حسب علمنا وكما يذكر الإعلام (الرسمي) ..أن العلاقات الأردنيه الإسرائيليه فاتره وتشهد توترا على ضوء الإنتهاكات الإسرائيليه في القدس ومحيطها.. عتبنا كبير على الإعلام الرسمي الذي لم يخرجنا من الجو السابق ويخبرنا أن هناك إنفراج إيجابي في العلاقات مع إسرائيل.
للقدس الشريف حالتان فقط تميزت بهما خلال الف السنين الماضية وهما : اما محتلة من قبل احد الغزاة وأما محررة!!!!؟؟؟؟ وما عدا ذلك فهو حشو من الكلام لا قيمة له. وقد احتلت القدس اكثر من عشر مرات معروفة وموثقة تاريخيا ودائما كان يتم تحريرها من خلا ارض الحشد والرباط .... اي من خلال ارض الاردن المقدسة وهي الارض التي بارك الله بها ؛ لانها حول المسجد الأقصى وتحيط به.
الموضوع في جوهره موضوع عقيدة وأفسد ته السياسات العربية المشتتة لانها تنطلق من مخرجات الدولة الصهيونية التي تهيمن على السلطة الفلسطينية وغيرها من القوى السياسية العربية مظهرا والصهيونية جوهرا !!!!!!
قضية القدس هي قضية الشعوب الاسلامية وليست قضية الدول الاسلامية او منظمة المؤتمر الاسلامي التي تطوعت بإلغاء فريضة الجهاد الاسلامي إكراما لبني صهيون واستجابة لضغوط بعض الدول العربية التي تحاول جاهدة أخذ وكالة عامة للإسلام السني بالعالم !!! ومصلحة الامة تقتضي ان تتوقف الدول الرسمية عربية او اسلامية عن التكلم بموضوع القدس وتتركه للشعوب الاسلامية ؛ لان ابن فلسطين ليس بصاحب حق اكثر من ابن افغانستان في الحديث عن ( تسوية او سلام لقضية القدس) ، لانه مازال حتى الان شعوب مسلمة لديها ذرة من كرامة او حياء او خجل!!! ؟؟؟؟
ولماذا كل هاد الهجوم على الزيارة ؟ وشو المشكلة في هذه الزيارات ولا بس ضجة اعلامية فقط ؟
وماذا نخسر عندما ندعم اهلنا في القدس بهذه الزيارات؟ ام تريدون ان ننسى القدس والاقصى.
الف مرحبا والف سهلا بهذه الزيارات ولقد تشرفنا بهذه الزيارات الملكية
كل الدعم لهذ الزيارات من الشعب الفلسطيني ونطلب المزيد من هذه الزيارات
يعني ما حد بقدر يفتح ثمه بكلمة لانو في معاهدة سلام بين الاردن واسرائيل بغض النظر انه اسرائيل دولة مغتصبه ومحتله وكيان صهيوني وذبحت وقتلت ونكلت في العربان بس احنا ارتضينا فيهم رسميا ووقعنا معاهدات ومواثيق واعتراف رسمي كامل وعلى جميع الصعد العسكريه والسياسيه والامنيه والزراعيه والثقافيه والتنسيق على اعلى المستويات وخاصه التنسيق الامني فما حد بقدر يحكي كلمة وحده ..
يعني لما ييجي اي مسؤول اسرائيلي على عمان بتم تامين الحراسه والحمايه العاليه والخاصه جدا جدا من قبل الاردن ..ونفس الشي اسرائيل بس يقوم بزيارتها اي مسؤول اردني بتقوم بتامين الحراسه لهذا المسؤول ..
يلي بقبل امه تجوز بده يقول لجوز امه عمي .واذا كان شطور بحكيلو يابا .
( بيت المقدس)
"الإفرنج لم يخرجوا بعدُ من الشام،
قالها صلاح الدين الأيوبي قبل أن يمضي إلى جوار ربه بعام واحد. فلقد كان خائفا على بيت المقدس من الإفرنج، وهو الذي خاض معهم المعارك الضارية ما يزيد على عشرين عاما.
