أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


مشكلة النظام الانتخابي..يوجد حل واقعي
06-04-2012 11:35 PM
كل الاردن -


ناهض حتر

يواجه مشروع التوسع الديموقراطي في الأردن مشكلة عويصة تتمثّل في النظام الانتخابي. يحاول الإخوان المسلمون وحلفاؤهم تبسيط تلك المشكلة من خلال القول إن الصراع بين نظام إنتخابي يقترحونه ¯ ويكفل لهم الأغلبية ¯ وبين قوى الشدّ العكسي التي ترفض الخضوع للمتغيرات الإقليمية لما يعدّ 'حقبة إخوانية' تحظى بالدعم الخليجي والرعاية الأمريكية.

إقتراح الإخوان صريح في مغالبته وعدائيته: 50 بالمئة من المقاعد على النظام الأكثري في المحافظات ( نظام 89 ) و50 بالمئة منها على النظام النسبي في الدائرة الوطنية. وهي وصفة تساوي تسليم البرلمان مسبقا 'للإخوان'.

لكن 'الإخوان' ¯ الذين يهددون بمقاطعة الانتخابات النيابية وتعريض صدقيتها الدولية, بالتالي, للخطر ¯ مستعدون للتعاطي مع صيغة نظام انتخابي أكثري في دوائر كبيرة, حتى لو كانت مقاعد الدائرة الوطنية أقلّ من ال50 بالمئة المطلوبة. ومن نافلة القول إن النقاش الجاري يدور على هذا المحور بالذات, وقضيته الرئيسية هي التوصّل إلى صيغة شراكة بين النظام و ' الإخوان', في صفقة محسوبة تمنح الطرفين برلمانا مركبا لا يمس بسيطرة النظام ويرضي الجهات الخليجية والغربية بحصة إخوانية تمنح الأردن سمة الاندراج في ' الربيع العربي'.

لكن ذلك النقاش مأزوم في جوهره. فالمهمة الوطنية المطروحة على جدول أعمال الديموقراطية الأردنية, هي التوصّل إلى برلمان تعددي يمثّل, فعليا, مكوّناته واتجاهاته وتياراته التي يشكّل تمثيلها جميعا في الندوة البرلمانية, ضرورة لإعادة تأسيس النظام السياسي على أسس ديموقراطية. لكن الديموقراطية المستقرة الممكنة في الأردن هي الديموقراطية التوافقية التي لا مكان فيها للأغلبيات. وهذا هو المبدأ الأول المطلوب تكريسه, إبتداء, في نظام إنتخابي توافقي.

لماذا الديموقراطية البرلمانية التوافقية? لأن تركيبة المجتمع الأردني معقّدة لجهة عدم اكتمال إندماج المكوّنات الديموغرافية السياسية, والتناقضات بين الشرائح المدنية العلمانية وتلك المحافظة, وبين المحافظين أنفسهم ¯ المنقسمين إلى تكوينين, عشائري وديني أصولي.¯ عداك عن النزعات الجهوية والطوائف والأقليات الخ... وبالنظر إلى تركيبة كهذه, فإن أيّ نظام إنتخابي أغلبي وبالتالي أي برلمان أغلبي, لن يقود إلى التحول الديموقراطي, بل يؤسس لدكتاتورية ستلقى المقاومة من الأطراف المستبعدة, ولن تنتهي إلى إستقرار العملية السياسية.

ولعلّ الأساس في النظام الإنتخابي التوافقي هو الإقرار بأن تعددية التركيب الاجتماعي, تتطلب تعددية الدوائر الانتخابية, أي أنها تتطلب إقرار مبدأ الدوائر الصغيرة والجهوية, وليس العكس, حيث يتاح للكثافات السكانية أن تقرر التمثيل النيابي.

يمكننا, إنطلاقا من هذا المبدأ, معالجة المشكلات القائمة في التقسيمات الحالية للدوائر الانتخابية, بحيث يتم تكبيرها وتصغيرها عند حد ثلاثة مقاعد للدائرة, بما في ذلك زيادة مقعد هنا أو مقعد هناك لمعالجة المطالب المحلية. وسيكون لكل ناخب الحق في الاقتراع لثلاثة مقاعد أيضا.

يكفل هذا التقسيم الواقعي للدوائر, تمثيلا تكوينيا تعدديا, ويتلافى تقليص الحق في الاقتراع لكل المقاعد المتنافس عليها في الدوائر, ويمّكن من قيام التحالفات السياسية.

