أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


المشهد السوري في شموليته
01-04-2012 10:26 PM
كل الاردن -




ناهض حتر

كل الاتجاهات والصراعات في المنطقة تتمفصل في المشهد السوري,

أولا, عرفت سورية المَرضين العربيين اللذين خوّرا دول الاعتدال, فمن جهة رأينا النخبة السورية, منذ إعلان دمشق, تنحو نحو الإيديولوجية الليبرالية الغربية المبتوتة الصلة بمبادئ التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي, تلك المباديء المعتبرة عند اوساط واسعة من تلك النخبة, شيئا من الماضي, ومن جهة أخرى, رأينا كيف خضع النظام السوري الممانع ونصير المقاومة بحقّ, لمتلازمة النيوليبرالية الكمبرادورية والفساد والاستبداد. اي أننا في سورية إزاء حالة تشبه الحالة المصرية, مع فارقين (1) أن النخبة الليبرالية المصرية تبقى وطنية, في حين أن نظيرتها السورية وصلت إلى مستنقع استدعاء الاستعمار والإرهاب لتمكينها من حكم لن تناله لأن موازين القوى تميل جذريا نحو قوى الإسلام السياسي. (2) أن المتلازمة المذكورة أعلاه لم تستطع بعد أن تدمّر أساسيات الاقتصاد السوري كليا, ولم تأخذ الوقت الكافي لتحطيم كل الفئات الاجتماعية السورية; ذلك أنه لا يزال في سورية, عناصر وطنية في النظام وجيش وطني وفئات برجوازية تقليدية وبرجوازية متوسطة وصغيرة متنورة تؤمن بالحياة المدنية وقوى اجتماعية شعبية منتظمة ومتموضعة في سياق إنتاجي. ومن الواضح أن التحالف بين هذه القوى أنقذ سورية من السقوط في أيدي التحالف الغربي الخليجي. لكن, بالمقابل, فإن الكتل الجماهيرية المفقرة والمهمشة والمتعصبة التي تسير وراء الإسلام السياسي وتقدم الحواضن الاجتماعية للإرهابيين, لم تهبط من السماء ولم تتسلل إلى سورية, بل كانت نتاج متلازمة النيوليبرالية والفساد والاستبداد. وهو ما يطرح في سورية, في موازاة ضرب الإرهاب, ليس ما يسمى الإصلاح السياسي, واعني برنامج النظام لمغازلة النخب الليبرالية, إنما الخلاص من تلك المتلازمة الخبيثة.

من الناحية الاستراتيجية, ظهرت سورية بوصفها عقدة المشرق وصورته. هي عقدته لأنه تبين, بالملموس, أن سقوط سورية سوف يفتح المشرق كله أمام إسرائيل, وينتهي بالبلدان المجاورة إلى حروب أهلية طاحنة, لتدمير المقاومة في لبنان, وإقامة الوطن البديل في الأردن, وتمزيق الكيان الوطني في العراق.

في ظل هكذا سيناريوهات لانفجار المشرق نهائيا, سوف تنتهي إيران إلى انكفاء شامل, لكن المتضرر الأكبر من حيث الحجم والدور والطموح سيكون روسيا. موسكو ستفقد, في ضربة واحدة, جميع حلفائها القائمين والمحتملين في المنطقة التي ستخضع, حينها, للتقاسم الإسرائيلي التركي في ظل السيطرة الأمريكية الأطلسية الممتدة حتى إلى الداخل الروسيّ.

سورية ظهرت كعقدة صراع محلي وإقليمي ودولي. لذلك, تكوّن فيها وحولها حلف لم يعد ممكنا كسره, ولم يعد بأيدي النخب الليبرالية المتحالفة مع الاستعمار والإرهاب وموضوعيا مع إسرائيل, سوى لطم الخدود. الإسلام السياسي السوري, بدوره, يستعد لتجرّع هزيمة جديدة. وقد غدا مضحكا كل هذا الزعيق الخليجي التركي الفرنسي, فمآله من الناحية الاستراتيجية اليوم, سلّة المهملات التاريخية. فالولايات المتحدة الأميركية اضطرت, أخيرا, للاعتراف بميزان القوى الجديد مع روسيا والصين, وستحاول, إذاً, التركيز, من الآن فصاعدا, على حماية مكاسبها في المغرب وتونس وليبيا ومصر وفلسطين, والإستمرار في حماية الخليج من حدوث متغيرات عميقة.