واستقرت الأمور في بيت المقدس جيلا كاملا بعد وفاة صلاح الدين، فنعم أهلها من المسلمين والمسيحيين بالحياة الوادعة المطمئنة، ومعهم جموع الحجاج من الإفرنج، يفدون إليها للزيارة في الأعياد الدينية فيلقون الاطمئنان والأمان.
ولكن مخاوف صلاح الدين على بيت المقدس بدأت تلوح في الأفق بعد أربعين عاما من وفاته حين تحرك الاستعمار الأوروبي من جديد ليسترد ديار الشام، ويسترد معها بيت المقدس.
وفي عام 1218 أخذت حملة استعمارية جديدة تتجمع في أوروبا للزحف على المشرق العربي. فقد ذهب البطل صلاح الدين، وتقسمت دولة الوحدة من بعده بين أبنائه، والتجزئة هي فرصة الاستعمار، دوما، للوثوب على الوطن العربي.
وتوالت اجتماعات ملوك الإفرنج وأمرائهم ليضعوا الخطة، وكان السؤال الكبير: وكيف نسترد بيت المقدس؟؟
والواقع أن هذا السؤال قديم، ولم يكن يقل عمره عن مئة وعشرين عاما…
ففي ربيع 1098 في حملة الإفرنج الأولى، انعقد مجلس حربي في مدينة الرملة، في فلسطين. واختلف أمراء الإفرنج في ما بينهم هل يزحفون على بيت المقدس أولا ثم يسيرون إلى مصر، وهي العمق الإستراتيجي لبيت المقدس. أم يزحفون على مصر أولا، حتى يسهل فتح بيت المقدس ويتوطد احتلالهم لها.
واختارت حملة الإفرنج يومئذ أن تزحف إلى بيت المقدس مباشرة، وتترك الاستيلاء على مصر لمرحلة ثانية.
وفي الحملة الجديدة، هذه المرة، عاد السؤال من جديد: أين الطريق إلى بيت المقدس، هل يكون من الشام، أم يكون من مصر؟
وطال الأخذ والرد، ولكن الحوار رسا في النهاية أن يكون الزحف أولا على مصر، وعلى دمياط بالذات، باعتبار أنها هي مفتاح وادي النيل، فقد استذكر المجتمعون "أن ملك إنجلترا قلب الأسد كان قد نصح بغزو مصر أولا حتى يسهل استرداد بيت المقدس، كما أشار مجمع "اللاتيران" بأن تكون مصر هي هدف الحملة الأساسي، فإذا تيسر طرد المسلمين من وادي النيل فسيفقدون أغنى إقليم لديهم، ولن يستطيعوا المحافظة على أسطولهم في شرقي البحر الأبيض المتوسط، ولن يقدروا على الصمود طويلا في بيت المقدس"(1).
كان ذلك هو تقدير "الموقف" عند القادة العسكريين من الإفرنج كما أورده عدد من مؤرخي الإفرنج، وفيهم من رافق الحملة مقاتلا ومؤرخا، ذلك أن الإفرنج أدركوا بعد الحروب التي خاضوها في المشرق أن مفاتيح بيت المقدس هي في مصر، وأن عليهم أن يبدءوا بمصر أولا، باعتبار أنها الطريق الطبيعي للوصول إلى بيت المقدس، وأن مصر في تعبير قادة الإفرنج هي "رأس الأفعى". وأنها "المخزن الأكبر للإمدادات العسكرية". وأنها "تتبوأ مركز القلب من الجسد" إلى آخر هذه التعابير الإستراتيجية.
ولم يكن الإفرنج على خطأ في "تقدير الموقف" على هذا النحو، فقد شاركهم المؤرخون المسلمون في هذا التحليل. فإن مؤرخا نابها مثل ابن واصل، قد ذكر في سياق حديثه عن حملة الإفرنج الجديدة، واتجاهها نحو مصر أولا أن "الملك الناصر صلاح الدين إنما استولى على الممالك وأخرج القدس والساحل من أيدي الفرنج بملكه ديار مصر وتقويته برجالها، فالمصلحة كما قال الإفرنج أن نقصد أولا مصر ونملكها وحينئذ فلا يبقى أي مانع من أخذ القدس وغيره من البلاد"(2).
