أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


المهمة الجوهرية الان: حكومة وطنية

بقلم : ناهض حتر
22-04-2012 12:34 AM




مثلما توقعنا منذ عدة شهور, اصبح من الواضح ان اجراء الانتخابات النيابية هذا العام, ليس ممكنا. موعدها الممكن في العام .2013 وعندها سوف تُجرى بقانون انتخابات مسلوق, وفي ظل انقسامات سياسية حول كل الملفات الوطنية. وفي الاثناء, تتعاظم الازمة الاقتصادية ¯ الاجتماعية, ويتفاقم مأزق المالية العامة من تصاعد المديونية والعجز.

تسويفات حكومة عون الخصاونة فيما يتصل بقوانين الاصلاح السياسي, نجحت في مدّ عمرها. وستكون كارثة اذا بقي الخصاونة في الدوار الرابع حتى .2013 انها حكومة معزولة, ولا يأخذها احد على محمل الجد, سواء بسبب غيابها عن حقائق الواقع ومتطلباته, او بسبب النظر اليها كحكومة مؤقتة. الان, ومع ظهور احتمالات استمرارها فترة اطول, ستتكوّن جبهة من ائتلاف شعبي وبيروقراطي ضدها.

إذا اراد المرء ان يصف بإيجاز ما الذي يحدث في الاردن منذ مطلع ,2011 فلن يجد افضل من هاتين الكلمتين: تقطيع الوقت. لكن الوقت, في الحقيقة, هو الذي يقطعنا, فنحن نواجه ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية لها طابع تدميري. والتعامل الناجع مع هذه الازمات, لا ينتظر الانتخابات ولا الحكومة المنبثقة عنها. بالعكس, الانتخابات في ظل الازمات والانقسامات, ستكون وصفة لتفجير المشهد كله, وإطلاق الشياطين السود من مكامنها.

لا يستطيع المرء الا ان ينظر بروح ايجابية الى التوجّه الملكي نحو الالتزام بشروط الولاية العامة للحكومة, لكنها مفارقة ان يكون ذلك الالتزام نحو حكومة متواضعة التمثيل والتشكيل والامكانات, وتتمحور نشاطاتها حول هدف واحد هو تسخير كل الاوراق لتأمين فوز رئيسها ¯ وشلته ¯ في الانتخابات النيابية المقبلة.

الولاية العامة الان هي مربط الفرس في كل عملية التحول الديموقراطي في البلاد. ولكن الحكومة التي تستحق الحصول على الولاية العامة هي حكومة وطنية تمثل اوسع الاطياف السياسية والاجتماعية, وتضم افضل عناصر النخبة السياسية والتكنوقراطية, وتلتزم ببرنامج اصلاحات واسعة, وتمهد الطريق لحكومة برلمانية.

بدلا من اللقاء والتفاهم حول المرحلة المقبلة, انشغل الحراك والقصر معا بملف جانبي; تصعيد لفظي وتصعيد امني, بينما جرى ترك السياسة لحكومة ملتزمة بأجندة خارجية وأخرى خاصة, وها نحن سننشغل في مناقشات وصراعات حول قانون الانتخاب, النظام الانتخابي, الحملة الانتخابية, والانتخابات. وفي الاثناء, سوف تصطدم رؤوسنا بالجدار. وسيدفع الكادحون, الثمن الباهظ للتسويف والاجندات الخاصة.

المهمة الملحة المطروحة الان على جدول الاعمال الاردني, ليست الانتخابات ( فلتجر في موعدها العام 2014), وإنما تشكيل حكومة وطنية تحظى بالولاية العامة, وتبدأ, فورا, بتنفيذ برنامج التغيير الاقتصادي ¯ الاجتماعي ( وفي مقدمته تصفية حقبة النيوليبرالية والخصخصة والفساد) بدلا من انتظار المنح والمساعدات التي اصبحت فاتورتها السياسية اليوم باهظة جدا, بل ربما تساوي وجودنا الوطني نفسه.


