أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


الجبهة المتحدة ضد الفاشية والارهاب

بقلم : ناهض حتر
16-04-2012 02:26 AM



بالمناسبة, لم يقفز اودلف هتلر الى السلطة بوساطة الدبابات, بل... عبر صناديق الاقتراع. لا تنسوا هذه الواقعة السوداء من تاريخ العالم المعاصر. كان الحزب النازي موحدا ومنظما وقادرا على استلاب عقول قسم من الجماهير المفقرة اليائسة في مواجهة قوى يسارية وتقدمية وبرجوازية ديموقراطية مشتتة ومتصارعة, بل وكان بعضها يدخل في تحالفات مع الحزب الذي سيسحق الجميع لاحقا.

النازية والفاشية حركتان للبرجوازية الصغيرة الرجعية المرتبطة مع دوائر الرأسمال الكبير ولخدمته.

ليست لدينا نازية او فاشية بالمعنى الدقيق للكلمة, فهذه من منتجات ازمة الرأسمالية المتطورة, لكن لدينا, كحالنا, فاشية رثّة عاجزة عن التصنيع والمركزة, لكنها قادرة على انشاء دكتاتورية شعبوية. وفي مواجهتها قوى وطنية ويسارية وقومية وديموقراطية مشتتة ومتصارعة ذاتيا, وفاقدة للحس السياسي والثقة بالذات, وبعضها لا تزيد اماله على الانضواء تحت جناحيّ الفاشية الرثة, يحالفها خوفا او طمعا في فتات.

هنالك خطأ ما جوهري في فكرنا السياسي. ذلك الخطأ يكمن في اختصار الديموقراطية في الانتخابات والبرلمان والحكومة البرلمانية! لكن هذه ستكون طريقا ممهدة للفاشية.

الديموقراطية ليست الانتخابات حتى لو كانت نزيهة وحرة ووفق احسن الانظمة الانتخابية. الديموقراطية هي: حرية التعبير, حرية العقيدة الدينية والدنيوية, حرية الممارسة الاجتماعية, حرية التنظيم الحزبي والنقابي, حرية الاجتماع والتظاهر والاعتصام, حرية السلوك الفردي والخيار الثقافي, حرية الخيار الفكري, حرية الصحافة, حرية النقد على كل مستوى وفي كل اتجاه.

وهي كلها حريات ليست ممكنة الا في دولة مدنية علمانية. وهي اليوم مهددة بالفاشية, بينما نتحدث عن ديموقراطية انتخابية عرجاء هي الشكل الملائم لانتصار الفاشية في مجتمع مزدحم بالفقراء والعاطلين والمهمّشين. هؤلاء سيكونون مضطرين لبيع اصواتهم, بالمال او الخدمة او المساعدة... وهم, بالاساس, لا يملكون القدرة الاقتصادية او الثقافية على ممارسة الحريات الديموقراطية, ولا على تحويل طموحاتهم الى جدول اعمال, ولا على الاهتمام بالسياسة الداخلية او الخارجية. بالمقابل, فإن فقرهم المدقع وحرمانهم المديد معيشيا وثقافيا, سيسقطهم في حبائل الفاشية الرثّة, الموكول اليها ادارة الفقر وتنظيم تهميش الجماهير السياسي وتشكيل الحاضنة الاجتماعية والثقافية للارهاب بشقّيه المعنوي والفعلي.

بوضوح ودقة, تعيش القوى اليسارية والقومية والوطنية والعشائرية والعناصر البرجوازية التقدمية والعناصر البيروقراطية الوطنية, اليوم, لحظة تاريخية مفصلية, فإما انها تنخرط في جبهة متحدة ضد الفاشية او ان الفاشية ستسحقها جميعا. بالمقابل, فإن التحايل على اللحظة التاريخية, واللفّ والدوران, وعقد الصفقات من تحت الطاولة, والبحث عن بقايا الطعام من بين اسنان الغول الفاشيّ, والانتهازية والشطارة... كلها ستؤول وبالا على الجميع, وعلى البلد والمنطقة.

المطلوب من كل الاطراف الوطنية, التقدمية والعلمانية والمدنية,الان, تقديم تنازلات متبادلة: تصفية الفساد, حسم المسألة الوطنية, التفاهم على صيغ مشتركة لتجديد الدولة, احداث تغييرات جدية في النهج الاقتصادي الاجتماعي لصالح الاغلبية, وكذلك, تخفيض سقوف الشعارات والتهدئة والالتزام بالواقعية في تحديد المطالب التي ينبغي تركيزها على المحور الوطني الاجتماعي, ووقف الصراخ ونزعات التصعيد. يعني.. المطلوب تسوية بين القوى المدنية, لمواجهة الفاشية.