وهكذا اتجهت جيوش الإفرنج صوب دمياط، ولكنها كانت في الواقع تستهدف بيت المقدس ومضت المعركة رهيبة ومضنية، كما أسلفنا في الفصل السابق، وكانت الحرب سجالا بل أن الإفرنج قد حققوا انتصارات بارزة في مراحلها الأولى. ومع أن الشعب بقي صامدا ومصمما على القتال حتى النهاية، فإن السلطان الكامل قد وهنت عزيمته، "وتزلزل… وهم بمفارقة أرض مصر "(1) وذلك ما كان سببا في الشائعة التي تسربت إلى معسكر الإفرنج بأن "السلطان الكامل قد هرب من القاهرة" كما روى مؤرخو الإفرنج(2).
وكما يجري هذه الايام، مع إسرائيل، بدأت المفاوضات وراء الكواليس بين السلطان الكامل والإفرنج، وكان بيت المقدس هو محور المفاوضات، فإن الإفرنج قد خاضوا هذه الحملة الجديدة من أجل بيت المقدس.
وراحت الرسل ذاهبة آيبة بين الفريقين، وتبلورت المحادثات الأولية على أن يوافق السلطان الكامل على تسليم سواحل فلسطين، ومعها بيت المقدس إلى الإفرنج مقابل جلائهم عن دمياط.
ولتكون الصفقة جاهزة للاستلام والتسليم، فقد بادر السلطان إلى إصدار أوامره بتخريب أسوار بيت المقدس وأبراجها، حتى لا يستلمها الإفرنج عامرة. والذنب قبيح ولكن العذر أقبح!!
وفي شهر آذار –1219 وبيت المقدس في ذروته شتائه وبرده، راح العساكر والعمال يدمرون الأبراج والأسوار، التي حمل صلاح الدين أحجارها على كتفيه هو وأولاده، وقال أبو شامة في لهجة حزينة غاضبة: "فوقع البلد في ضجة مثل يوم القيامة، وخرج النساء والبنات والشيوخ والعجائز والشبان والصبيان إلى الصخرة والأقصى، وقطعوا شعورهم و مزقوا ثيابهم، بحيث امتلأت الصخرة ومحراب الأقصى من الشعور، وخرجوا هاربين وتركوا أموالهم وأثقالهمِ، وامتلأت الطرق.. فبعضهم إلى مصر، وبعضهم إلى الكرك وبعضهم إلى دمشق"(1).
ولكن الإفرنج رفضوا هذه الصفقة وأصروا أن يعود إليهم حصن الشوبك وقلعة الكرك بحجة أن الدفاع عن بيت المقدس لا يكون إلا من إقليم ما وراء الأردن.
وجدد الكامل عرضه على الإفرنج بأن يسلمهم "البيت المقدس وعسقلان وطبريا وصيدا وجبلة واللاذقية وجميع ما فتحه صلاح الدين من الفرنج بالساحل، ما عدا الكرك". غير أن الإفرنج عادوا "وطلبوا ثلاثمائة ألف دينار عوضا عن تخريب القدس ليعمروا بها، وإنه لا بد من الكرك"(2).
ولكن الشعب لم يكن مباليا بهذه العروض الذليلة التي كان يتقدم بها مليكه "الكامل" إلى الإفرنج، فمضى في ساحة المعركة، شأن الشعب دائما مع المحن يزداد إيمانا وصلابة.
وكان موقف الشعب هو الأكرم والأعظم، وكانت فراسته هي الأصوب، والأسلم، فقد دارت الدائرة على الفرنج، وبعد "أن كانوا في غاية الاستظهار والعنت"، ويطالبون بيت المقدس وساحل فلسطين مقابل الجلاء عن مصر ودمياط، أعلنوا مواقفتهم على الاستسلام ويطلبون "الأمان من غير عوض".
وفي اليوم الثامن من شهر أيلول 1221 انسحب الإفرنج من مواقعهم بعد أن أشعلوا النار في خيامهم، واستقلوا السفن عبر البحر الأبيض المتوسط. يحملون جرحاهم وأسراهم، وأحمالاً ثقيلة من الهزيمة على أكتافهم.
