أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


الليبرالي واليساري ...

بقلم : ناهض حتر
17-04-2012 01:14 AM




لا تتقرّر طبيعة الانتفاضات من خلال طبيعة الآلام الاجتماعية للكتل الجماهيرية المشاركة فيها, بل من خلال برامج القوى السياسية المهيمنة على وعي تلك الكتل وحركتها. ولم يعد خافيا أن تلك القوى, في عالمنا العربي, تتمثل في الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية الأخرى. وهي, كلها, قوى نيوليبرالية في المجال الأساسي المحدّد, أي المجال الاقتصادي الاجتماعي. فهي تؤمن بأولوية القطاع الخاص وبالخصخصة وحرية الأسواق والتجارة وتقديم التسهيلات - حتى المتعارضة منها مع السيادة الوطنية وأولويات المجتمع والبيئة - للاستثمارات الأجنبية. أي أنها كمبرادورية بالكامل. ولأنه من المستحيل الجمع بين الكمبرادورية الاقتصادية والتحرر الوطني, أي الجمع بين سياسات جذب الاستثمارات والاندماج في السوق الرأسمالية المعولمة من جهة, واتباع سياسات معادية أو حتى مستقلة إزاء الامبريالية والصهيونية من جهة أخرى, نرى القوى الإسلامية في السلطة, أو في الطريق إلى السلطة, تنقلب على خطابها السابق المعادي للغرب وإسرائيل, نحو خطاب التعاون أو المهادنة معهما.

يظنّ اللبناني فواز طرابلسي, ومعه يساريون آخرون, أن شعار 'عمل, حرية, خبز' قد 'وضع حق العمل والعدالة الإجتماعية في صلب العملية الديموقراطية'. ولكن قوى تجديد النيوليبرالية نفسها ترى أن العمالة الرخيصة في مصر, مثلا, مهدورة بسبب احتكار البزنس من قبل النخبة الحاكمة المُطاح بها والتي كانت ترفض توسيع صفوفها, وتعرقل, بالتالي, التوسع في الاستثمارات وفرص استغلال العمل.

'الحق في العمل' ليس شعارا ضد النيوليبرالية, فهو لا يتعارض مع حق المُلكية ولا مع حق الشركات في تنظيم الدولة والمجتمع لصالح توسعها. بل إنه, وحده, ليس حتى شعارا ديموقراطيا, فلكي يكون كذلك, ينبغي ربطه بشروط العمل الإنسانية والحق في الأجر المتناسب مع تكلفة سلة العيش الكريمة, وكذلك مع الحق في التنظيم النقابي والإضرابات العمالية الخ.

أما ' الحرية', فلا يمكن النظر إليها بمعزل عن محتواها الاجتماعي والسياسي: حرية البزنس, حرية الاستغلال, حرية الشركات, أم حرية النضال ضد البزنس والاستغلال والشركات? حرية التبعية للغرب الرأسمالي, أم حرية النضال ضد الامبريالية? حرية المهادنة والتطبيع مع العدو الإسرائيلي,أم حرية المقاومة? حرية الطائفة أم حرية المجتمع? حرية الفرد السلوكية والثقافية أم حرية الجماعات الفاشية في قمع تلك الحرية?

ومَن يُغفل هذه الأسئلة حول شعار'الحرية', يكون مجرد ليبرالي وليس يساريا معاديا للنيوليبرالية التي وجدت, بالمناسبة, أنه من المستحيل عليها الاستمرار من دون تأمين الخبز للجماهير الجائعة. ولذلك, فهي تفهم وتتفهّم مطالبة الكتل الجماهيرية المهمّشة المجوّعة بما يقيم أودها. ولذلك, طورت مفهوم ' المسؤولية الاجتماعية للشركات'. وهو ما يعادل العمل الخيري الديني المنظم. أهذا ما يسمونه بالعدالة الاجتماعية? ولكن اليساري هو من يريد اجتثاث الفقر وليس توفير الخبز للفقراء, وهو مَن يسعى إلى الثورة الاجتماعية وليس إلى العدالة الاجتماعية.

