أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


الاصلاح الشامل ضرورة سياسية واقتصادية وامنية بالدرجة الاولى

بقلم : طاهر العدوان
10-05-2012 07:45 PM
* الطبيعة السلمية للحراك الشعبي يجب ان تشجع الدولة على الاسراع في الاصلاح لا التراجع عنه او الالتفاف حوله

نعيش زمن الثورات الجارفة والمتغيرات التاريخية العميقة . ما يجري في ظل الربيع العربي ليس اعادة انتاج لأحداث الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حيث كانت حركات التغيير تتمثل بالانقلابات العسكرية وأحزاب النخب. نحن امام شعوب عربية حسمت أمرها حول شكل الحكم الذي تريده وهي تسعى اليه بدون أية حسابات للتكلفة . فالحرية والكرامة لم تعد عند المواطن مجرد شعار سياسي انما شعور متدفق بانه انسان له حقوق سياسية كباقي شعوب الارض . وان إهدار هذه الحقوق من قبل السلطة لم يعد مقبولا ولا متحملا تحت شعارات كاذبة عن التحرير والاشتراكية والتنمية والأمن والاستقرار الخ. حيث تحولت الشعوب العربية وأوطانها الي مزارع للحكام وغدا الوطن العربي بحيرة آسنة من الاستبداد والفساد والفقر والإرهاب . حال الشعوب العربية اليوم واحد . فالأصلاح الشامل مطلبها جميعا، بعضها أراد ويريد إسقاط الأنظمة حتى لو سالت الدماء انهارا وبعضها يريد إصلاح الأنظمة بالحوار والمظاهرات والمسيرات السلمية . والحمد لله ان الأردنيين اتخذوا الخيار الاخير غير ناكرين او جاحدين للنظام الهاشمي الذي أقيم مع قيام الدولة. فلم يعرفوا في ظله استبدادا ولم يقابل يوما مطالبهم بالنار والدم والحديد كما لم يتخلوا عن حماية النظام في الازمات والشدائد . اليوم نحن امام زمن اخر ، نعيش حقبة تاريخية جارفة . فالاصلاحات الشاملة التي تطالب بها الشعوب ، ومنها الشعب الاردني اصبحت استحقاقا لا مناص عنه . ' ويفوز بالاء بل' الحاكم الذي يجتاز هذه المرحلة بانجاز الاصلاح سلميا ويرضي ضميره وشعبه باعادة اهم وأقدس حقوقه وهي ان 'الشعب مصدر السلطات .' في الاردن يخطئ من يعتقد بان اقتصار الحراك الشعبي على المسيرات الاسبوعية مبرر للتراجع عن الاصلاح الشامل ، انه خطا كبير تتبناه بعض النخب وقوى الشد العكسي التي لا ترى أبعد من انفها ولا يهمها غير الحفاظ على مصالحها وامتيازاتها ، فالاصلاح الشامل ليس فقط ضرورة سياسية واقتصادية انما ، وبالدرجة الاولى أمنية . الاردنيون يضعون ايديهم على قلوبهم ، خوفا على بلدهم ، كلما شاهدوا الدماء النازفة والخراب في شوارع الربيع العربي وكما وصف الكاتب المبدع احمد حسن الزعبي فإننا جميعا نحتاج ل ' طاسة الرعبة'خوفا على بلدنا عندما نشعر بان الاصلاحات تتراجع او يتم الالتفاف من حولها. ومن الحكمة والحصافة السياسية ان تشجع الطبيعة السلمية للحراك الشعبي واقتصاره على المسيرات الاسبوعية ان يشجع الدولة والحكومة على الإسراع في الاصلاح واستباق الاحداث من حولنا بإعادة الثقة بين المواطنين وبين دولتهم ، بدل الإصغاء الى المراهنات والاستنتاجات الخاطئة بان المطالب الاصلاحية هي مجرد شعارات لفئة محدودة من الشعب وان لعبة كسب الوقت ستشهد انتهاء الحراك . هذا وقت الجراة في القول والاخلاص في النصيحة بل انه واجب السياسيين والكتاب والمثقفين للإعلان بان مطالب الاصلاح لا تقتصر على الحراك الشعبي الأسبوعي ولا على الاعتصامات المحدودة هنا وهناك انما هي مطلب يلتف حوله الاردنيون في مدنهم واريافهم وباديته، فلا يجتمع اثنين الا والحديث في شؤؤن الاصلاح ثالثهما وهم ينظرون الى تبني الملك للاصلاح بكل جدية . لا وقت للحسابات الخاطئة في زمن ثبت فيه ان اصغر خطا يصبح كارثيا على الجميع . ولا مجال للمزايدات في الوطنية والانتماء نحن جميعا في قارب واحد ولا يصح الا الصحيح

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-05-2012 12:40 AM

ليتهم يقرؤون المشهد بالشكل الصحيح في ظل مسيرات سلميه الى حد الآن ويقدمون الاصلاح الحقيقي والمطلوب .هذا الهدوء الذي يسبق العاصفه.ولا يضع النظام رجليه في المياه البارده لفتور الحراك الشعبي .ان قوى الشد العكسي لازالوا يعيشون في ماضيهم الجميل من نهب اموال الدوله بلا رقيب او حسيب.وظنآ منهم انهم انتصروا على الحراك .هناك قرارات من الحكومه لرفع الاسعار وهذا سيكون الفتيل لاشعال مظاهرات عارمه وان غدآ لناضره قريب. (أرى تحت الرماد وميض نارا واخشى ان يكون له ضرام)

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012