ورضي الكامل بمنح الإفرنج الأمان، مع أن رأيا آخر كان يدعو إلى "مناهضتهم واجتثاث أصلهم البتة". وإنه لو صبر الكامل يومين لأباد الإفرنج وأخذوا برقابهم". ولكن العرب ، كشأنهم اليوم، يوقفون إطلاق النار وزمام النصر بأيديهم، حتى تحل الهزيمة بشعوبهم.
وكان أن سجل التاريخ أن الله تعالى " أتى المسلمين ظفرا لم يكن في حسابهم، فإنهم كانت غاية أمانيهم أن يسلموا البلاد التي أخذت منهم بالشام ليعيدوا دمياط، فرزقهم الله إعادة دمياط وبقيت البلاد بأيديهم على حالها"(1).
وهكذا سلمت دمياط وبيت المقدس معا. غير أن تراخي الكامل وتصرفه الهزيل مع الإفرنج قد جلب على بيت المقدس أياما سوداء حملت في طياتها عارا لا يمحى. فلم تكن تمضي ثمانية أعوام حتى بدأ الإفرنج يخططون لحملة جديدة على المشرق العربي تستهدف بيت المقدس.
وكان الكامل هو "بطل" هذه المأساة المروعة،
ولقد أسهمت كتب التاريخ، بمراجعها العربية والأجنبية، عن تفاصيل ما حل ببيت المقدس في تلك الحقبة الرهيبة، وعلى يدي الملك الكامل.
ويقول أحد المؤرخون (وقد نُكبنا ببيت المقدس، لما حل بها بعد الاحتلال الإسرائيلي، لا أجد قلمي قادرا أن يكتب قليلا أو كثيرا عما فعل الكامل ببيت المقدس. ولم يعد أمامي إلا أن يسعفني المؤرخون العرب الأوائل فيما كتبوا لنا عن تلك المحنة الغابرة التي نسيناها في ظلام المحنة الحاضرة...)
وتبدأ مأساة بيت المقدس، بالخلاف الذي نشب بين الملك الكامل وأخيه المعظم فيقول المؤرخون: "وتأكدت الوحشة بين الكامل وأخيه المعظم، فبعث الكامل إلى ملك الإفرنج، يريد منه أن يقدم إلى عكا، ووعده أن يعطيه بعض ما بيد المسلمين من بلاد الشام، ليشغل سر أخيه المعظم، فتجهز الإمبراطور ملك الفرنج لقصد الساحل".
وفي رواية أوضح، وأكثر تحديدا بالنسبة إلى بيت المقدس، "فإن الملك العادل طلب من الإمبراطور فردريك أن يحضر إلى الشام والساحل ويعطيه البيت المقدَّس، وجميع فتوح صلاح الدين بالساحل" وكان يحمل هذه الرسالة إلى الإمبراطور الأمير فخر الدين. وهو لا فخر، ولا دين!!
وأرسل ملك الإفرنج مع رسوله "هدية سنية وتحفا غريبة إلى الملك الكامل، وكان فيها عدة خيول منها فرس الملك، بمركب ذهب مرصع بجواهر فاخرة فتلقاه بالإقامة من الإسكندرية إلى القاهرة، وتلقاه بالقرب من القاهرة بنفسه وأكرمه إكراما زائدا، وأنزله في دار الوزير، وأهتم الكامل بتجهيز هدية سنية إلى ملك الفرنج، فيها من تحف الهند واليمن والعراق والشام ومصر والعجم. وفيها سرج من ذهب، وفيها جوهر بعشرة آلاف دينار مصرية".
ومضت أيام، ومضى معها التاريخ يقول :"…..ومات الملك المعظم صاحب دمشق، وكان قد خافه الملك الكامل، فسرَّ بموته". أي سر الأخ بوفاة أخيه، وكذلك حال الملوك!! ثم يمضي التاريخ كأنه يحكي أسطورة مسلية وقال "وقدم الإمبراطور ملك الإفرنج إلى عكا باستدعاء الملك الكامل، كما تقدم، ليشغل سر أخيه المعظم، فاتفق موت المعظم، فتحير الملك الكامل، ولم يمكنه دفع الإمبراطورية ولا محاربته، فراسله ولاطفه"!!