ynoon1@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-04-2012 02:43 AM

1-هتلر ليس حجة على الديمقراطية بل الديمقراطية هي الحجة على الحكام
2-الديمقراطية كانت وسيلة لدى هتلر وليست غاية .. ببساطة
3-انت عيبت الديمقراطية بالاستشهاد بالنموذج الهتلري تماماً كما فعل جورج بوش الابن عام 2008 تعليقاً على فوز حماس بالسلطة ..انتم هكذا ايها اليساريون المتيمنون واليمينيون المتطرفون تعيبون الطريقة ولكن لا تعيبون انفسكم .
4-(الخطأ الفكري السياسي)!! الذي بينته ما هو الا الصحيح .. اما التعريف او التعديل اللذي قدمته ما هو الا التحريف .. الحريات العامة التي اشرت اليها هي جزء من معيشات النظام الديمقراطي وليس مختزلاته ..
5- الهدف الاساسي من التعريف اللذي بينته و (الخطأ)!! اللذي اشرت اليه هو تعييب نتائج الديمقراطية عن طريق تشويه الشكل من خلال جبريات مطلقة (الفاشية)!! من قال لك ان نتيجة الديمقراطية هي الفاشية ..!!!؟؟؟!!!! ما هي الامثلة ؟؟ عددها
6-هنالك ديمقراطية تكون نتيجتها الفاشية ولكنها ليست الديمقراطية الحرة .. بل الاجتماعية التي تنادي بها حضرتك والامثلة عديدة خذ مثلا : 1- ستالين ومن قبله لينين 2- فرانكو (اسبانيا) 3- نظام البعث السوري 4-النظام الفيتنامي والصيني
7- الهدف الاساسي من كل هذا التطييش المنطقي هو : أ-تبرير النصرة للنظام السوري اللاديمقراطي ب - تعييب نتائج الديمقراطية التي فاز بها غرماؤك

2) تعليق بواسطة :
16-04-2012 02:56 AM

9-وللعلم دكتور ناهض .. وللتذكير .. فان هتلر قد قام بكسب الانتخابات عن طريق دغدغة النزعات القومية الالمانية وروح التعصب للجنس الجرماني في نفوس الالمان ..وهذه من الاساليب التي تتخذها الاحزاب المتطرفة العنصرية في تمييل هوى الناس التعصبي لتلبية احتياجات سياسية ..... للتذكير فقط

3) تعليق بواسطة :
16-04-2012 04:23 AM

الإخوان المسلمون يقومون بالتحايل لكسب أصوات العامة المفقرة و الضعيفة بتقمص الثوب الديني و الإسلام منهم براء. تحت إسم التكتيك و الاستراتيجية هم ينصقون مع البيت الأبيض و الإتحاد الأوروبي لتحديد دائرة سيطرتهم داخلياً و خارجياً. داخلياً يسمح لكافة "المنظمات الدولية" تحت مسميات مختلفة من حقوق الإنسان لحقوق المرأة لحقوق البيئة للتدخل في نسيج المجتمع و يجعله تابعاً ثقافياً للمستعمر لأن السيطرة على العقول هي مفتاح ما يمكن حدوثه على الأرض

4) تعليق بواسطة :
16-04-2012 04:38 AM

أيضاً إقتصادياً هم مع التخاصية و فتح الباب على مصراعيه للتجارات الحرة مع العدو قبل الصديق. خارجياً لابأس من الإلتزام بكامب ديفيد و رغم العواء ضد وادي عربة و أوسلو هم سيستمرون بها تماماً ككامب ديفيد. أيضاً تنظيم و ترتيب الجهاد الأمريكي لمحاربة ملة الإسلام الأخرى الشيعة، تماماً كما حدث في أفغانستان مع الإتحاد السوڤيتي وترك التهديد الأكبر والأخطر أمريكا و حلفئها تعبث بالأرض والعباد إنتهاكاً و تقتيلاً. لمعالجة ذالك لا بأس من تنظيم العمل الخيري لتخدير الناس و تعليمهم الخنوع و الحاجة. ماذا تغير عن السابق؟.يا إخواننا نحن نرتكب جريمة بحق أنفسنا و أجيالنا إن نحن سمحنا بذالك.

5) تعليق بواسطة :
16-04-2012 04:43 AM

لا لطويلي اللحى و الدشداش و قصيري العقل و البصيرة. الرجاء من كل مواطن مخلص أن يدلو بدلوه ليطفئ بئر الجهالة من هذا الكابوس المظلم.

6) تعليق بواسطة :
16-04-2012 06:08 AM

الفا شية هي نظام بشار وملالي ايران اللذان يحظيان بالدعم والرعاية الرسمية من قوى اليسار والقومجيون العرب الذين اشبعوا الشعوب العربية شعارات زائفة ودافعوا عن المستبدين, انهم يمثلون حقا الشخصيات الثورية في رواية مزرعة الحيوان للكاتب الإنجليزي جورج اورويل

7) تعليق بواسطة :
16-04-2012 12:15 PM

salute to nahed...

