أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


دستور لكل مواطن
03-04-2012 07:38 AM
كل الاردن -


alt
فهد الخيطان
بالصدفة، حصلت على نسخة "جيب" للدستور الأردني المعدل من الصديق موسى المعايطة، وزير التنمية السياسية السابق. كانت النسخة من ضمن رزمة تولت وزارة التنمية السياسية طباعتها وتوزيعها على نطاق محدود.كم مواطنا أو مسؤولا يمكنه أن يحصل على نسخة من الدستور إذا كان عدد النسخ المطبوعة لا يتعدى بضعة آلاف؟إقرار التعديلات الدستورية العام الماضي كان المحطة الأهم في عملية الإصلاح السياسي في الأردن، والقاعدة التي بنيت عليها الخطوات اللاحقة. لكن، ما قيمة هذا الإنجاز الذي وصف بالتاريخي، إذا لم يتسن للأردنيين الاطلاع على مضامينه، والإلمام بالتعديلات التي أُدخلت عليه؟مدخل المواطنة الحقة أن يعرف الفرد في المجتمع ما له من حقوق وما عليه من واجبات. والدستور هو الوثيقة الأولى والأساسية التي تعرّف تلك الحقوق والواجبات، بينما تكون وظيفة التشريعات الأخرى تنظيمها.الأغلبية الساحقة من المواطنين لا يعلمون على وجه الدقة، حقوق المواطن وواجباته في الدستور. وبعد إقرار التعديلات الدستورية الأخيرة، أظهر استطلاع لمركز الدراسات الاستراتيجية أن أقل من ثلث الأردنيين على علم بتلك التعديلات.كان ذلك بفضل وسائل الإعلام والصحف اليومية على وجه التحديد، وليس مؤسسات الدولة التي رمت الدستور خلف ظهرها بمجرد إقراره من مجلس الأمة، ولم تلتفت للحاجة إلى تنظيم حملة وطنية عامة للتعريف بالتعديلات الدستورية، وتمكين كل مواطن من اقتناء نسخة من الدستور الجديد مجانا.وحاجة المسؤول إلى الثقافة الدستورية لا تقل عن المواطن العادي إن لم تفقها؛ فلسنوات مضت عانت الإدارة الأردنية من جهل جيل من المسؤولين "الجدد" بالدستور، الأمر الذي أغرى بانتهاكه وتجاوز أحكامه، وكان ذلك أساس الأزمة بين الدولة والمجتمع.وفي الحالة الراهنة، حيث يدور سجال سياسي ساخن حول الإصلاحات المطلوبة، يلحظ المتابع أن أوساطا غير قليلة من المنخرطين في العمل العام تجهل طبيعة التعديلات التي أُدخلت على الدستور، وتعتمد في مواقفها السياسية على انطباعات سلبية سائدة، دون معرفة أصيلة بالنصوص الدستورية وما تمنحه من حقوق للمواطنين. ومن الأخطاء السائدة على سبيل المثال، اعتقاد الكثيرين بأن الملكية في الأردن مطلقة، مع أن وجود الدستور بحد ذاته ينفي بشكل أوتوماتيكي هذا القول. ويمكننا سرد عشرات الأمثلة على مفاهيم مغلوطة وشائعة، ناجمة في الأساس عن جهل بالدستور.لهذه الاعتبارات كلها، أعتقد أن على مؤسسات الدولة التفكير في مبادرة لتعميم الثقافة الدستورية، تبدأ بطباعة وتوزيع نسخ من الدستور مجانا على المواطنين في أماكن العمل والدراسة والمنازل، وإضافة نصوصه إلى المقررات التعليمية في المدارس والجامعات والكليات، وتنظيم حلقات نقاشية للتعريف بحقوق المواطن وواجباته في الدستور. أوليس ذلك مدخلا لإعادة تعريف العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، وتأطير الحوار الوطني في إطاره الدستوري بدل هذا الشطط الذي نشهده؟

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-04-2012 09:02 AM

حيث أن الدستور هو عبارة عن عدد محدود من الصفحات, شو رأيك يا أستاذ أنك تعمل "سكان" للنسخة التي بحوزتك وتنشرهاعلى النت؟

وهيك ما بدنا جميلة الدولة ولا مصاريف الطباعة...الخ

2) تعليق بواسطة :
03-04-2012 12:31 PM

في الدول المتقدمة يتم تدريس اجزاء واسعة من الدستور في المدارس

3) تعليق بواسطة :
03-04-2012 06:38 PM

اهذا مقال ام هروب من الكتابه ؟

4) تعليق بواسطة :
03-04-2012 08:00 PM

عندما قرات العنوان ورد الى ذهني ان الكاتب يقصد صياغة دستور لكل مواطن ولكن بعد القراءة اتضح لي انه يقصد نسخة من الدستور لكل مواطن , هذه ليست مشكلة كبيرة تستحق عناء التفكير بها ولكن المشكلة في تشتت المواطنين وفي جمعهم على قواسم مشتركة الى درجة ان الكثير يعتقد ان كل مواطن بحاجة الى دستور وقانون احزاب وقانون انتخاب خاص به فالمواطن من الاخوان ومرجعيته الثابته لا يعجبه ما يعجب القومي ومرجعيته ولا يعجب المواطن العشائري ومرجعيته ولا يعجب المواطن الصامت المحتسب الصابر الذي فقد الثقة بكل دساتير الارض والذي ادرك بفطرته ومن تلمس النتائج ان الدستور والقانون مستباح ولا تنفع كلمات منمقه اذا لم تكن هنالك ارادة لاحترام تلك الكلمات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012