من جهة أخرى, فإن المنافسة السياسية الأيديولوجية على المستوى الوطني يمكن تحقيقها في الدائرة الوطنية, ولكن 15 مقعدا هي مجال ضيق للتمثيل. والصيغة المناسبة هي دائرة وطنية على النظام النسبي بمعدل 25 بالمئة من المقاعد النيابية الكليّة.

ynoon1@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-04-2012 06:24 AM

المشكلة ليست في النظام الانتخابي .... أنا جنوبي وناهض يحاول أن يخدعني بمعسول الكلام والمصحلحات الإنكشارية :lol:

2) تعليق بواسطة :
07-04-2012 10:16 AM

انا مسيحي وناهض يمثلنا

3) تعليق بواسطة :
07-04-2012 11:46 AM

ناهض مواطن أردنني شريف مثاه مثل باقي إخةانه الاردنيين مسيحيين ومسلمين ولا داعي أن تقفز له في كل مقال له لتقول للناس قولا منكرا وينكروه الاردنيون كلهم ولا يوجد بين مكونات الشعب الاردني من يهتم لتفاهاتك واستحي على وجهك وافرقنا وشوفلك شارع غير شوارع الوطنيين تتمايل فيه وبكفي صقاعه

4) تعليق بواسطة :
07-04-2012 12:22 PM

برأينا المتواضع فان كل المطروح بالنسبة لنظام انتخابي اقله انه معقد ومربك وحتى غير ديمقراطي..بريطانيا هي ام النظم الانتخابية..وكما نسمع فان نظامها هو دوائر صغيرة (حوالي 60 الف ناخب) ممثلة بنائب واحد..لماذا لا نتبعه ونفتك من دوائر وهمية ووطنية وحتى من كوتات وما شابه..؟؟!!
لكن مربط الفرس عندنا ليس في هذا النظام الانتخابي او غيره..عقدة المنشار هي في مطالبات مدينية (كجماعة الحقوق المنقوصة) بتوزيع للمقاعد النيابية حسب عدد السكان..ترجمته الواقعية نقل ثقل التمثيل النيابي من الارياف او الاقاليم الى المدن..
برأينا المتواضع فان الدولة ستخضع لتلك المطالبات عاجلا ام اجلا..وعلى قاعدة اللهم انا لا نسالك رد القضاء ولكن اللطف فيه فنرجو ان لا يكون ذلك بطريقة مذلة..ونظن درجة اليقين ان مسالة الدعم الدولي لها مسالة مفروغ منها حتى من دول كالخليجية التي تتطير من سماع احد مواطنيها يستخدم كلمة انتخاب وتمثيل نيابي..لذا فالأجدى ان يتجه صانع القرار لدينا ليتحلى بجرأة في اخراج قانوت انتخابي يراعي عنصر السكان..وان يقوم ـ كما في الولايات المتحدة ـ بتعويض الخاسرين جغرافيا بمقاعد في الأعيان (نظير الشيوخ الامريكي)..نسمع ان فيرمونت ممثلة بشيخين وكاليفورنيا ايضا بشيخين..
لكن وحتى في حال تبن هكذا سيناريو فاننا نتوقع ان تنتصب فورا مطالبات تتركز على ضرورة ان لم يكن وجوب ان يكون هذا الأعيان منتخبا..ولو من قبيل المماحكة كما فعل الـ 63 نائبا مؤخرا حينما طالبوا بانتخاب الاعيان لمجرد اختلافه معهم على منحهم امتيازات تذكر مثلا بتلك التي كانت تمنح لرعايا اجانب في حقب استعمارية غابرة..(بقي ان طالب هؤلاء النوائب بانشاء محاكم ونوادي ومطاعم ومسارح خاصة بهم)..

5) تعليق بواسطة :
07-04-2012 12:23 PM

وما دامت الامور ستكون بهذا الاتجاه (بحكم طبيعة الاشياء..فصعب ان يبقى العالم الخارجي مثلا مقتنعا ببقاء غرفة الاعيان لدينا يجري شغلها كلية بالتعيين) فاننا نقترح هنا ان يتجه صانع القرار ومن الآن مثلا الى تبن صيغة اعيان منتخب كالنواب ولكن بصيغة تدرجية..مثلا بمعدل عين لكل محافظة..

6) تعليق بواسطة :
07-04-2012 08:28 PM

كلام صحيح وتحليل منطقي جدا
الاخوان المسلمين لا يمثلون الشعب الاردني
انا اردني وناهض يمثلني

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012