|
|
الحكومة ورفع الاسعار
بقلم : د. رحيّل غرايبة
10-05-2012 11:13 PM يبدو ان الحكومة اصبحت قاب قوسين او ادنى من اتخاذ قرار برفع اسعار الكهرباء, ورفع اسعار الوقود, بعد ان اطمأنت قليلا الى انخفاض زخم الحراك الشعبي, الذي استطاع ان يحول دون اتخاذ هذا القرار لمدة عام ونيف, واعتماداً على قراءة خاطئة للمشهد المحلي وتقدير غير موضوعي للنتائج المترتبة على هذا القرار, ولكن لا بد مما ليس منه بد.
صيف الاردنيين هذا العام سوف يكون ساخناً وملتهباً, وربما يكون جافّاً ايضاً, ومعرضاً للمفاجآت في ظل انعدام المبادرات من جميع الاطراف الرسمية وغير الرسمية, ولان قدرة الشعب على الاحتمال اصبحت اقل درجة منها في الاعوام السابقة, خاصة اذا امتزج ذلك بقدر كبير من الاحباط نتيجة عدم تحقيق قدر معقول من الاصلاح المرضي الذي يشعر المواطنون معه بالفارق بين مرحلة ومرحلة, وعندما يجتمع التأزم السياسي مع الازمة الاقتصادية فهو ايذان بالخطر.
الشعب الاردني صبور ويملك مقدرة كبيرة على تحمل الالم, وهم يدركون تماماً دقة المرحلة, ويدركون العواقب, لكنهم انتظروا طويلا وطويلا جداً على مخطط الخصخصة وبرنامج اللبرلة, والمستثمر الاجنبي والشريك الاستراتيجي, وكانوا يعلمون جيداً ان الشعور بالثمرة يحتاج الى وقت. ولكن نفد الوقت, وتآكل الدخل وزادت شريحة الفقر وارتفعت ارقام البطالة, وزادت المديونية وعظم العجز في الموازنة, وتضاءل الانتاج, وتراجعت قيمه الحقيقية, وانخفضت ارقام النمو اذا لم تنعدم.
أدرك الشعب الاردني ان الحكومات المتعاقبة لا تملك رؤية استراتيجية ولا برنامجاً بعيد المدى لحل المشكلة, ودائماً في كل مرة كان ينحصر عملها في خيار واحد فقط وهو الاعتماد والاتكاء على جيب المواطن الغلبان, فخلال سنوات طوال شهدنا ما يقارب مجيء عشر حكومات, لم تحل مشكلة مصادر الطاقة, ولم تحل مشكلة المواصلات, ولم تستطع الاستثمار في الصخر الزيتي, ولم تستطع الاستثمار في الطاقة الشمسية او طاقة الرياح ولم تحل مشكلة المياه ولا الغاز..
ولذلك اصبح الافق امام المواطن الاردني قاتماً, يخلو من التفاؤل بقدرة الحكومات على تقديم اي حل ابداعي للازمة الاقتصادية المستفحلة سوى اللجوء الى رفع الاسعار, والمشكلة ان رفع اسعار الكهرباء والوقود, سوف يؤدي الى قفزات هائلة في رفع الاسعار الاخرى, التموينية والخدماتية, في ظل دخل متدنٍ ومتآكل للغالبية العظمى من المواطنين.
لا احد يملك الحل السحري, ولا احد يدعي ذلك, لكن الخطوة الاولى للسير في طريق الحل, ان يتم اشراك الشعب في تحمل المسؤولية, وإشراكه في التفكير وفي الاختيار وفي المراقبة وفي المحاسبة بطريقة سليمة وفاعلة, بحيث يشعر بالاطمئنان بوقف طاحونة الفساد, التي تطحن كل امل بالتقدم الفعلي نحو الاصلاح.
سلمت وسلمت يمينك يا أستاذ رحيل وأنت دائما تلامس هموم الناس من منظور اسلامي وموقف راسخ لا يميل مع الريح.. جزاك الله خيرا ووفقك لما يحبه ويرضاه.
وانت تحكي صح يا صديقي وعلى الحكومة ان تفكر جديا قبل أن ترفع سعر أية سلعة وخاصة ان الناس في حالة توتر وتأزم كما ان ظروف البطالة والفقر واضحة للعيان والله يستر!
من حيث المنطق والواقع مقالة جميلة ومطرزه باجمل الالوان لكلام موجه و منتقى ليحاكي واقع المواطن الطفران والمغلوب على امره والمسروق لكافة حقوقة والمعصوروالمسحوق بتحمله الغلاء الفاحش و الضرائب المفروضه و تحمله اخطاء وفشل ادارة النظام للدولة على كل الاصعدة ، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، لكن الذي يحز في النفس ان هذا الانفلات من سنيين بدأ وانتم يادكتور باعتبارك من رموز الحركه الاسلاميه القوية والمنظمة وذات الاطلاع الواسع ، سكتم وغرشتم على افعالهم ، ثم تعالت اصواتكم مع بداية الحراك الشعبي الشبابي وساعتم على هيجان الشارع و اعلاء الاصوات المطالبه بوقف هذا الاستهتار المنظم من قبل الفاسدين في النظام بنهب حقوق الشعب ووصلنا واياكم لاجباره على وتعديل بنودا في الدستور بعد ان كانت منزلة وخطوط حمراء يعاقب عليها كل من اقترب منها ، كنا نلاحظ ارتجاف النظام بقرب يوم الجمعة ولاحظنا تغيرات بالسلوك والنهج وخاصه قصر رحلات السفر والظهور والبطر ، وكادت النقاط ان تثبت على الحروف ، لكنكم عند تلك النقطة انسحبتم بكل بساطه تركتم الحراك الشعبي الفطري البكري يتلوى وحده ، وارتميتم باحضان الحكومه واملاءات السفارات ، وعندما بردت تلك الاحضان وتبخرت الوعود الوهميه ، عدتم تغردوا للحراك الشعبي الشبابي بعد ان انفروا به طوال ستة اشهر نخلوا من نخلوا وسحقوا وسجنوا من سجنوا وارشوا وهددوا وبعثروا من بعثروا . لو كتب مثل هذا المقال قبل عام لهذا الشعب الاردني الصبور الذي وصفته انه يملك مقدار كبير على تحمل الالم ، لكان وقع صداه كبيرا ، لكن الان لا رجاء منكم بالاتحاد مع من وقف معكم في البداية ، الشعب يدرك تماما دقة المرحلة ، وتحمل الالم منكم ومن النظام لكن خلاص الاردنيين لن يكون بكم او معكم . ولن يكون بعد اليوم مطيه لاي فاسد داخل او خارج النظام . نحن لنا عشائر تحكمنا وتجمعنا وبها رجال تعي معنى صدق ونقاء الوطنية و المواطنة العادلة والهوية الاردنيه والارادة القوية وانت يا دكتور وطني بدمك وبجذورك لكن طرحك بجماله ووعيه ونقائه للاسف لا يعكس صدق و نهج من تمثلهم .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|