أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


الجاحدون للنعم!

بقلم : جهاد المحيسن
10-05-2012 11:32 PM
المواطن ليس بحاجة إلى دعم؛ فهو يعيش في رغد قل نظيره على اتساع رقعة المعمورة. فليس مطلوبا منه أن يفكر حتى في الأسباب التي دفعت الحكومات المتعاقبة إلى إيصالنا إلى هذه المرحلة من التردي الاقتصادي والسياسي؛ فهو جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل، ولا يوجد أمامه في مثل هذه الظروف إلا الرضوخ للقرارات والخيارات الصعبة التي وضع فيها، نتيجة لاعتقاده الراسخ أنه ليس طرفا في معادلة الدولة والمجتمع أيضا.رفع أسعار الكهرباء لن يطال سوى شرائح كبار المستهلكين، أما صغار المستهلكين من أمثالنا فيكفيهم أن يشعلوا لمبة. وليس هناك حاجة للتلفزيون أو الثلاجة أو الكمبيوتر، فهي من منتجات ما بعد الحداثة التقنية. وإذا دعت الضرورة إلى متابعة الأخبار، فتكون مشاهدة التلفزيون الأردني انسجاما مع الخط الوطني، لمدة ربع ساعة وتتبع أخبار العالم. لذلك، فإنه يستحق إذا ما تم ترشيد الاستهلاك المنزلي أن يتم رفع الدعم نهائيا، خصوصا أن رفع أسعار الكهرباء لن يمس 88 % من المشتركين، وطبعا هذه رواية الحكومة!قبل أيام، نشرت الزميلة 'الدستور' على صدر صفحاتها فاتورة كهرباء لمواطن من صغار المستهلكين يقطن شقة. وكانت قيمة الفاتورة تتجاوز 52 ألف دينار. وعندما راجع شركة الكهرباء، طُلب منه دفع القيمة، ومن ثم يتم الحديث معه بعد ذلك عن الأسباب التي جعلته يستهلك ويهدر هذه الطاقة. وربما نسي المواطن صاحب هذه الفاتورة أنه أغفل أن إحدى زوايا الغرف في شقته فيها مصنع ضخم يستهلك هذه الكمية من الكهرباء.وبخصوص المشتقات النفطية، فإن الضرورة تقتضي التعجيل باتخاذ قرار رفع الأسعار فيما يخص الكاز؛ فنحن الآن في فصل الصيف وتخلصنا من 'صوبات الكاز'، وحتى يأتي فصل الشتاء القادم تكون الأمور قد حلت على أكمل وجه. أما السيارات والباصات فليس هناك داع لأن يركبها المواطن إلا عند الضرورة القصوى، ولنتعود على رياضة المشي التي ستساهم في تخفيض ضغط الدم وتنشط عضلة القلب، وتبعد عنا شبح أمراض الظهر، وتعيد الحيوية للعضلات الميتة، شريطة أن لا تكون من ضمن هذه العضلات عضلة اللسان، فهو من يكبنا على وجهنا في النار!أما تلويح نقابة أصحاب المطاعم برفع الأسعار، فإن لها الحق المطلق في ذلك. فأصحاب المطاعم أيضا من صغار المستهلكين للطاقة، وليس علينا سوى شراء صحن حمص واحد كل أسبوعين؛ أي بمعدل مرتين كل شهر بدلا من أربع مرات، وبذلك نكسب صحة على صحتنا، ونقوم بحمية ذاتية رسمتها لنا سياسات حكوماتنا الرشيدة. والفلافل بالضرورة تؤدي إلى مشاكل صحية نتيجة لحرق الزيت المتواصل. وهكذا نخرج من نار الأمراض المخفية طوعا إلى جنة الحمية القسرية التي لا نعرفها نحن المواطنين من صغار المستهلكين، وكنا قد ضيعنا هذه النعمة منذ سنوات طويلة. أطال الله عمر حكوماتنا رغم قصرها، فهي تتشبث بالحلول السحرية لنا، ونحن الجماهير الجاحدة لا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب، فكيف نترك هذه النعم عندما يرفع الدعم عن الكهرباء والماء والهواء والنفط، وكل صنوف الأطعمة؟!jihad.almheisen@alghad.jo


(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-05-2012 09:42 AM

وكأنك ياخي نسيت ان تقول : وعلى المواطن ان يتنفس من منخر واحد وذلك لترشيد النفقات ونترك المجال واسعا للفاسدين الكبار لكي يتنعموا على هواهم .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012