وظهرت سورية, كذلك, بوصفها صورة المشرق المتحضرة, بفسيفسائها الطائفية والمذهبية والاثنية المنخرطة معا في حياة مدنية. واكتشفت جميع المكونات المشرقية أن مركزها هو سورية, بحيث ان ضرب الفسيفساء السورية, سيؤدي إلى تغيير صورة وتراث وروح المشرق.

ynoon1@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-04-2012 03:23 AM

الخلاصة ان الحرب التي تجري في سوريا الان هي ارخص حرب تكلفة اهداها بشار لامريكا والغرب واسرائيل حيث ضربت امريما اربعة عصافير بحجر واحد من خلال حالة الاستنزاف التي تعيشها الدولة السورية فحلف " المقاومة والممانعة" سوريا حزب الله وايران يشتنزف في حالة صراع مع الاسلام السياسي السني "الاعداء التقليديين للغرب في المنطقة" في حين ان عملاء امريكا وامريكا تبقي على هذه الحالة بحفظ التوازن في الصراع وادامته دون غالب او مغلوب لصالح استنزاف الدول المنخرطة في هذا الصراع الفضل يعود للسياسة الحكيمة التي ينتهجها بشار فمتى تصحو ايران ومن ورائها حزب الله وتدرك ان الرهان على بشار اغبى رهان خاضته في حياتها؟؟؟ ان ادامة حالة الاستنزاف هذه افضل لامريكا من انتصار مبدأ الدولة المدنية الذي سيأتي بحكومات تمثل الشعوب والشعوب هي العدو الحقيقي لامريكا واسرائي.

2) تعليق بواسطة :
02-04-2012 07:35 AM

1-الموقعين على اعلان دمشق لم يكونوا ليبراليين بالمجمل بل كانو اطيافا عدة ولم يصيغوا ايديولوجياتهم السياسية داخل الاعلان بل كان اعلانهم شاملا عاماً لم يأخذ اطارا سياسيا محددا بل كان نقلة نوعية نحو الاعلان العام لمطالبات التغيير داخل سوريا .. انت هنا تطلق النار حتى على "المعتدلين" في المعارضة السورية ومنهم جورج صبرا وميشيل كيلو وعبد الرزاق عيد وشيخ المناضلين الاستاذ هيثم المالح .. اعلان دمشق وصفته انت بان له هوى غربي من نقطة ان الليبراليات والحريات هي اختراعات غربية صرفة لذا كل من ينادي بها فهو غربي الهوى والميول و المنطلق ..!!
2-لم تعطنا شرحاً عن متلازمة اخرى (الممانعة والاستبداد) انت حاولت في السابق من خلال مصطلح غريب جداً وهو (الاستبداد الايجابي) ..هذه المقابلة الجديدة في مجال المصطلحات السياسية خلقت مقابلة اخرى وهي المقاومة (الخلاقة) مع الاستبداد (اللااخلاقي) ... ومن هنا ننطلق في الشروحات التطويعية الاخرى في مجمل طروحاتك حول الوضع السوري فتستخدم ايديولوجياتك وايمانياتك الفكرية لتطويعها غصبا وقهرا داخل مستطيل كتابي ليظهر لنا سيريالية نهائية تتحدث عن النظام السوري "الممانع" الضحية من جراء الشعب الليبرالي المتآمر الخائن ..!! وهذا هو المنطلق في كل المقالة التي تبين الاهمية الاستراتيجية لسوريا وخصوصاً "للعراق" و الاربعاء والثلاثاء الداميان خير دليل .. وفي لبنان تل الزعتر والاصطفاف الطائفي اهم انجازات .. وفي حفر الباطن خير تاريخ .. وفي حماة خير بصمة .. وفي ربيع 2011 خير برهان وغيرها الكثير ذكرناه وعددناه حتى مللنا.

