أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


هل هناك فرصة أخيرة
08-04-2012 10:02 PM
كل الاردن -




د. رحيّل غرايبة

في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الأردن والإقليم, تطفو على السطح مجموعة من الظواهر غير المحمودة, خاصة يتعلق بالتراشق الإعلامي والحملات الإعلامية التي تطفح بالنزق والحدة والانفعال, التي تزيد حدة التأزم والتوتر في الساحة السياسية التي ربما تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

في ظل الغيوم المتلبدة التي تسمح لبعض الأطراف أن تمارس هوايتها ورغبتها في التأزيم والتوتير وتحقيق أمنيتها بإقصاء بعض الأطراف وتهميش الخصوم, فهل من الممكن أن تكون هناك فرصة في الربع ساعة الأخيرة لحوار جاد بين الأطراف الفاعلة, وأن تتحمّل مسؤوليتها التاريخية في التعاون على إنقاذ البلد, والخروج من هذا المأزق بأقلّ الخسائر الممكنة التي تلحق بحقوق الشعب الأردني ومؤسسات الدولة.

أنا أعتقد أنّ هناك فرصة وإن كانت حرجة وقليلة وضيقة, ولكن هناك عقلاء وهناك حكماء وهناك من يتحمّل المسؤولية, ويحمل الهمّ العام, قادرون على الحوار وقادرون على التشاور والوصول إلى حلول مرضية تحترم المصلحة العامّة, وتعلي الشأن العام, وقادرة على تقليل أثر الأجندات الشخصية والمصالح الحزبية والفئوية والجهوية.

نحن جميعاً معنيون بالإصلاح, ومعالجة الملفات الصعبة, والارتفاع بالحياة السياسية نحو مستوى معقول ومقبول من الديمقراطية وقدرة معقولة على وضع حد للفساد المستشري في أوصال الدولة والقدرة على إنقاذ مقدرات الدولة من مخالب القلة القليلة التي استأثرت بالمشهد السياسي والاقتصادي فترة طويلة من الزمن, وأخذت فرصتها في محاولة تحقيق وجهة نظرها في المسار الاقتصادي والسياسي, الذي أودى بالاقتصاد, وزاد المديونية وعطّل الإنتاج وبدّد المال العام, وزادت شريحة الفقر وزاد العجز في الموازنة, وزاد الاعتماد على المنح والقروض الخارجية, ما جعل جميع العقلاء يصلون إلى نتيجة تتلخص بالفشل التامّ والذريع الذي جعل البلاد والعباد في هذا المأزق العريق.

إنّ الفرصة متاحة الآن لكلّ من يحمل فكراً نيّراً أو رأياً صائباً من الأفراد والقوى السياسية والاجتماعية التي تحظى باحترام الأردنيين وتحتل موقعاًً في نفوس الشعب الأردني, من أجل وضع حدٍ لهذا السيل الجارف من النزق الإعلامي والسياسي الذي لا يحمل مبشرات خيّرة; بل يريد تعميق الأزمة وايجاد الشرخ الذي يسمح باستمرار معادلة الفساد السابقة وتهميش قوى الشعب الأردني الحيّة والفاعلة.

ينبغي أن نتجاوز المرحلة الصعبة معاً, ويجب أن نتعاون في ايجاد أرضية صلبة تصلح للانطلاق نحو الإصلاح الحقيقي المرضي للشعب الأردني, ويجب التوافق على معالم المرحلة الانتقالية التي تهيئ للمرحلة الجديدة التي تلبي طموحات محبي الإصلاح, ولا تؤدي إلى الإحباط المؤدي إلى التراجع, وإلى مزيد من التدهور على جميع الأصعدة وفي كلّ المجالات.

rohileghrb@yahoo.com

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-04-2012 07:20 AM

"نبغي أن نتجاوز المرحلة الصعبة معاً, ويجب أن نتعاون في ايجاد أرضية صلبة تصلح للانطلاق نحو الإصلاح الحقيقي المرضي للشعب الأردني, ويجب التوافق على معالم المرحلة الانتقالية التي تهيئ للمرحلة الجديدة التي تلبي طموحات محبي الإصلاح, ولا تؤدي إلى الإحباط المؤدي إلى التراجع, وإلى مزيد من التدهور على جميع الأصعدة وفي كلّ المجالات." اقتباس

الكل يتحدث عن التوافق وفي هذا المقال يطرح الكاتب التوافق على معالم المرحلة الانتقالية التي تهيء للمرحلة الجديدة .... كلام في الصميم ومطلب لايكاد يختلف عليه اثنان .التوافق .. ووصف المرحلة الحالية بانها انتقالية , كلام في الصميم ايضا
ولكتي اود ان اطرح سؤالا في ظل هذه المرحلة متى يكون التوافق محمودا و يمكن تحقيق نتائج ايجابية منه ؟ هل هذا ممكنا بعد ان يحزم كل تيار امره ويختار مرجعيته وثوابته وخندقه ؟ ام ان المناسب العودة الى البداية والتوافق عل مرجعيات وثوابت وطنية مرنة وجامعه ؟ وهل الاخوان المسلمون بعد ان راجعوا منهجهم وغيروا فيه لديهم الجرأة على اتمام المراجعه للوصول الى توافق مع الاطراف الاخرى ؟
النوافق هدف مرحلي متقدم جدا واساسي يصلح ان يكون وسيلة لتحقيق اهداف اكبر واشمل لاحقا. نسال الله ان يوفقنا للتوافق انه نعم المولى ونعم النصير وشكرا لشيخنا الفاضل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012