أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


تحالف الإسلاميين مع «أمريكا والانجليز»!
07-04-2012 10:30 PM
كل الاردن -


حسين الرواشدة

 
صدق أو لا تصدق، مجلس النواب يتهم “الاسلاميين” بأنهم متحالفون مع “امريكا والانجليز”، لم استغرب - بالطبع - هذه التهمة، فقد سبق لبعض اخواننا في “اليسار” ان حوّلوا هذه “الدعوة” الى انشودة يومية يرددونها كلما اقتربت انتخابات أو استحقاقات سياسية، لكن ما أثارني فعلاً هو حالة التراجع (هل هو تراجع فقط؟) في اخلاقياتنا السياسية، لدرجة أننا لم نعد نستطيع ان نجلس على طاولة واحدة لنتحاور أو نتفاهم، ولدرجة ان مجلساً يفترض انه يمثل “الشعب الاردني” لم يتردد في اتهام “فصيل” من الاردنيين (سواء أكانوا اسلاميين أو غير اسلاميين) بأنهم جزء من “تحالف” دولي، وبمعنى آخر جزء من مؤامرة (هل هي كونية؟) تستهدف البلد.

الهجمة على الاسلاميين - بالطبع - ما زالت مستمرة، وهي تربط في الغالب، ارتفاعاً أو انخفاضاً، بحجم “التنازلات” أو أفق المطالب التي يقدمونها للدولة، وقد لاحظنا انها انخفضت في الشهور الماضية بسبب “رهانات” ما على امكانية “جذب” الاسلاميين ان “القطار فات” وأن “الغزل” المتبادل مع الحكومة كان مجرد “كلام” عادوا الى حشد الشارع من جديد، وكان لا بد ان يواجهوا “بالهجمة” التي أشرنا اليها، وقد بدأت من النواب ويمكن ان تتصاعد في الايام القادمة.

هذا، بالطبع، جزء من “المعارك” والحروب السياسية، وهي متوقعة ويمكن ان تكون مقبولة، فالاسلاميون - مثل غيرهم - لهم حساباتهم السياسية، ويمكن ان يصيبوا ويخطئوا، ويمكن ان نوافقهم ونختلف معهم، لكن المفجع هو لغة “الاتهام” التي سيطرت على خطابنا السياسي، وهي - للاسف - لم تتوقف عند “المبارزة” التي تجري بين الاسلاميين واليساريين والقوميين، وانما امتدت الى مؤسسات تمثل الدولة، سواء أكانت مجلس النواب أو الحكومة نفسها، والمشكلة أنها تضمر “عداء” سياسياً يصعب معه تجسير الهوة بين الاطراف، كما انها تحررت من أصول ممارسة العمل العام التي تفترض وجود ضوابط وشروط “لاشهار” المواقف، حتى لو كانت في دائرة “المخاصمات”.

اذا كان “الاسلاميون” يتحالفون مع “امريكا والانجليز” - وهذا حكم يحتاج لدليل وادانة سابقة للتحقق - فمع من يتحالف الآخرون؟ اليسار يتحالف مع روسيا، والانظمة تتحالف مع الغرب، والمقاومة تتحالف مع ايران؟ فمن يسطتيع ان يتبرأ من تهمة التحالف، ما دام انها “تهمة” يسهل اطلاقها حتى دون معرفة نوع هذا التحالف أو شروطه أو اهدافه..الخ.

المسألة تتجاوز علاقة الاسلاميين “بالغرب” او حتى “بالديمقراطية” والحكم، فقد اصبح هؤلاء - بعد الثورات العربية - “مرمى” لنيران الجميع، لا من بوابة النقد السياسي ولا من اجل البحث عن مشترك لتوحيد الجماعة الوطنية، وانما بسبب أنهم “اسلاميون”، ومع انني لم أتردد في مرات كثيرة - وغيري ايضا - من الاشارة الى العديد من اخطائهم، لكنني لم اتصور ان يصل عداء البعض للاسلاميين الى هذا الحد، والا كيف يمكن ان نفهم بأن كل “شيء” يجتهد فيه الاسلاميون يصبح “مشكلة” وتهمة لدى هؤلاء: الانتخابات التي يفوز بها الاسلاميون دائما غير نزيهة، القانون الذي يوافقون عليه يضرّ بالمصلحة الوطنية. أما غيرهم “فأبرياء” وربما ملائكة، وليس لديهم حسابات سياسية خاصة بهم لأنهم دائما يعملون من اجل “الهم العام”!