وفي مثل قصص العجائز راح التاريخ يقترب من المأساة؛ وقال: "...وكان الكامل على تل العجول (جنوب غزة) وملك الفرنج بعكا، والرسل تتردد بين الملك الكامل وبين الإمبراطور فردريك ملك الفرنج، إلى أن وقع الاتفاق أن ملك الفرنج يأخذ القدس من المسلمين وأن الحرم بما حواه من الصخرة والمسجد الأقصى يكون بأيدي المسلمين، وأن تكون القرى التي في ما بين عكا ويافا، وبين لد والقدس بأيدي الفرنج".
وتبريرا لهذه المصيبة الدهماء في تسليم بيت المقدس إلى الإفرنج من غير قتال ولا نزال، قال التاريخ "إن الكامل تورط مع ملك الفرنج، وخاف من غائلته، عجزا عن مقاومته، فأرضاه بذلك، فلما اتفقا على ذلك عقدت الهدنة بينهما، مدة عشر سنين وخمسة أشهر وأربعين يوما، وحلف الملك الكامل وملك الفرنج على ما تقرر"!!
وجاء دور التنفيذ الرهيب، وبرزت المأساة الدامية، من بين سطور ذلك الاتفاق المروع، وقال التاريخ :" وبعث الملك الكامل فنودي بالقدس بخروج المسلمين منه، وتسليمه إلى الفرنج، فاشتد البكاء وعظم الصراخ والعويل، وحضر المؤذنون والأئمة من القدس إلى مخيم الكامل، وأذنوا على بابه في غير وقت الأذان (استنكارا واحتجاجا)، فعظم على أهل الإسلام هذه البلاء، واشتد الاستنكار على الملك الكامل وكثرت الشناعات عليه في سائر الأقطار. ودخل الإمبراطور القدس، وسار إلى المسجد الأقصى وفيه الصخرة، وصعد درج المنبر. ولم يؤذن المؤذنون تلك الليلة".
ثم جاء دور الشعب الغاضب، فقال التاريخ "واشتد التشنيع على الملك الكامل لتسليمه القدس للفرنج، فنفرت قلوب الرعية وحزن الناس على استيلاء الفرنج على بيت المقدس. واجتمع بجامع دمشق ما لا يحصى عدده من الناس، وعلت أصواتهم بالصراخ، واشتد بكاؤهم وأنشد الحافظ شمس الدين قصيدة في ثلاثمائة بيت منها:
علـى قبـة المعراج والصخـرة التـي
تفاخـر ما في الأرض مـن صخـرات
مـدارس آيات خلـت من تـلاوة
ومنـزل وحـي مقفـر العرصـات
"فلم يُرَ في دمشق أكثر بكاء من ذلك اليوم"(1).
تلك هي المأساة الرهيبة التي عاشها بيت المقدس، يسلمها إلى الإفرنج ملك مصر نكاية بأخيه ملك دمشق، فضجت دنيا العروبة والإسلام، وناحت مآذن الصخرة والأقصى "وقامت القيامة في جميع بلاد الإسلام، واشتدت العظايم بحيث أقيمت المآتم"(1) ثم جاءت أيام أشد سوادا و بلاء على بيت المقدس، (1234-1244) فكانت المصيبه هذه المرة على أيدي ثلاثة هم الصالح أيوب ملك مصر، والصالح إسماعيل ملك دمشق والناصر داود ملك الأردن، فقد تباروا في مصانعة الإفرنج ومحالفتهم، نكاية لبعضهم بعضا(2).
وبلغ الأمر بهم أن عرضوا على الفرنج أن تكون لهم السيطرة الكاملة على بيت المقدس بما فيها المسجد الأقصى وقبة الصخرة "وتمكن الفرنج من الصخرة بالقدس وجلسوا فوقها بالخمر، وعلقوا الجرس على المسجد الأقصى".
وصادف في ذلك العام، أن ذهب إلى بيت المقدس، المؤرخ المعروف ابن واصل، فكان شاهد عيان فقال "فرأيت الرهبان على الصخرة، وعليها قناني الخمر، ورأيت الجرس في المسجد الأقصى، وأبطل الأذان
بالحرم" (3).
