أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


قانون الانتخاب.. دربكة حكومية
04-04-2012 07:38 AM
كل الاردن -

alt

فهد الخيطان
لا شيء محسوما حتى الآن: النظام الانتخابي، نظام تقسيم الدوائر، صوتان أم ثلاثة، قوائم مغلقة أم مفتوحة، وموعد إقرار القانون من قبل مجلس الوزراء. كنا نترقب بفضول شديد ردود فعل القوى السياسية والاجتماعية على قانون الانتخاب حال إقراره، وإذ بنا ننشغل في متابعة الخلافات حول القانون في أروقة الحكومة، بعد استقالة وزير العدل ورئيس لجنة صياغة القانون سليم الزعبي، والتي تم التوافق على تكييفها كإجازة مفتوحة إلى حين الانتهاء من "دربكة" قانون الانتخاب.ما فهمناه من مصادر رسمية، أن اللجنة الوزارية لم تستقر حتى ظهر أمس على صيغة نهائية للنظام الانتخابي، وأن الخلافات مستمرة ومتجددة بشأن نظام تقسيم الدوائر، والأسوأ أن أحدا لا يملك حتى اللحظة الجزم بتصور نهائي للقانون.وما عرفناه أيضا أن اللجنة الوزارية تتعرض لتجاذبات عديدة، وضغوط كثيرة من أطراف رسمية تتبنى اقتراحات متباينة بخصوص الصيغة المناسبة للنظام الانتخابي. حصة القائمة المغلقة على مستوى الوطن من المقاعد، من أكثر العناوين التي تخضع للجدل. ففي الوقت الذي رغبت فيه أوساط حكومية برفعها إلى ثلاثين مقعدا، تمسكت دوائر أخرى بنصف هذا الرقم. ووسط احتدام النقاش، لم يتردد وزراء في الحكومة باقتراح العودة إلى نظام الصوت الواحد!مشهد تراجيدي بحق يكشف عن غياب تام للرؤية، وارتباك مفجع في إدارة واحد من أهم ملفات الإصلاح السياسي. لكن الأخطر من ذلك أن حالة الارتباك هذه ستجد صدى مباشرا لها في أوساط الرأي العام، الأمر الذي يجعل مهمة الحكومة في حشد التأييد للقانون بالغة الصعوبة. وما يخشاه المراقبون أن يتشكل انطباع سلبي عن القانون قبل ولادته، يلازمه في المستقبل القريب ويحطم سمعته في الشارع.الحكومة، ورئيسها على وجه التحديد هو المسؤول عن المأزق الذي نحن بصدده؛ فهو لم يأخذ منذ البداية بالدعوات التي نصحته بالتبكير في إجراء المناقشات حول القضايا الأساسية في القانون، وحسمها بدل تأجيلها إلى ربع الساعة الأخير، كما فعل للأسف.ماذا كانت النتيجة؟خلافات في مراكز صناعة القرار، وعدم التزام بالموعد المقرر لإنجاز القانون وإحالته إلى مجلس النواب، وأكثر من ذلك مواقف مبكرة من أطراف سياسية رئيسة برفض القانون.لقد أجرت الحكومة حوارات مع جميع القوى السياسية، هذا صحيح؛ لكنها جاءت كلها في توقيت متأخر، والأهم من ذلك أنها لم تأخذ بالاقتراحات التي تقدمت بها هذه القوى، كما أسقطت من حسابها، وفي وقت مبكر، مقترحات لجنة الحوار الوطني.في كل المحطات الرئيسة والمفصلية، تصرفت الحكومة بصلف وغرور، وتعاملت بروح عدائية مع اقتراحات المخلصين، وفضلت الصفقات السرية أسلوبا لبناء التحالفات. لكن هاهي تتلقى الصفعة من أقرب الحلفاء، وتخسر أول وزير قبل أن تخوض معركة إقرار قانون الانتخاب.


fahed.khitan@alghad.jo

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-04-2012 10:51 AM

كنت وما زلت اجزم بان الحكومة الحالية ولا اي حكومة لاحقة مهما كان شكلها ,وكما كانت حكومة الرفاعي التي جيشت المستشارين والاموال والاعلام وخلصت الى قانون الدوائر الوهمية, اجزم بان تلك الحكومات غير قادرة على وضع اي قانون سياسي لسبب بسيط وهو اننا في الاردن لانملك توجها سياسيا عاما ثابتا وانما نتنطط من زاوية الى اخرى بمزاجية ولا ذكر للعمل المؤسسي , لاثوابت في ابجديات السياسة كالمواطنة والمواطن وحدود الوطن ومن هو العدو ومن هو الصديق وما معنى الامة والدولة وما هي نظرتنا الى القضايا الاساسية لازلنا نعمل بذهنية العشيرة في زمن التغيرات فيه كلمح البصر ونحن دائما كغايب فيله او عاقب الشتاء يفروة نستعد دائما للحرب الماضية .
اقترح على الذين يجهدون انفسهم بالكتابة حول القوانين الحزبية والانتخابية ان يستدوا ربابتهم وان يبحثوا في الثوابت وان ينطلقوا من سؤال منطقي هل يستحق الاردن لقب دولة ؟ ام قبيلة كبيرة متنافرة ؟ ام مجموعة تناقضات مطلوب منها التعايش ؟
لامكان للتفاؤل , ومقولة ان الاردن بخير سقطت سقوطا مدويا , لاطريق للتفاؤل الا بتغيير الوجوه والافكار والكتاب ايضا وتغيير النفوس الامارة بالسؤ

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012