8) تعليق بواسطة :
16-04-2012 01:38 PM

اثني واوافق على كل ما علق به السيد محمد العدوان وازيد باننا لا نستطيع ان نؤجل العمل الديمقراطي حتى يصبح كل افراد المجتمع متعلمين ومثقفين وعلامانيين او ان يغتني كل الناس ولا يجوز ان نوقف حرية الاختيار بسبب فرز خاطئ وعنصري مكرر مرتين او ثلاثه كالامثله التي طرحها الدكتور ناهض (النازيه والفاشيه) ثم ان التحالف الذي تريد ان يقوم بين اليسار والعشائر والقوى الوطنيه والبرجوازيه والبيرقراطيه....والخ الخ. لمواجهة من هل لمواجهة الاسلاميين ؟!! وهل هولاء عملاءوليسوا وطنيين ؟؟ ام لمواجهة من

9) تعليق بواسطة :
16-04-2012 03:54 PM

أستاذ ناهض
لقد أسأت كثيرا للشعب الأردني ولا زلت،
همك شرخ هذا البنيان الذي هو رأس مالنا الذي ندخره ليوم صعب،
ثم كيف جمعت بين القوى اليسارية والقومية والوطنية والعشائرية والعناصر البرجوازية التقدمية والبيروقراطية الوطنية وتطالب بأن تكون صفا واحدا ضد الفاشية والتي هي في نظرك القوى الإسلامية دون أن تشير إليها صراحة. ألهذا المدى الشعب غبي وساذج في نظرك ينتظر منك توجيهه وإنقاذه من غفلته أو من الفخ الذي سيمحقه!!!
ثم كيف تتهم من هم في صفك بالتحايل وعقد الصفقات من تحت الطاولة بما يعود على الجميع وعلى البلد والمنطقة بالوبال؟

10) تعليق بواسطة :
16-04-2012 04:01 PM

لقد ذكرت في مقالتك عن معاني الديمقراطية وهذا صحيح، ولكن لماذا حصرتها فقط في الدولة المدنية المفصلة في ذهنيتك بمقاسات معينة أنت تعرفها، ولماذا أعطيت من عندك لقب الفاشية على الجهة الأخرى المقابلة لليسار والقومية والعلمانية ومن يلوذ بهم؟
إن مجرد فرز الناس إلى ديمقراطي وفاشي، وناجح وفاشل هو ترعيب وترهيب لا مبرر له واختزال للعقول وكأن الشعب مجموعة من الدهماء فاقدي الارادة والفكر
ثم كيف تزجّ بالعشائر وهي ليست تنظيما سياسيا بل هي قاعدة الشعب الاردني في جبهة اليسار والقومية؟ أليست العشائر هي أيضا قاعدة الآخرين ممن تتهمهم بالفاشية يا ناهض؟!

11) تعليق بواسطة :
16-04-2012 04:52 PM

سيبك من العشائر وخلي العشاءر بحالها ...ترى بلشت اقرف من مقالاتك

12) تعليق بواسطة :
16-04-2012 05:43 PM

انا مسيحي وناهض يمثلنا

13) تعليق بواسطة :
16-04-2012 08:32 PM

نعتذر

14) تعليق بواسطة :
16-04-2012 09:18 PM

اتفق مع الاستاذ ناهض حتر و خصوصا خطورة الحزب الواحد المنظم و اثرة السلبي على مسيرة الديموقراطية في البلد و التحالفات المشبوهة مع القوى الاستعمارية

15) تعليق بواسطة :
16-04-2012 09:50 PM

لو وسعنا النطاق الفكري لمقال الاستاذ ناهض، لوجدنا ان في اي نظريه اجتماعيه او اقتصاديه او سياسيه حاله من الاستبداد ترسم حاله جامده وقالب ثابت لحياة الانسان. وهذا ما ينقضه التطور الفكري الانساني عبر العصور. وبهذا فقد كانت الديموقراطيه والحريه هي الحل القادر على جمع هذه النظريات في وعاء واحد، ونتج عن هذا حاله من تبادل السلطه بين احزاب مختلفة النظريات، وكانت حرية الاختيار والانتخاب هي المحركه لهذا التنوع والتناوب و التطور في الافكار مما ساهم في تقدم الكثير من الدول بسبب الحريه والديموقراطيه. ولو قارنا بين النظريات الفكريه والعلميه لوجدنا تشابه غريب، فقد بنى الانسان كثير من اختراعاته على نظريات نيوتن في الجاذبيه والحركه، ليأتي العلم الحديث ويؤكد ان نظرية نيوتن هي حاله خاصة غير قادره على التعامل مع جميع الظواهر الكونيه، وما زالت كثير من النظريات العلميه تتطور وكثيرا ماتنقض ما قبلها والمحرك الاساسي هي حرية التفكير والابداع ورفض النظريات المطلقه و المسلمات والبديهيات.

16) تعليق بواسطة :
16-04-2012 11:42 PM

مبدع مبدع مبدع
انا اردني وناهض يمثلني

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012