أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


الانتخابات النيابية.. معركة ادخال الاردن في دائرة النفوذ الإخواني
03-04-2012 07:35 AM
كل الاردن -

 
alt

سميح المعايطة
    

الاقتصاد, تطبيق الشريعة والعلاقة مع اسرائيل.. تحديات (سلطة الاخوان) .

الحكم العام لدى بعض الاوساط في العالم العربي ان المرحلة الحالية والمقبلة ستحمل الحركة الاسلامية الى السلطة, واحيانا يرافقهم التيار السلفي كما في مصر والكويت واحيانا وحدهم, او تجربة خاصة مثل ما يحدث في المغرب. وتحت هذا العنوان هناك من يعتقد انها مرحلة ايجابية مشرقة للاسلام السياسي, لكن آخرين يرون انها مرحلة خطيرة على الحركة الاسلامية لانها ستدخل عالم الحكم, بل ستعمل على الدخول اليه وحدها بعيدة عن اي شراكة او تحالفات, وستواجه تحديات كبرى ستضعها في مواجهة المواطن العادي واهمها التحدي الاقتصادي.

ونضع التحدي الاقتصادي في المقدمة لان غالبية الشعوب العربية مشكلتها الاساسية توفير متطلبات الحياة من عمل وصحة وتعليم ودخل شهري محترم يكفي متطلبات الحياة, واذا كان التعاطف مع الناس يكفي من جهات لا تحكم فان من يصل الى مقاليد الامور مطالب بالحلول وليس بالدموع وشتم الفاسدين.

وحتى الاسئلة السياسية الكبرى واهمها سؤال "اسرائيل" فستكون اختبارا كبيرا للاسلاميين, وعندما يحكم الاخوان مصر الدولة الكبرى فان اختبارا حقيقيا سيكون امامهم, ليس فقط على صعيد المعاهدة والتطبيع بل لقيادة رد عسكري يحرر فلسطين وحتى سيناء منزوعة السلاح, فالملف الفلسطيني احد اهم القضايا التي استعملها الاخوان في ادانة الانظمة وكسب رضا الناس.

لكن ما جرى في مصر وتونس والمغرب ليس نهاية المطاف, وعيون الاخوان تتجه الى سورية حيث ينتظرون رحيل نظام الاسد, رغم ان الاخوان كانوا حتى قبل عام يمارسون مواقف متناقضة من النظام السوري, فاخوان سورية اعداء للنظام, واخوان الاردن وحماس ودول اخرى كانوا حلفاء بل اتباعا لنظام الاسد, لكن الربيع العربي "وحد" موقف الاخوان, ليس لاكتشافهم الجديد في هذا النظام, بل لانه الحلقة الجديدة في عمليات التغيير, والاخوان يريدون اسقاطه لكسب ساحة جديدة, اما ما يخص علاقته الامنية مع الشعب السوري فلم تتغير, وهم الذين تناسوا ما جرى عام ,1982 وتناسوا مأساة الجزء السوري من التنظيم الذي ما زال اعضاؤه ممنوعين من العودة وجوازات السفر, وكانت قيادات الاخوان ذاتها تدافع عن نظام بشار وانه قلعة الممانعة ومقاومة اسرائيل, رغم كل ما تعرف حتى عن معاناة الاخوان السوريين, لكنه الربيع الذي لم يغيّر النظام السوري لكنه غيّر مواقف الآخرين.

لهذا فما يجري في سورية عامل مهم في مسيرة الاخوان في المنطقة, لذا كانت الرغبة في تأجيل اي خيارات حاسمة في الاردن الى ما بعد اغلاق ملف سورية. وهذا يدخلنا الى الساحة الاردنية حيث كانت شهية الاخوان واسعة سياسيا العام الماضي وكان التعبير باكثر من طريقة باتجاه امتلاك السلطة, ولان الاقتراب من الملك يثير الاردنيين كان خطاب الاخوان باتجاهات المطالبة بالملكية الدستورية وكانت مطالبة نابعة من الجسم القيادي وليست من افراد, اما العنوان الابرز فهو تعديلات دستورية تمس صلاحيات الملك وتجعلها شكلية, لاعتقاد الاخوان ان تغيير الدستور بهذه الطريقة يُعطيهم السلطة لانهم سيحققون اغلبية برلمانية وسيشكلون الحكومات, اي سيحكمون الاردن عبر "انقلاب دستوري" ولهذا كانوا يريدون الانتخابات النيابية في مواعيد تخدمهم واهمها بعد سقوط نظام بشار الاسد.

لم تُعجب الاخوان التعديلات الدستورية, وقبلها اداروا ظهرهم للجنة الحوار لان طموحهم اكبر من كل ما كان, لكن من المؤكد ان ما يجري اليوم مختلف, وربما تعود الامور الى الخطاب "الراشد"!! الذي كان قبل ان تفتح الاحداث الشهية السياسية.