تصوّر! الى هذه الدرجة وصلت ممارساتنا السياسية في الحوار والاختلاف، والى هذا المستوى أصبحنا نتعامل مع بعضنا، وبهذا المنطق نريد أن نتوافق على التغيير والاصلاح. عجبي!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-04-2012 09:40 AM

الموضوع خطير ولا يعالج بالتهكم هناك اتفاق تام بين الاخوان والامريكان على مجموعة من المباديء اولها حماية اسرائيل او عدم التهديد بحربها والوقائع تثبت ذلك الشغلة ما بدها نواب ولا يساريين الفضاء مفتوح والغرب يكتب ولا يكتم الاسرار مثلنا

2) تعليق بواسطة :
08-04-2012 10:13 AM

الاخ الرواشدة..الا ترى معي بان اخواننا الاسلاميين الذين استغلو اسمهم ابشع استغلال
فكانوا .... باحتراف..وانا لاادافع عن اليسار وازلامه الذين لايقلون عن الاسلاميين في الضحك على الدقون باسم القومية والعروبة ,فلقد راينا بالأمس شيخهم الاستاذ موفق محادين ينتصر للارمن نكاية في تركيا ..وكانه لايوجد عندنا مذابح في سوريا على يد من كانوا راس حربة في حفر الباطن..ويدعون العروبة.
خلافنا مع الاسلاميين هنا على ابجديات لانقاذ ما يمكن انقاذه في هذا الوطن كالتجنيس وفك الارتباط وقانون اتخاب مفصل على قدهم.. وهم في واد وكل شريف في هذا الوطن ويخشى على فلسطين قبل الاردن في واد..
تحياتي لك استاذ حسين.

3) تعليق بواسطة :
08-04-2012 10:55 AM

مع الاحترام لراي الاستاذ حسين وبعد - انكرت مجموعة من النواب علمها بهذا البيان الذي هاجم الاخوان وعليه فمن الممكن ان يعكس ذلك البيان قدرة الحكومة على استخدام المجلس في صراعهاواختلافاتها لكن وبالمقابل فان -حشر - القوى القومية واليسارية في زاوية التلاقي مع الحكومة في موضوع الاخوان يكشف نية مبيتة للتعاطي مع تلك القوى من خلال موقف مسبق لديك تجاه اليسار والقوميين وحد علمي ان خلافهم المركزي مع الاسلام السياسي يتمحور حول التلاقي الغريب مع اهداف الاجنبي تجاه مخطط تفتيت سوريا وليبيا وقبلها العراق المحتل الذي سارع الحزب الاسلامي هناك الى الالتحاق ببرنامج بريمر الامريكي وانتهينا الى موءتمر موءسسة كارينجي في امريكا والذي يناقش وبوجود اسلام سياسي مسالة الاسلام السياسي في السلطةوبين هذا وذاك الحوارات في تونس ومصر بين الاسلام السياسي والامريكان خاصة اما عن الخلاف بين الحكومة هنا والاخوان فمن الممكن واستنادا الى الرعاية التاريخية للاخوان منذ انقلاب القصر على حكومة سليمان النابلسي وليس انتهاءبموقف الاخوان من نبسان 1989 وما بينهما اقول من الممكن ان تنتهي بتقاطع مصالح اذا وافقنا ان الخلاف الحالي يهدف الى التنازلات المتبادلة والقوى اليسارية والقومية الاردنية لنةتكون في جانب الحكومة لان حراكها مستمر ضد النهج الحكومي الذي لا زال متمسكا بالتغول والسيطرة والهروب من جدية مكافحة الفساد وتدمير الاقتصاد الاردني والتحالف الكامل مع الامريكان لكن ما يقلق تلك القوى انها ربما تجد في الاسلام السياسي ان وصل للحكم انموذجا غير مختلف عن الحكومة في قضايا مفصلية عديدة داخلية وخارجية من غياب برنامج اقتصادي الى الموافقة مع الامريكان على القبول بالنموذج التركي للاسلام في الحكم وشكرا للموقع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012