أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


الإخوان.. من التعدد الديمقراطي إلى خيار الغلبة
03-04-2012 07:44 AM
كل الاردن -

alt


نصوح المجالي

شواهد كثيرة في اكثر من ساحة عربية تؤكد أن الاخوان المسلمين رجحوا خيار السيطرة التامة بالاغلبية على المشاركة والتعدد السياسي ومع أن السيطرة بالاغلبية مبدأ ديمقراطي ليبرالي مهم اذا اقترن بالتداول السياسي, الا ان هذا المبدأ يختل عندما يكون الهدف البعيد شمولي وليس ليبرالي أي فرض لون سياسي وفكري محدد يصل بالديمقراطية ثم يغلق ابوابها على المدى البعيد حتى عن اقرب حلفائه.
هل نحن بصدد الحزب والتيار السياسي الديني الواحد, الذي يصل بالديمقراطية ويستمر بدونها, اسئلة تطرح في معظم الساحات العربية وهل نحن بصدد استبدال حزب حاكم اوحد قومي أو وطني, بحزب أوحد لتيار ديني شمولي, والى أين سيقودنا ذلك سياسياً, وما هي الاولويات السياسية للتيار الديني الصاعد؟
والسؤال الآخر هل الحراك الشعبي في الشارع مجرد ظاهرة شعاراتية وصوتية تنكسر على ابواب صناديق الانتخاب ليتراجع الرفاق من غير الحزب الاسلامي في السباق الانتخابي وتعقد الغلبة للتيار الاسلامي المنظم؟
وهل سنقيم في الاردن ديمقراطية على حزب ديني واحد ترسخ واستفاد في فترة سماح طويلة بلغت عدة عقود كان وحده الحزب المهادن للدولة, مما رسخ اطره التنظيمية المالية والدعوية في الوقت الذي كانت فيه الاحزاب الاخرى مطاردة من الدولة وممنوعة, وهل اكتساح الاخوان لانتخابات نقابة المعلمين يمثل رسالة سياسية ذات دلالة واضحة للدولة الاردنية ستتبعها رسائل واختراقات اخرى في الانتخابات البلدية والبرلمانية المقبلة.
يقول البعض اذا كان هذا خيار الشعب الاردني فلماذا الاعتراض فقد كان هذا خيار الدولة، منذ عقود، عندما احتضنت تيار الاخوان المسلمين منذ نشأة الدولة، ووفرت له كل اسباب النجاح والتمكن.
كانت اجهزة الدولة في الماضي تحاول اختراق تنظيمات الاخوان المسلمين لتوجه الدفة من داخل التنظيم الاخواني وهذا امر معروف، اما الآن، فالاخوان المسلمون اخترقوا كوادر الدولة وقياداتها العليا واستقطبوا عدداً من رموزها السياسية لتوجيه الدولة باتجاه أهدافهم السياسية، ولهذا تحولت اولويات الاخوان المسلمين لإحكام السيطرة على الدولة؟
لقد تجاوزت الانتخابات رموزاً مهمة من رموز حراك المعلمين، ممن ناضلوا طويلاً لتجسيد نقابة المعلمين، وسيتجاوزوا مع الزمن أيضاً، الرموز والشخصيات التي تحاول اليوم أن تعبر سياسيا في مركبهم، ولن يقبلوا من المعارضة التي تنسق معهم سوى التبعية التي توصل الاخوان وتقصر عند غيرهم.
هذا ما حدث في مصر، فالحلقات السياسية، تضيق على القوى السياسية والوطنية الاخرى وتتسع امام تيار الاخوان المسلمين والسلفيين، ودليلنا الصراع الدائر حالياً حول الاستئثار بلجنة الدستور التي سيطر عليها الاخوان ويفترض ان تضم جميع الاطياف السياسية والفكرية في مصر.
وما احتجاج رموز مهمة كالازهر والاقباط والمستقلين والقوى الوطنية الليبرالية واليسارية، وحتى العسكر ممن ذاقوا ذرعاً بخيار بالسيطرة الاخوانية التي ضيّقت الساحة على القوى الاخرى الا رسالة ذات دلالة سياسية واضحة, فاذا كان هذا هو الخيار الذي تبناه الاخوان فالى أين سنصل؟
الديمقراطية ليست فقط تحقيق فوز بالاغلبية ولكنها تحقيق عدالة واستقرار ومشاركة وتوازن سياسي واجتماعي في المجتمع والدولة وقد تعلمنا من الماضي ان الطيف السياسي الذي يهيمن على جميع حلقات العمل السياسي، كما في التوجه الاخواني الحالي في مصر، كالسيطرة على كتابة الدستور، والبرلمان والشورى، والحكومة، والرئاسة، ليس سوى حكم أحادي شمولي آخر تحت مظلة دينية سياسية, أهذا هو الربيع العربي ونتائجه؟
من هذا المنطلق نفسر اصرار الاخوان المسلمين على تخصيص 50% من مقاعد البرلمان لدائرة الوطن، مع ان كوادر جميع الاحزاب تمثل اقل من عشرة بالمئة من السكان حتى اذا احتسبنا انصارهم أيضاً، وهذه النسبة ستذهب في معظمها لتنظيم الاخوان المسلمين على حساب سكان المناطق الفرعية التي يسعون لالغاء نصيبها من المقاعد فقوة الاخوان الحقيقية في المدن، واذا ما حاز الاخوان على نصف ما تبقى من مقاعد المحافظات ومناطقها تنعقد لهم المغالبة.
وتأتي الخطوة الثانية بتحقيق نسبة مماثلة في مجلس الاعيان اذا تحقق مطلبهم بانتخاب مجلس الاعيان بحيث لا يكون للحكومة او الدولة نصف ضامن في الاعيان له الحق في مراجعة القرارات البرلمانية، وتصبح الدولة بلون واحد اخواني عصي على التداول.
نحن لا نتحدث عن الدين فالاخوان ليسوا اكثر إسلاماً من الاردنيين غير المُنخرطين في حزبهم، ولكن نتحدث عن الخيارات السياسية المستقبلية التي سيتم فرضها في النظام السياسي ليس فقط في الاردن وانما في الساحة العربية فالاخوان يسعون الى حكومتهم ونسقهم السياسي, وحتى الحكومات التي تحاول لعب دور حليفهم، سيتجاوزونها كما تجاوزوا الحراكات الشعبية التي اوصلتهم، وتعاملوا معها كأدوات تـُستخدم لمرحلة مؤقتة حتى يستكمل التيار الاخواني ادواته، وهذا ما نحن سائرون اليه.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-04-2012 09:52 AM