ynoon1@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-04-2012 09:12 AM

افلست وبارت سلعتك ..حشفا وسوء كيله

2) تعليق بواسطة :
17-04-2012 03:22 PM

اغتراب عن الواقع وغيبوبه فكريه وتزييف للحقائق فالموت جوعا لم يصبح ممنهجا الا في الدول اصل اليسار (الاتحاد السوفييتي مثلا) فاليسار خلق الفقر بحجج واهنه كالشيوعيه والاشتراكيه والمسميات الرنانه الاخرى وفي اغلب الدول ذات التوجه اليساري الفقر اعم واقسى والموت متاح بكل السبل فمن لم يمت جوعا مات قهرا

3) تعليق بواسطة :
17-04-2012 05:46 PM

clear vision and honest mission. i wish opponents make some analysis to refute these ideas if they have any.

4) تعليق بواسطة :
17-04-2012 07:45 PM

انك تغالط المنطق والنهج والاصطلاح نفسه حين تقول ان الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية الأخرى. وهي, كلها, قوى نيوليبرالية في المجال الأساسي المحدّد!!!

5) تعليق بواسطة :
17-04-2012 09:13 PM

ابو المعتز مبدع كالعادة ودائما تزداد تجددا واشراقا وتميزا.
انا اردني وناهض يمثلني .

6) تعليق بواسطة :
17-04-2012 10:41 PM

*- الى السيد المحرر المحترم تحية طيبة وبعد :-
-انا لا اعرف اهي نوع من الافلاس الفكري او الخطوات اليائسة التي يتبعها البعض لكي ينتصرو لذاتهم المهزومة , ان يقوموا بانتحال اسمي والتعليق به في مقالة سابقة في الذيل , وانا اهيب بحضرتكم معرفة تعليقاتي الخاصة عن طريق الاي بي الخاص بي او ايميلي وان كان الاي بي هو الاضمن لمعرفة تعليقاتي , لذا رجاءا ان تواصلو حذف التعليقات التي تنتحل اسمي وانا ساقوم بمساعدتكم في كشفها ولكم كل التقدير على جهودكم .. وللتذكير لبعض المخربين فان عمري هو 30 عاما والدكتور حسين المجالي يكبرني بكثير عمرا وقدرا رغم اختلافي الشديد معه في الررؤيا والايديولوجيا وهذا ان دل فانما يدل على مدى العبث الذي وصل للبعض وشكرا

7) تعليق بواسطة :
17-04-2012 10:55 PM

*-اما تعليقاً على المقالة فانا ارى ان الاساس خاطئ تحويري جبري متناقض ... انظروا ..((لا تتقرّر طبيعة الانتفاضات من خلال طبيعة الآلام الاجتماعية للكتل الجماهيرية المشاركة فيها, بل من خلال برامج القوى السياسية المهيمنة على وعي تلك الكتل وحركتها)) .. اذاً اذا قامت ثورة او انتفاضة فيجب ان تكون مؤطرة سياسياً !! وليست عبارة عن حركة اجتماعية مباشرة او انعكاس فعلي للضمير العام المهان او المضطهد ..!! وللعلم فان هذا التحوير متعمد حتى تبتعد عن الرضوخ للاتيان بامثلة من قوى ثورية عسكرية انقلابية (تحت مسمى اجتماعية) ,, والمشكلة الاكبر انك انكرت هذا السلوك الاجتماعي العام واتيت بعدها بامثلة من فكر يساريين !!! كيف ؟؟؟!!! انت انكرت السلوك العام للمجتمعات واطرته سياسياً فكيف تاتينا بحل (الثورة الاجتماعية) .. القضية كما تعودتم دائماً ان تطرحوها : ان العامة دهماء وان الثورة الاجتماعية (عملاً) لا تاتي الا بالمجتمع المتطور والواعي!! لكنكم اعتمدتم الانقلابات دائما لان العامة الواعية ما هي عندكم الا العامة الراضخة !!

8) تعليق بواسطة :
18-04-2012 12:21 AM

انا مسيحي وناهض يمثلني

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012