ولم يطل هذا الهوان على بيت المقدس ففي صيف ذلك العام، اجتاحت جيوش إسلامية-الخوارزمية-ديار الشام، فهاجموا الإفرنج في مواقع متعددة، واقتحموا بيت المقدس. وطردوا الإفرنج منها وبذلك تحرر بيت المقدس من الافرنج، ومن الملوك والأمراء الذين خانوا بيت المقدس.
وبقي بيت المقدس قرابة سبعماية عام في يد أصحابه من المسُلمين والمسيحيين، إلى أن جاء عام 1918 لتبدأ مأساة العرب الكبرى في القرن العشرين.
وفي غمرةالعرب والإفرنج الحلفاء أبان الحرب العالمية الأولى ، احتل الجنرال اللنبي مدينة القدس، وأعلن كلمته الشهيرة :"اليوم انتهت الحروب الصليبية". وأعقبه، بعد ذلك بعامين الجنرال الإفرنسي غورو وهو يقف على قبر صلاح الدين في دمشق وقال :"ها نحن عدنا ثانية يا صلاح الدين"!!
ثم جاء عام 1948 وقامت إسرائيل بأيدي دول الحلفاء، حلفاء الأمة العربية، وسقط بيت المقدس خارج السور بيد إسرائيل، وسُمي القدس الجديدة.
ثم جاءت حرب الأيام الستة في عام 1967 وسقط بيت المقدس داخل الأسوار، بيد إسرائيل، وسُمِّي الحي الشرقي لأورشليم.
وأصبح بيت المقدس، داخل الأسوار وخارجها، العاصمة الموحدة لإسرائيل، وفشت الشياطين في ساحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة وراح الشباب اليهود والنساء اليهوديات يعهرن مع الرجال. وفتيان اليهود وفتياتهم يجلسون على مقاعد الوضوء حول بركة المسجد الأقصى في فسق وفجور. تماما تماما، كما فعل الفرنج، قبل سبعة قرون، يوم استلموا بيت المقدس من الملوك الثلاثة:
الصالح أيوب ملك مصر.
والصالح إسماعيل ملك دمشق.
والناصر داود ملك الأردن.
ويتساءل المواطن العربي المعاصر، وقد شهد المآسي الرهيبة التي حلت في بيت المقدس في العصر الحديث. يتساءل كيف تم ذلك.
كيف تم ذلك، والأمة العربية تتألف في ذالك الوقت من مائة وعشرين مليوناً، والشعوب الإسلامية تتألف من سبعماية مليون .
والجواب بسيط، إن الأمة العربية ومعها الشعوب الإسلامية، يقودها العشرات من الملوك والرؤساء والأمراء على حين أن إسرائيل لم يكن يقودها إلا رجل واحد اسمه بن غوريون في عام 1948، وأمرأة واحدة بعده اسمها غولدا مائير.
وكذلك كان شأن بيت المقدس عبر التاريخ. عربية إسلامية في ظلال دولة الوحدة، وتحت الاحتلال والإذلال في عهود التجزئة والفرقة والانفصال.
وما أشبه الليلة بالبارحة.
الموضوع شائك كثيرا وهناك رائحة منتنة تنبعث من عدة اماكن وجحور.اسرائيل ضمت القدس رسميا وقانونيا واعلنتها عاصمة موحدة لها ولليهود غير قابلة للتقسيم ابدا وهذه سياسة معلنة علنية غير خافية على احد واسرائيل تحت حكومة بقيادة الليكود الذي من ميثاقه المكتوب ان الضفتين لليهود وليس فقط نصف فلسطين.لو كان جماعتنا لديهم رؤية واستراتيجية وسياسة عميقة تجاه الموضوع لخرسنا ووضعنا صرماية في افواهنا ولكن كل الخدمات التي تقدم لاسرائيل بقيادة نتنياهو الليكودي هي خدمات مجانية تقربا الى البيت الابيض وليس البيت العتيق وب والعباد.قبل ايام كان حاكم نيوجيرسي كريستي بزيارة القدس والاراضي الفلسطينية المحتلة وخرج بنصيحة لاسرائيل بعدم الانسحاب ابدا من اي شبر من الاراضي المحتلة وبعد انتهاء الزيارة ذهب الى عمان لقضاء الويك اند بضيافة الملك عبدالله والعائلة.فهمتوا شيئ؟ والله ولا انا....