هناك ياسيدي الفاضل حاله من الانتهازيه السياسيه فاذا هبت رياحك فاغتنمها واسرجها وامتطي " ودندل رجليك". يطل علينا الاخوان في مصر بمفاجأه من العيار الثقيل بترشيح الشاطر ولاندري ماذا يخبؤون.... الغرب وامريكا اسقطو القوميون وحان دور سقوط الاخونجيه.... الوطنيه الوطنيه الوطنيه هي الحل ولابد من اذكاءها

2) تعليق بواسطة :
03-04-2012 12:04 PM

وصف التحولات المهمة التي شهدته العديد من البلدان العربية على مدار العام المنصرم بأنها انتفاضات، وأن إطلاق وصف ثورات عليها يقع على عاتق التاريخ حين يقيم مردودها ومدى نجاحها في إحداث تغييرات جذرية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، و سواء كان تزويرا او حقيقة كانت هذه الانظمة تحصد تأيد 99% من اصوات الشعب في الصناديق الانتخابيه ، ومتوسط حكمها لاكثر من ثلاثون عاما. هذا يفسر ان انتفاضات الربيع العربي لم تكن بدافع الجوع والغوائل الاقتصادية، لم يحركها الدهماء ولا الغوغاء كما كان متوقعاً، ولكنها حراك كانت سداته شباب متطلع منفتح على الحياة متمكن من منطق العصر وأدواته، والمعروف ان حركات الإسلام السياسي كانت في أغلب المنطقة العربية من بين أكثر القوى المعارضة التي دفعت الثمن بتضحيات كبيرة في سنوات حكم الأنظمة القهرية الباطشة، قتلاً ونفياً وتشريداً وسجناً وتعذيباً، ولكن مع ذلك لم تكن هي المبادرة بإطلاق شرارة الانتفاضات العربية . الحركات الإسلامية فوجئت هي الأخرى مثلما فوجئت الأنظمة الحاكمة بقوة إرادة وعزيمة الشباب التواق للتحرر . " يتبع "

3) تعليق بواسطة :
03-04-2012 12:08 PM

ومهما يكن من الأمر فقد انخرطت هذه الحركات وإن كان متأخراً في تيار الانتفاضات الجارف عندما لاح أنه طريق لإتجاه واحد، التصميم على الانتصار على الاستبداد.
وليس سراً أن تراث المسلمين السياسي لم يعرف التعدد السياسي الحزبي ، هو الذي جعلها تضطر حاليا إلى استلاف شعارات وقيم الليبرالية في برامجها السياسية وتنأى بنفسها عن أطروحاتها وشعاراتها المستندة على مرجعية إسلامية تقليدية افتقرت للقدرة على الاجتهاد حتى تستطيع تسويق واجهاتها الحزبية ولتبدو جذابة . على الجميع ان يفهم ان ستلاف الشعارات الليبرالية دون مراجعات جذرية وتأصيل فكري بمرجعية إسلامية يفقدها مبررات وجودها،
فلا يحق لا للغرب ولا لامريكيا ولا للحركات الاسلاميه ان تتحكم بارادة الشعوب التى استطاعت ان تقلع الانظمة المستبدة فمن اشعل فتيل الربيع العربي لم يعد مستعداً لاستبدال تسلط بتسلط تحت أية شعارات كانت. كل التحيه لمعالي نصوح المجالي على هذا المقال النير نحن الاردنيين بأمس الحاجة لمثل هذه التوعيه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012