لكن السؤال الذي بدأ تداوله يتعلق بما سيحصل عليه الاخوان في الانتخابات النيابية المقبلة, ومهما تباينت الارقام المتوقعة فان هناك رأيا تسمعه بان "الاردن غير", وهناك من يرى ان الاخوان تنظيم قوي لكن جزءا من قوتهم بضعف الآخرين, ولذلك فان وجدت تحالفات سياسية واجتماعية قوية في الانتخابات المقبلة فان المشهد سيكون مختلفا, لان الاعتماد فقط على البنى الاجتماعية للمنافسة لم يعد كافيا في ظل زيادة منسوب السياسة وخطابها في الانتخابات المقبلة.

ما هو مؤكد ان الاخوان بقيادتهم الجديدة ينظرون الى الانتخابات القادمة على انها معركة كبرى,, وسيخوضونها بكل الادوات الممكنة وسيقدمون لها كل التمويل المالي ولن يبخل عليهم الاشقاء, لانها معركة سترسم المستقبل لهم وللحالة السياسية الاردنية وستفتح نتائج انتخابات نقابة المعلمين شهية الكثيرين لمزيد من التفرد, لكنهم سيواجهون ايضا مقاومة شرسة من الجهات التي تشاركهم القناعة نفسها بان الانتخابات المقبلة لها دور كبير وستتم قراءتها اقليميا قبل القراءة المحلية, ولان نتائج الانتخابات المحلية سيكون لها صدى عربي ومرتبطة بخارطة المنطقة اولا.

واذا عدنا الى المحيط العربي فان ما يجري في الامارات العربية المتحدة على صعيد العلاقة مع الاخوان فاننا سنجد مشهدين, الاول تصريحات مدير شرطة دبي الذي اتهم الاخوان بانهم خطر على الانظمة الخليجية, وهو اتهام ليس ناتجا عن ردة فعل على تصريحات يوسف القرضاوي حول قضية السوريين في الامارات, بل هو ناتج عن رؤية تتبناها اوساط سياسية وامنية خليجية تعتقد ان مرجعية اخوان الخليج المرشد العام وليس وطنهم, وهي اشبه بالمشكلة مع ايران وولاء بعض ابناء الخليج من الشيعة لها.

والمشهد الثاني الاجراءات الحازمة التي جرت ضد تنظيم الاخوان في الامارات, وهي امتداد لهذه الرؤية, والرابط بين كل المشهد هو القناعة بان الاخوان راغبون بالتمدد الى كل مكان, وسواء كانت هذه القناعة دقيقة ام لا, الا انها من مخرجات المرحلة ويجب التعامل معها من الاخوان ليس من قاعدة النشوة بالمرحلة بل وفق محددات اخرى.

ربما لم يتوقع الاخوان في مصر ولا تونس ولا غيرهما هذا التحول الذي ينقلهم من البحث عن شرعية للعمل الى السلطة, لكنها مرحلة صعبة جدا فيها اختبار لكل ما (تحدثت) به الجماعة منذ تأسيسها, ومثل اي تنظيم فكري او عقائدي فان عدم النجاح او الدخول في تناقض بين القول والفعل يذهب بالحركة بعيدا ويخرجها من دائرة الخيارات الشعبية, فالاقتصاد واسرائيل والبرنامج الاجتماعي كلها حقول الغام, فالناس تريد المبادئ لكنها تبحث عن عمل وتعليم وصحة, واحيانا يكون لتحقيق المبادئ ثمن من لقمة عيش الناس, واذا اختار الاخوان ما اختارته حماس في غزة عندما حوّلت غزة الى منطقة هدوء بلا مقاومة مقابل تأمين ما يمكن من متطلبات الحياة فان الخسارة كبيرة مقابل مسار لا تضمن فيه حكومات الاخوان تحقيق ما يطالب به الناس من خبز وعمل وتعليم وحكم رشيد.

sameeh.almaitah@alarabalyawm.net

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-04-2012 12:03 PM

بالنهايه الاخوان حزب سياسي يسعى للسلطه مستفيدا من (1) عجز الانظمه على تحقيق حتى الثقه المتبادله مع شعوبها( 2)او تحقيق مستويات تنميه بحدها الادنى هذا يجعل سلوك المواطن منساقا نحو حزب الاخوان المسلمين من باب مناكفة السلطه او الاعتقاد بأهون الشرين بنفس الوقت يستفيد الاخوان من دعم مباشر وغير مباشر مع الدول الكبرى التي تسعى لتحريك المكنونات الشعبيه المحتقنه لتوريطها في لعبة الكراسي وتأخذ منها على تفاهمات بقضايا السلام واللاجئين . اما السلطه الرسميه الحاكمه مازالت تمارس دور الماسك بكل زمام الامور للانقلاب على كل مطالبات الاصلاح في اللحظه المناسبه فهل هذا السياسه ستحقق الاردن الانموذج ام ان هنالك طريقا ثالثا للاصلاح يخشى من استحقاقاته كلا من السلطه الرسميه والاخوان؟

2) تعليق بواسطة :
03-04-2012 06:45 PM

راي مهم من خبير بالحركة الاسلاميه لعل الشعوب تصحى قبل فوات الاوان وخراب مالطا واضيف لن يستطيع تيار لوحده الاسئثار بالحكم مهما اوتي من قوة ومن رباط الخيل ليرهبو الحركات اليساريه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012