أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


هل تستطيع الحكومة حمل ثلاث بطيخات؟

بقلم : نبيل غيشان
13-05-2012 11:54 PM
يعتقد الرئيس فايز الطراونة انه مضطر تحت ضغط المديونية والسمعة التي تدهورت لدى الدول والمؤسسات المانحة الى الاعلان خلال ايام قليلة عن حزمة من الاجراءات التقشفية التي تبدأ بالحكومة وبالشرائح الميسورة, لتطال الانفاق الحكومي وتخفيض الدعم عن بعض السلع مثل البنزين 95 والشريحة الثانية بين مستهلكي الكهرباء وغيرها من الاجراءات.

والرئيس في لقائه بالكتاب الصحافيين بدا مرتاحا كونه يقدم على مثل هذه الاجراءات غير الشعبية تحت ضغط (اذا لم تعمل اليوم فالكلفة غدا اكبر) حتى انه لم يعر اهتماما بنيته التوجه الاحد المقبل الى مجلس النواب طالبا الثقة على بيان حكومته, هل الحكومة تستطيع حمل ثلاث بطيخات في يد واحدة? هل في الامر تحد ام له علاقة بمصير الانتخابات النيابية?

الرئيس ووزير المالية قدما عرضا ماليا غير مريح لارقام العجز في الموازنة وأن 'سمعتنا المالية' باتت على المحك امام الدول والمؤسسات المانحة التي تشترط اجراءات محلية تقشفية لتكون حافزا لتقديم الدعم العربي والدولي, بعد ان تجاوزنا سقوف الاستدانة الداخلية.

ونحن نتعاطف مع الرئيس في مهمته الصعبة دون ان نتفق معه على طبيعة الاجراءات المتخذة والشرائح التي تمسها, فنحن بلد ربتنا فيه الحكومات على نمط الاستهلاك الشره, واليوم تريد الحكومة بجرة قلم ان 'تفطمنا' وتعيدنا الى طبيعتنا السابقة, فهل هذا ممكن في بلد يستورد اكثر من 80 بالمئة من غذائه من الخارج?

التحديات كبيرة وليس من المعقول ان يدفع ثمنها المواطن وكذلك الدولة وعلى رأسها تحدي فاتورة النفط وثانيها تحدي الامن الغذائي وكذلك الامن المائي وهو اقلها خطرا, فمن يدفع الثمن وكيف?

لا توجد حكومة في الدنيا تحب ان تتخذ قرارات غير شعبية تضر بمواطنيها لكنها الحقيقة المرة التي تواجهها, وكذلك المواطن لا يريد لبلده ان ينزلق الى التهلكة, فكيف نوفق بين مصالح الدولة والمواطن?

وللاسف فان النقطة الاولى تتعلق بفقدان المواطن ثقته بالدولة لان ما رأته عيونه خلال السنوات الماضية من بذخ في كل مرافق الدولة لا ينبئ باننا دولة 'على قد حالنا' وكذلك اسلوب تعامل الحكومات مع الازمة الاقتصادية 'حكومة تلعن سابقتها'.

المواطن الاردني يعرف ان الدولة ظهرها للحيط لكنه يريد صدقا ومكاشفة في التعامل, يريد حكومات تتصرف بطيبة ومن دون تكلف, يريد حكومة لا تقدم على رفع الدعم او تخفيفه الا ضمن حزمة اقتصادية واجتماعية حقيقية مقنعة تحفظ الشرائح الفقيرة والمتوسطة وتوصل الدعم لمستحقيه خاصة المواطن الاردني وتعيد ترتيب الاولويات الوطنية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-05-2012 08:03 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
إن التقشف ضروره ماسه للأردن وإنني أرى أن الشعب الأردني يتقبل فكرة التضحيه الوطنيه أكثر من غيره من الشعوب إذا كانت التضحيه متوازنه وعادله. أكاد أجزم معتمدا على ما صدر من الحكومات السابقه وتصريحات الحكومه الحاليه بأن التقشف سيفرض على من لا قدرة عنده على التقشف وأن سِمان القوم لن يمسهم ضر ولن ينتابهم الوجل. فهذا دولة الرئيس قد أطلق نغماته بقوله بأن الزيادات فى الأسعار ستكون عى شكل ضريبة مبيعات وهذا تطمين للأثرياء بأنه لن يمسهم ضر ولا سوء.
إن أكبر الإدعآت التي تكررها الحكومه هي تكلفة دعم المشتقات النفطيه في الأردن وكيف أن ذلك الدعم يثقل ميزانية الدوله. الحقائق على الأرض لا توحي بوجود أية دعم للمشتقات النفطيه من قبل الدوله. هنا في أمريكا يبلغ الدخل عشرة أضعاف الدخل في الأردن، يبلغ سعر الجالون الأمريكي من البنزين أنلدد ثلاثه ونصف الدولار وهذا يعني أن سعر اللتر هو ٦٥ قرش أردني. وقيمة الضرائب الفدراليه والولايه تتجاوز الواحد ونصف الدولار على الجالون الواحد ومع هذا فلا دعم للمشتقات النفطيه في أمريكا. زيادة على ذلك فأن أجور العمال هنا أكبر وأرباح شركات التكرير وتوزيع النفط أعلى ولا يوجد عندهم منحات نفطيه أو أسعار تفضيليه كما في الأردن. أن قول الرئيس بأنه سيزيد أسعار ال أوكتين ٩٥ ما هو إلا تلاعب بالكلمات لأن مثل هذه الزياده لن تجلب للدوله أكثر من مليون دينار سنيويا وهذا رقم تافه جدا مقارنة بموازنة الدوله.
علينا أن ننتظر مشروع الحكومه قبل الحكم عليه ولكن تصريحات دولة الرئيس الأوليه لا توحي بخير. نرجوا من الله تعالى أن يوفق معالي الرئيس المكلف بتصميم خطه إقتصاديه وسياسيه وإصلاحيه تخدم الأردن خير خدمه. حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012