3) تعليق بواسطة :
02-04-2012 07:35 AM

3-ما هي الممانعة والمقاومة ؟؟ انت تعرف بان ابسط تعريف للمقاومة يبدأ بجملة (ارادة شعبية) فمن اين تاتي المقاومة لولا الارادة الشعبية ..؟؟!! انسيت ان نصر البعث قال في أحد خطاباته بان علاقته مع ايران علاقة جزء من كل .. اي ان المناكفة مع الداخل الوطني اللبناني لا تمنعه من التحالف مع الاب الايراني .. اشرح لنا عند البعد الوطني والقومي للنظام السوري و حزب الله .. اتحداك ..
4-تتحدث عن الجيش الوطني ؟؟ انت تعرف ولا تستطيع ان تخبئ ان الوطنية براء من الجيش السوري , اذا كنت حقا مطلعا للداخل السوري فانت تعرف ان قيادات الجيش العليا كانت من طائفة محددة بل ان الضابط الصغير له سلطة على الضابط الاعلى بناءا على الانتماء الطائفي وهذا يشهد له النظام قبل الشعب الثائر ..ام ما تعريف الوطنية لديك .. يا رجل حتى على مستوى المناطق السكنية فقد تم تسميمها بالطائفية فما ان يبدا مشروع اعماري في دمشق او نواحيها او اي منطقة في سوريا ياتي النظام ليبني مجمعات سكنية للطائفة العلوية بجانبها وخذ أمثلة : في دمشق راس البسيط (السنية) وتم بناء مشقيتا العلوية بجانبها ..في حمص باب هود وباب سباع وباب دريب تم بناء احياء النزهة والزهراء بجانبها وهلم جرا على باقي المناطق .. هذا هو نظامك "الوطني" "المدني" المتماسك ..لا اعرف كيف وصفت النظام السوري بانه مدني وهو نظام مخابراتي عسكري انقلابي ..!!! كيف ؟؟!! هل نحن اغبياء عميان ام قاصري عقول ؟؟؟!!!!!!هذه اهانة لنا وللضمير العربي الواعي الذي خرج ربيعاً للخلاص من أنظمتك المطلقة والشمولية ..

4) تعليق بواسطة :
02-04-2012 08:02 AM

الشعب الاردني يبارك للاسلاميين بفوزهم الساحق بنقابة المعلميين وان شاء الله سنبارك لهم قريبا من خلال صناديق الاقتراع وليس بالانقلابات والوراثه بفوزهم بالانتخابات بسوريا

5) تعليق بواسطة :
02-04-2012 10:40 AM

مفيش كمبرادورية اليوم والا شو ..اه ....هيها لقيتها في السطر السادس

6) تعليق بواسطة :
02-04-2012 11:26 AM

باختصار شديد كتاباتك واصطلاحاتك الوارده في كل مقالاتك من نيوليبراليه وكمبرادوريه وديماغوجيه وبرجوازيه وانبطاحيه وزئبقيه وجيوسياسيه وديمغرافيه والطبقه الكادحه والبرجوازيه بانواعها باتت اسطوانه مشروخه وما عادت تصلح لهذه الايام لا بل مللناها وكرهنا سماعها لان الذين اخترعوها وتبنوها ولى زمانهم واندثر ونحن اليوم نعيش عصر التكنلوجيا والاتصالات والنت واصبح عالمنا قريه صغيره ولا مكان فيه للمطبلين والمزمرين ولا لانظمه القمع والقتل والتهميش كنظام قاتل الاطفال والنساء ومن هدم البيوت والمشافي واماكن العباده على من فيها وهجر شعبه وهو من اعطى ذريعه للتدخل الخارجي ودمار سوريا العروبه من اجل ان يبقى ابن القرداحه وشعار الاسد او لا احد والاسد للابد من هو هذا الطبيب الفاشل الا يوجد مثيلا له ولعائلته التي تاتمر باوامر الخامنئي الصفوي الحاقد على العروبه والاسلام ...كفاك يا ناهض استخفافا بعقول البشر فانت لا تزال تعيش الايام الخوالي وزمن الانقلابات والشعارات الزائفه

