أضف إلى المفضلة
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 11 كانون الثاني/يناير 2025


رجاءً، دعونا نخرج من هذه «الدربكة»!

بقلم : حسين الرواشدة
23-04-2012 12:36 AM




دعونا نفترض جدلاً بأننا نستطيع ان نقنع الآلاف الذين يخرجون اسبوعيا في معظم المحافظات مطالبين بالاصلاح بالكف عن التظاهر والاحتجاج، ونقنع النخب والاحزاب - بمن فيها الاسلاميون – بقبول ما قدمناه من وصفات اصلاحية وتشريعات سياسية، وبالانصراف – راشدين – من الشارع للجلوس على طاولة الحوار.

دعونا نفترض –جدلاً ايضاً – بأننا نستطيع ان ندفع بعشرات الآلاف من المواطنين لاقامة مهرجانات حافلة تحتفي بما انجزناه من اصلاحات، وترفع الشكر والاعتزاز للحكومة وللنواب وتتعهد بمواجهة “الانتهازيين” ومنعهم من تعكير صفو المجتمع وأمنه واستقراره.

لو حصل ذلك، واكثر منه، هل بوسعنا ان نطمئن بأن بلدنا بخير، وبأن ازماتنا حُلّت، ومشكلاتنا انتهت؟ هل الاصلاح الذي انجزناه حتى الآن سيضعنا على سكة السلامة؟ هل بوسعنا ان نقنع الاغلبية التي ما تزال صامتة بمزيد من الصبر على الفقر والبطالة، وانتظار الفرج “الاقتصادي”؟ هل بوسعنا ان نمنع “الفاسدين” من نهب المزيد من الاموال، ونمنع “الانتهازيين” من اختطاف السلطة والصلاحيات، ونعيد للعمل العام اخلاقياته التي انقرضت؟ هل نستطيع ان نقيم موازين العدالة ليقف الناس امامها بلا تمييز؟

المشكلة إذن ليست في “احتياجات” الشارع ولا في “الاحزاب” التي تنظم المسيرات، ولا في الاسلاميين الذين “لا يعجبهم العجب” ولا في الشباب الذين كسروا عصا الطاعة وتمردوا على “الاوامر”؛ المشكلة مع الناس الذين اكتشفوا بأنهم تغيروا وصار لزاماً على “المسؤول” ان يتغير ايضاً، مع الناس الذين فطنوا لحقوقهم وما لحق بهم من ظلم فنهضوا للمطالبة بها، حتى وهم جالسون في بيوتهم، مع هؤلاء الذين اتعبتهم مقررات السياسة واخطاؤها، وانتظروا طويلا ساعة “الفرج” لكنهم تفاجأوا بواقع لم تصدقه اعينهم، المشكلة مع “الصمت” حين لا يستطيع احد ان يتنبأ بموعد انقطاعه، ومع “الصبر” الذي لا نعرف متى يتحول الى “قهر”، ومع الاحتقانات التي لا ندرك انها قد تتغلغل وتمتد وتنفجر ايضا.

يمكن ان ينجح البعض في “اجهاض” مشروع الاصلاح، او – على الاقل – تأجيله وترحيله الى وقت قد يطول، ويمكن –ايضا- ان ينجح بتصميم مخارج “انتخابية” واخرى “تشريعية” وان يجتهد في “الترويج” وفي تزيين الصورة، لكن هل نستطيع ان نقنع انفسنا بأننا “تجاوزنا” امتحان الاصلاح بنجاح، او ان بلدنا خرج من الربيع العربي الى صيف مشمس لا تتوعده العواصف الرملية؟ هل نطمئن بأننا حجزنا “مقعدا” مريحا في قطار “الاستثناء” الذي ازدحم الآخرون بحثاً عن مقاعد لهم فيه.

رجاءً، دعونا نخرج من هذه “الدربكة” ونتوجه الى عنوان وحيد هو خيارنا وفرصتنا الاخيرة، عنوان “التحول” الديمقراطي الحقيقي الذي جرّبه غيرنا منذ زمن بعيد، لا جدوى من التأجيل ومن “التزويق”،، لا معنى لكل هذه السجالات والمناورات، نريد ان نكسب الوقت، ونكسب البلد ايضاً، نريد ان تخرج “ثورة” سلمية من رحم نظامنا السياسي، وان يقتنع بها كل الناس.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012