وتوسيع التمثيل الشعبي في عملية اتخاذ القرار.

لكننا أيضا بحاجة إلى إعادة النظر بقيم مزيفة تفرق بين الناس وتزيد من إحساسهم بالتفرقة والهوان. لذا اقترح اقتراحا قد يكون مرفوضاً عند الكثيرين, فلنبدأ بإلغاء استعمال الألقاب في غير محيطها الرسمي تمهيدا لترسيخ قيم المساواة على الأقل في العقول والنفوس.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-03-2012 06:08 AM

في الدول المتقدمة وخاصة عند المثقفين لا توجد القاب فالصحفي ينشر والكاتب يكتب دون ان يضع حرف ال د. امام اسمه. عندنا اللقب هو المهم حتى عند المثقفين الذين من المفروض انهم نخبة المجتمع. ظاهرة اخرى اصبحت منتشرة ان الكاتب اصبح يضع اسمه وابيه وجده بالاضافة للقب. كما قالت الكاتبة هو مرض مجتمعي كرسناه نحن

2) تعليق بواسطة :
29-03-2012 12:39 PM

نعم للاستاذه الفاضلة لميس اندوني الالقاب الدارجة لدينا هي للنفخ و للكبرة والجخة التي اصبحت صفة من صفات ثقافتنا الموروثة من قبل مئات السنين عن الفرس والاتراك وفي نظري هي من انواع الفساد المستشري في العروق الاردنية العصي على الاصلاح حتى ولو بالكي واليك سبدتي وللقارئ بعض هذه الالقاب : أفندي: لفظ يوناني دخل الى التركية مع التحريف بمعنى سيد و لا يزال يستعمل في الجيش الاردني لرتبة وكيل او ملازم . باشا أصله : باش أي الرأس .. وهو لفظ تركي شاع استخدامه كلقب يمنح لكبار الضباط والقادة ورؤساء الأقوام ويستعمل حاليا في الجيش والامن لرتبة لواء و ما فوق . دادا : لفظ تركي فارسي معناه - غلام أو جارية ..ويستعملها السلطيه بكثرة اشارة الى المرأة ; بك : بيك : كلمة تركية قديمة أصلها فارسي وتعني حكيم أو مقدس أو استخدمها العثمانيون قب رسمي بدءا من الملوك وانتهاء بأولاد القادة ..ويستعملها الاردنيون بكثرة لكبار موظفي الدولة ولمنتسبي الجيش والامن من رتبة نقيب حتى رتبة عميد واشير الى تعليق رقم 159108) د. عبدالله عقروق مع خالص التقدير حول الالقاب انت تعمل في منظمة عالمية حضارية فانت والمراسل واخونا وحبيبنا بلكي بمون تحملون لقب .Mr وجميعكم متساوون في الحقوق والواجبات رغم اختلاف الوانكم واعتقاداتكم لا بل و جذوركم ولكم جميعا نفس المميزات و نفس ال benifits لا بل يحمل جميعكم نفس الجواز الازرق للحل والترحال ....و ليس بينكم من يغني " احنا كبار هيئة الامم احنا كراسيها"

3) تعليق بواسطة :
30-03-2012 05:46 AM

نحن ( اي العرب ) شعب نموت في الكبرة ولو على خازوق.نادرا ما تجد شخص يكتب اسمه على اي وثيقة بدون ان يسبقه بلقبه , فهذا يكتب المهندس وذاك الدكتور والمحامي .اخواننا المصريين سبقوا الجميع بذلك فلكل مقام مقال .كان عندي محاسب مصري اذكره بالخير في عمان وكانت تاتيه الرسائل على صندوق البريد مسبوق اسمه بلقب الباشمحاسب .لا اكره اكثر من اللقب قبل الاسم.حتى نبينا نسميه محمد ونبدأ صباحنا بالقول يا رب يا الله .هذا مرض وعقدة نقص لدى الكثيرين .
اخوكم المهندس الدكتور العلامة الفهامة ابو البطيخ الصيفي الموقع ادناه.محمد جاسر خريج ارقى مدارس عمان وجامعات امريكا واوروبا والصين وروسيا .....

4) تعليق بواسطة :
30-03-2012 05:51 AM

ان القضية بحاجة الى دراسة اجتماعية نفسية معمقة فظاهرة (الانا) لم تات من فراغ وعلينا ان نقر ونعترف ان مظاهر كثيرة في تصرفاتنا خاردجة عن مفهوم ( الزمان ) كما يجمع عليه العالم اليست ظاهرة الباعة المتجولين والزعيق والاعلان بطريقة بدائية فجة من مظاهر ( المجتمع الرعوي ) مثلا؟ والمدقق في كلمات اغانينا الوطنية سوف يكتشف دون عناء ان مفرداتها خارج الزمان ! ثم مذا تعني العبارة التي نسمعها مرات ومرات يوميا: الا تعرف من انا ؟؟ والى غير ذلك الكثير !!

5) تعليق بواسطة :
31-03-2012 12:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يسعني هنا الا الموافقه بالرأي مع الكاتبه الكريمه وغالبية المعلقين الكرام على قضية الالقاب ولكن بتحفض. إنني أخالف الغالبيه التي تقول بأنه يجب حذف الألقاب جميعها كما أنني أخلف كاتبتنا الفاضله على إستنباطها بأن النواب يطلبون جواز السفر الأحمر من أجل الهيبه فقط. هناك فرق هائل بين لقب دكتور، طبيب، محامي ومهندس وبين لقب أفندي، بيك وباشا، لأن الصنف الأول يشير الى مهنه أو درجه علميه بينما الصنف الثاني لا علاة له بالعلم أو المهنه وهو محظور كتابه في المعاملات الرسميه منذ أكثر من ٣٥ عاما. والصنف الأول مستحب كتابته بالمعاملات الرسميه وذلك لسهولة إعتماد الآراء في تلك المعاملات. قضية جواز السفر الأحمر تعطي صاحبها منافع وإمتيازات حسيه لا يتمتع بها أصحاب الألقاب. أما إتهام الأردنيين بحب الألقاب وأن الشعوب المتحضره لا تستعمل الألقاب فالإتهام باطل والشعوب والأمم الأخرى تستعمل الألقاب العلميه وبعض الألقاب لكبار الساسه، ممثلى الشعب ورجال الدين. ومن أجل الحقيقه فقط وجب عي أن أذكر بأنني حملت ونوديت بكلا الصنفين من الألقاب من خلال خدمتي العسكريه وفيما بعد من خلال التحصيل العلمي. كما أنني أؤكد للجميع بأن كافة المعاملات الرسميه والمراسلات الألكترونيه يسبق إسمي لقب كبير مهندسين، ولكن لا يستعمل هذا القب في المحادثه إطلاقا؛ وهذا في أمريكا. رعى الله الأن وطنا وشعبا وملكا.

6) تعليق بواسطة :
31-03-2012 03:46 AM

الى السادة المعلقين : اللقب العلمي الذي يناله الفرد حق له ومن حق صاحبه ان يقرنه باسمه ولكن ليس في كل مناسبة ففي التقارير العلمية المتخصصة ارى ضرورة ذكر القب العلمي ولكن عندما ينشر احد الاطباء او المهندسين او المحامين قصيدة من نظمه مثلا فانا ارى ان ذكر اللقب العلمي لا ضرورة له مطلقا بل على العكس لا يجب ان يقترن اللقب مع الاسم في هذه الحالة اما القاب ( العظمة والتفاخر) فقد عفا عليها الزمن مثل (بك.. باشا.. عطوفة ...معالي...سيادة..) الى اخر القائمة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012