لا نستحق القدس نحن ...........
الأخ صاحب التعليق رقم(8), صلاح الدين الأيوبي كان قائدا عظيما و مجاهدا, و ليس عندنا مثله....................
شكرا .... لكن كم بقيت القدس محتلة بعد صلاح الدين (رحمه الله)
تعليق رقم 8 ما اشبه اليوم بالبارحة.حرب الايام الستة لم تكن حرب بالمعنى المتعارف عليه.كانت عملية تسليم رسمية لبيت المقدس لليهود ومن ثم ابرم من سلموها الصلح مع اليهود.....ماذا سيكتب التاريخ عن هذه الحقبة يا ترى ؟ هل يمكن خداع الذات بمواصلة تزوير التاريخ والضحك على الذقون؟ لا اظن ذلك.
الى13محمد ياسر:1-تقول انها عميلة تسليم رسمية للقدس عام1967-هل كنت شاهدا على عملية التسليم؟ماذا تقول لذوي264 شهيدا من كتيبة الحسين الثانية لوحدها عدا بقية الشهداء والوحدات العسكرية الاردنية2- من الذي يزور التاريخ؟هل تتفضل وتراجع القيادة العامة للاطلاع على مفكرة الحرب التي سجلت كل حروب الجيش العربي دقيقة بدقيقة؟3- حرام عليكم ايها الناس.انتم تقتلون روح التضحية والفداء في نفوس اجيالنا الشابة التي نعول عليها لاسترداد القدس.قل خيرا وحقيقة او اصمت هدانا الله واياك
عجبت لكلامك يأ أخي . وأريد أن اسرد عليك بعض شهداء عشيرة أردنيه واحدة في فلسطين . وهي مثال لباقي اهل الأردن وعشائرة وليس استثناءً .
هل تستطيع يا أخي (أن كنت تؤمن بالله) أن تحاجج ايا منهم أمام الحق يوم القيامه على كلامك على تخوينهم . ورفاتهم لم ترجع من ثرى فلسطين أبداُ ؟
عطا الله صالح سليمان الحويطات..
مرزوق سليمان سالم الحويطات..
هليل سالم علي السليمانيينالحويطات
سلطان عتيق العودات الحويطات..
عبدالله عبيد عيد العمارين الحويطات..
عتيق سليمان سليم الحويطات..
ملاح محمد دحيلان التوايهة الحويطات
سويلم هويمل نصار الحويطات..
عواد سليمان عودة الحساسين الحويطات..
هويمل سلامة سالم الرشود الحويطات..
مسعد محمد سليمان النجادات الحويطات
سلمان سعيد سليمان النجادات الحويطات..
سعود عطيه سلامة الحويطات....
ثاني بخيت فرج المراعية الحويطات
مفلح سالم عودة السليمانيين الحويطات..
محمد عطية عوض الحويطات..
حمودة عقيل مهاوش الحويطات....
مخلد محمد مقبول الحويطات..
محمد عودة سلامة الحويطات..
دخل الله سالم النجادات.الحويطات.
عبد الهادي حسن نصار العودات الحويطات..
عثمان محمود سالم الحويطات....
سالم محمد هويمل النواصرة الحويطات..
عودة عيد مسلم السعيدين الحويطات
جريبان سالم قاسم الحويطات..
مذلول سليمان راعي الحويطات..
سند مرعي ركيبات الحويطات..
شجاع صبيح عبدالله الحويطات..
سليمان عبد سعد الحويطات....
سالم عودة رشيد الجازي الحويطات..
حامد عقلة مهاوش الذيابات الحويطات...
علي رفيفان طلاق الحويطات..
عايض علي صالح الحويطات..
سالم موسى محمد الحويطات..
سحمي محمد بطي الحويطات..
علي سليمان ابراهيم الحويطات..
عبدالله زعل فارس الحويطات..
محمد سالم فرج الربعين الحويطات..
عطاالله عتيق عودة الحويطات..
محمد عقلة عودة الحويطات..
