31-03-2012 09:18 PM
كل الاردن -
نصوح المجالي
لا يبشر الرد السوري الاخير بامكانية نجاح مهمة كوفي عنان، أو ان الحكومة السورية، تأخذها على محمل الجد، فقد اعلنت دمشق ان معركة اسقاط النظام السوري قد حسمت، ولا حاجة لاتفاقات وهذا يعني، لا حاجة للشروط التي قدمها عنان، ولا حاجة للتفاوض مع القوى المعارضة للنظام لأن المعركة قد حسمت بالقوة، وما تبقى هو تثبيت الأمن وتطبيق الاصلاحات التي اعلن عنها نظام الاسد.
النظام السوري تمسك بالرواية الرسمية التي تنفي وجود ثورة شعبية وان ما جرى بفعل عصابات مندسة، ممولة من الخارج.
ولا يخفي البيان السوري، عدم جديته في التعامل مع مهمة كوفي عنان، اذ يؤكد، لقد قبلنا التعامل مع كوفي عنان، فقط لسحب الذرائع ، بناء على طلب الدول الصديقة.
وتطالب الحكومة السورية نزع سلاح الجماعات الارهابية ووقف تسليحها من الخارج، وتتجاهل حقيقة ان الذين قاوموا بالسلاح اغلبهم من المنشقين عن الجيش السوري، الذين قاوموا بما لديهم من السلاح أو من ضحايا الهجمات العسكرية على المدن والأرياف الذين يدافعون عن انفسهم ومناطقهم وعائلاتهم بالنزر اليسير من السلاح الذي حصلوا عليه من الداخل وأن حقيقة ما جرى في سوريا واضحة للعالم رغم اصرار النظام السوري اغلاق الساحة السورية حتى لا يطلع الرأي العام الدولي على المآسي التي ارتكبت بحق السوريين في هذه الأزمة.
وهذا لا يخفى حقيقة ، عشرات ومئات الألوف من السوريين العزل من سواد الشعب الذين يحتجون يومياً ضد النظام السوري، مطالبين بالحرية والتغيير.
الرد السوري الأولي على مبادرة كوفي عنان، قال ان للنظام السوري ملاحظات على مبادرة عنان، ولا بد من مشاورات بشأن التفاصيل، تماماً كما حدث مع المبادرة العربية، التي حولها النظام السوري الى متاهة، بحجة البحث في التفاصيل.
هناك حالة انكار ان هناك ثورة شعبية مناهضة للنظام، والتصريح الأخير ينكر ايضاً ان هناك طرفاً آخر معارضاً ، يفترض الحوار والاتفاق معه ، فلا حاجة لاتفاقات، ولا حاجة لمحاورة طرف آخر برأي النظام.
ما شهدته سوريا لم يكن في اغلبه قتالاً بين قوى مسلحة وانما قوة مدججة باحدث الاسلحة تتعامل مع سكان المدن ، والاهالي والأرياف المعارضة، بسياسة القصف العشوائي لاخضاع الشعب بالقوة، وكأنها تتعامل مع طرف معادٍ، وليس مع شعبها.
والملفت مطالبة الحكومة السورية كوفي عنان بان يوقف الطرف المعارض، قتل المواطنين الابرياء او خطفهم ، وان يوقف تدمير البنى التحتية في البلاد، في محاولة لتبرئة النظام السوري من هذه الاعمال، التي ادين بها من المجتمع الدولي، وهل هناك تدمير وقتل واذى، وتجاوز أكبر من القصف العشوائي المكثف عن بُعد للمدن السكنية، والأرياف والاحياء كما حدث في حمص، وحماة، وادلب ودرعا وريف دمشق، ودير الزور.
نفهم من الرد السوري الأخير، ان على الثورة والمعارضة السورية ان تذعن وترضى بما يتخذه النظام السوري من اجراءات، او خطوات لأن نظام الأسد باقٍ للأبد، كما يقول الشعار الشهير المعروف في سوريا.
على اصدقاء سوريا المجتمعين في اسطنبول ان يدركوا، ان المبادرة الدولية انتهت وان عدم جدية واشنطن ودول الغرب ، من جهة، ومناورة روسيا والصين من جهة اخرى كانت تخدم تكتيكات النظام السوري لكسب الوقت لانهاء الثورة السورية .
لم يلتف النظام السوري على المبادرة الدولية العربية وحسب ولكنه تعامل معها، كما قال لسحب الذرائع التي تحول دون اكمال هجمته العسكرية على المعارضة، ونسأل، من سيبقى في النهاية للأبد، سؤال متروك للزمن فالشعوب وحدها تبقى للأبد.