7) تعليق بواسطة :
02-04-2012 02:19 PM

استاذ ناهض.. دفاعك المُستميت عن هذا النظام أفقدك البوصلة. عن ماذا تتحدث؟؟ عن سقوط "النظام الطائفي في سورية" أم سقوط "سورية".. لماذا تربط سقوط هذه البثور الطارئه على المجتمع السوري - وأعني هنا عائلة الأسد والحاشية - لماذا تربط سقوط هؤلاء بسقوط "سورية الشعب"؟؟! ألم تعلم وانت المُطلع والباحث بأنه لا يوجد في التاريخ مكان لشيء اسمه "هزيمة الشعب"؟؟ اذن لماذا تقول " بأن سقوط سورية سوف يفتح المشرق كله أمام إسرائيل, وينتهي بالبلدان المجاورة إلى حروب أهلية طاحنة, لتدمير المقاومة في لبنان, وإقامة الوطن البديل في الأردن, وتمزيق الكيان الوطني في العراق" لماذا هذا الربط غير المنطقي واللاأخلاقي .. ثم من قال لك بأن تحقيق إرادة الشعوب في الحرية والديموقراطية تعني السقوط؟! أنا متأكد بأنك تعلم في داخلك بأن المُمُانعة في سوريا وغيرها هي مُمانعة الشعوب وليس الأنظمة.. لماذا هذا التخويف أو "التخويث".. ثم وماذا ان انكفأت ايران وفقدت موسكو حلفائها كما تقول؟؟.. ومن قال لموسكو أن تُراهن على "حمار" خاسر.. أما حديثك عن الإعتراف الأمريكي بميزان القوى مع روسيا والصين وبأنها من "الآن" ستقوم بالتركيز على مصالحها هنا وهناك فهذا كلام يجب أن لا يصدر عن مُثقف بمُستواك.. فمنذ متى فقدت الولايات المُتحده الأمريكية تركيزها على مصالحها؟؟ هل تعتقد حقيقةً بأن تركها المجال لموسكو والصين وللنظام في سوريا لقتل الشعب وتدمير البلاد والعباد يتعارض مع مصالحها أو مصالح اسرائيل وربما ايران .. "Who care" فالشعب الذي يُقتل هو شعب عربي والأموال التي تدعم الخزينة الروسية مقابل السلاح هي أموال الشعب السوري.. وعند انتهاء هذا السيناريو الأليم بكل تفاصيله فإن الأموال التي ستتقاسمها الشركات العالمية بدعوى إعادة الإعمار هي أموال عربية.

8) تعليق بواسطة :
02-04-2012 09:11 PM

تتكلم وكأن المواطن العربي لا يرى ولا يسمع

لم يكن النظام السوري يوماً لا ممانعاً ولا عروبياً ولا مدنياً

لقد مللنا من هذا.........

9) تعليق بواسطة :
03-04-2012 05:17 AM

إلى محمد السكر وبن قصي وأبو نايف والذين على شاكلتهم:
١-سوريا بموقعها الجغرافي تشكل مفصل أساسي لأي قومية عربية موحدة مستقبلية وتفكيكها وتحويلها لكانتونات مسيحية وإسلامية ودرزية وكردية متصارعة هدف أساسي لتمكين السيطرة الأمريكية في المنطقة. موقع إسرائيل أساساً جاء لفصل مصر عن سوريا لأنه عبر التاريخ كانت وحدتهما تحدياًً مصيرياً للغرب.
٢-رفع وتيرة ... قطر والسعودية ومن شاركهم .... لا يدل إلا على عجز وخيبة لما آلت له مخططاتهم للسيطرة على سوريا عبر المال السياسي والإرهاب والقاعدة وتسليح "المعارضة" والإعلام المزيف . سوف يلجئون للمزيد من هذا آملين إنهاك النظام ودفعه للمساومة على مبادئ المقاومة و القومية العربية ومشاركتهم سفينة العبودية الأمريكية.
٣-سوف ينال هذه الدول العميلة حصتهم من الإرهاب بحكم قربهم الجغرافي وتوسع ميدان الإرهاب المدفوع من قبلهم ولكن الفرق أنهم يشكلون جائزة مغرية لأي إرهابي بحكم ثرواتهم النفطية والنقدية وميولهم لشراء راحتهم و حساسية بناهم التحتية ومراكز الخدمات المدنية المكشوفة من أنابيب غاز و مياه ومحطات تحلية المياه وأبار النفط.
٤-لقد تم طرد روسيا والصين كلياً من إفريقيا بحكم سيطرة الغرب على ليبيا التي سواحلها تمتد بما يزيد عن ٢٠٠٠ كلم على البحر المتوسط بما يجعلها حاكمة لكل ما يمكن تنفيذه في هذه القارة. أيضاً نفط ليبيا و"ثوارها" عامل أساسي لجعل التكلفة لإحكام إستعمار القارة قريبة من الصفر. هذا يجعل سوريا ذات أهمية بالغة لروسيا والصين.
٥-لقد أصبحنا في عصر المحميات حيث تقسم الدول العربية شبه المستقلة إلى مناطق بمستوى أقل بكثير من دولة حيث الجغرافيا والموارد لا يسمحان لإقامة مؤسسات مستقلة وإنما يسمح بإرهاب مستمر.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012