ان لم تسمع بحي "عصفورة" في مدينة المفرق فاسال عنه. في حرب الـ 67 التي تتحدث عنها لا اعرف اين كنت او كيف نجا والدك واقاربك ولا تفسير لذلك الا بهروبكم من الحرب، في الوقت الذي لم يخلوا فيه احد بيوت هذا الحي على فقد ابن او اخ او اب في سبيل فلسطين في تلك الحرب
اخي
نحن اجيال الهزائمن نرثها جيل عن جيل بسبب عقد ضعفنا التي نبحث عن تبرير هزائمنا للتخفيف منها. عندما نتجاوز عقد تحميل اسباب هزائنما لمثل الاسباب التي ذكرت سنسترد فلسطين والقدس
حي عصفورة ...يأأأأأه على أيام ع. قندح !!!!
أعتقد انه لايختلف معي طفلين .على ان صحيقة يدعوت احرنوت .صحيفه رغم خبثها .تبقى ساذجه وهامله ..ومن الطبيعي ان تحمي قوات الاحتلال وتحرس كل الناس ..كما تحرس الحكومات الاردنيه وغير الاردنيه المسؤولين الاسرائليين عندما يزورون الاردن خاصة الزيارت الرسميه والمكشوفه ..
ببساطة... التاريخ يعيد نفسة ...فهل سنتعلم من ذلك ؟؟؟؟
الى الأخوة المعترضين على كلام الجاسر: نعم هناك شهداء شرق النهر وهم في عيوننا ورحمهم الله جميعا وجميع من جاهد في فلسطين - إلا أن التسليم لا يتم أمام أعين البسطاء من الناس وغير المطلعين على مجريات الأمور
الشهداء اشرف من جميعا.لم احط من قدر الشهداء باي لحظة وباي صورة.نعم يا اخي شهدت الحرب شخصيا واعرف التفاصيل ورايت احد المعارك بين الجيش الاردني وجيش الاحتلال.لا ازال اقول ان المعارك في 67 كانت مبادرة شخصية من ابطال الجيش الاردني الذين طعنوا من الخلف بحرب غير متكافئة البتة وبقيادة غير مجربة اوقعت بهم في المهالك.لا ازال عند رأيي ان الحرب في 67 مسرحية والمصيبة ان الذين خسروا الحرب احتفظوا بمواقعهم ومناصبهم كلهم لا بل اصبحوا يعاملون معاملة الابطال الفاتحين.رجاء لا تخلطوا بين الاحداث والاراء والوقائع.
يا أخ محمد , أنطلاقه حرب 67 تعود لأسباب خارج الأردن تماماً , أذا كنت تذكر المرحله فقد كان التراشق الأعلامي المصري العراقي والسعودي على أشدة . كان عبد الناصر يدبر المؤامرات للأنظمه العربيه ويشتمها باقذع الألفاظ سوقيه . وفي المقابل لا نزال نذكر الأعلام العراقي الذي كان يقول أن مرور السفن الأسرائيليه من تيران يتم تحت بصر عبد الناصر . في جو من المزايدات بين الأنظمه (القوميه) في الوطن العربي . مما انتهى بعبد الناصر بطرد المراقبين الدوليين في سيناء واغلاق تيران من قبل مصر وعلى الفور اعلنت اسرائيل هذا الأغلاق عملاً من اعمال الحرب.
أما تحليلات العديد من الخبراء الدوليين فيشير الى أن الأتحاد السوفييتي كان له دوراَ في التأثير على الأنظمه القوميه والأشتراكيه العربيه حينها وذلك في مرحله حاسمه من حرب فيتنام ولذلك لتوريط الأمريكيين في تدخل آخر وتخفيف الضغط عن جيش شمال فيتنام ولتفادي سقوط فيتنام في المعسكر الغربي (وعلى مقربه من الأتحاد السوفييتي وفي نطاقه الحيوي) .
كما تعلم أن الشهيد وصفي كان مدركاُ تماماٌ للواقع وكان معترضاُ على أدخال الأردن الأمه العربيه في هذا الفخ .
للعلم فقط وللتاريخ هناك كتائب أردنيه ومنها الحسين الثانيه لمدة يومين من اعلان وقف اطلاق النار من قبل مصر وسوريا . بل أن هناك كتيبه أردنيه ابيدت ولم يبق منها الا ثلاثين جريحاُ.