ynoon1@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
22-04-2012 10:50 AM

يسعد صباحك الطيب أستاذ حتر صباح الحب والانتماء لثرى هذا الوطن الطهور لم أكن اعلم انك رسام موهوب فقد رسمت اليوم بمقالك لوحة صادقة للوطن بكل حفرها عجزها وعيوبها وهي تخلو من اية خطوات اصلاحية لكل مواطن يمعن النظر في لوحتك. ان اولى خطوات الاصلاح تبدأ في محاربة الفساد والفاسدين ويبدوا ان رئيس وزرائنا لا يريد هذه الخطوة بل يريد القفز عن مسألة الفساد والفاسدين كون معظمهم يحمل رتبة دولة و معالي عطوفة وباشا فلا يجوز محاسبتهم والعجز في الميزانية لا يزال عند خط العشرين مليار. في اسرائيل اكبر دولة ديمقراطية في العالم ادين رئيس وزرائها السابق ايهود اولمرت واتهمتهم المحكمة باخذ رشاوى من مطوري مشروع عقاري ضخم في القدس باسم هولي لاند وزج في السجن بعد دفع الغرامات محاسب عادي في وزارة المالية الاسرائيلية استدعا بنيامين نتياهو الى مكتبه لمراجعة فاتورة غذاء بينما كان الرئيس في زيارة رسمية لنيويورك كانت الفاتورة لشخصين وعند السوأل اعتذر الرئيس كون الاخر هو زميلة و ترب من اتراب الطفولة وقد دعاه للغذاء معه في مطعم ثلاثة نجوم في مانهتان وحرر شيكا بالفرقية باسم وزارة المالية وشكر المحاسب لانتمائه لدولة اسرائيل نعم استاذ حتر احنا فين والاصلاح فين!!!

2) تعليق بواسطة :
22-04-2012 02:55 PM

ياسيد ناهض حتر قبل اشهر عديده مضت كتبت اكثر من مقال كنت تنادي ان تحل قضايا الفساد دفعة واحده وفي وقت واحد قبل الحديث عن مرحله مهمه وهي الانتخابات لمجلس النواب توقعنا ان كتاباتك ستلقي من النظام صدى ايجابي يتبني هذا المطلب الوطني ، كي تكون الاجواء صحيه لاختيار نواب الوطن ، لكن النهج واضح الان وزاد وضوحا لكل افراد الشعب ان عجلة الاصلاح عند النظام معطوبه، وبعد ايام من تشكيل حكومة الخصاونه اتضح صحة تحليلاتك انت وغيرك الان انها امتداد للحكومات سابقة بوجوه مختلفة ، تشكيل حكومه وطنيه تحضى بالولايه العامه هذا معناه ايضا وجوب حل البرلمان الحالي وإلا سيكون حجر عثرة في طريقها برموزه الحاليه المزوره والشكليه ، إلا ان كان من صلاحية الحكومه الوطنيه ان تتخطى دستور الدولة ؟ وهذا يعني اعلان حالة الطوارىء في البلاد ، المطلب حلم جميل لكنه ضرب من الاوهام والخيال ولن يتحقق بظل هذا النظام وسياسة افراده ونهجهم الذي ايضا يلتزم بتعليمات تفرض من الخارج . اقتراحك هذا يساعد على تقطيع الوقت ان صدقناه فمن المخول باختيار افراد هذه الحكومه فلا جامع للحراك الشعبي الشبابي من شماله لوسطه لجنوبه ولم نشهد لتكاتف احزاب مشتته ومخترقه لتتوحد وتشكل قوة تتصدى لنهج الحكومه وقراراتها او قرارات وتصريحات غيرها، او تحاول ان تقود الشارع وتقف بمستوى الاحزاب الاسلاميه بتاثيرها ؛ الفرصه الوحيده هي التعبئه السليمه للمواطن لاختيار النائب الوطني الحقيقي خلال هذا العام وتوصيل نخبه من ابناء الوطن تكون حريصه على ترابه وهويته وعدالته الاجتماعية والسير بالاصلاحات الحقيقيه ومهما كان الاختيار بنتيجته متواضعا سيكون اسلم باضعاف لما هو عليه حاليا على الاقل ان نجحنا في توصيل ثلث عدد النواب من ابناء الوطن المخلصين بالبرلمان القادم فالامل ان تتكون منهم شخصية قياديه وطنيه ينتظرها ابناء الشعب تجمعهم وتوحدهم وتقود المسيرة الحقيقيه للاصلاح المنشود . طبعا هذا حلم ايضا لكنه اقرب قليلا للواقع من حلمك في المقال .
اما المديونيه فحلها يراد لها اعوام والشعب الكادح ان لمس الصدق في النهج و الاصلاح ومعاقبة الفاسد سيصبر ، واخيرا سيد البلاد أكد اكثر من مرة للشعب ان الانتخابات ستجرى هذا العام !! فلا تشبية يفترض لهذه التصريحات ان تكون او تقارن مع مستوى تأكيدات وتصريحات الناطق الرسمي للحكومه .

3) تعليق بواسطة :
22-04-2012 05:09 PM

الحكومة سيئة ومقرفة ما اختلفناش
لكن ان تقول :( لا يستطيع المرء الا ان ينظر بروح ايجابية الى التوجّه الملكي نحو الالتزام بشروط الولاية العامة للحكومة)
يازلمه اتقي ربك !!!
لحن الغزل بالقصر من مناضل مستوزر دائما يخرج نشازا

4) تعليق بواسطة :
22-04-2012 08:58 PM

يا ناهض حتر احسدك على روح التفاؤل لديك هل ما زلت ترى نورا في نهاية النفق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012