15-05-2012 03:15 PM
كل الاردن -
أصدر حزب الحركة القومية بيانا يستذكرون فيها الذكرى الرابعة والستين على اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه بقوة السلاح والإرهاب . وتاليا نص البيان :
ذكرى 15 أيار
أربعة وستون عاماً مرت على اقتلاع شعب فلسطين من أرضه بقوة السلاح والإرهاب الصهيوني , عقود من المواجهة مع المشروع الاستيطاني الاحتلالي العنصري كانت مليئة بالآلام والدموع والدماء مثلما هي معمدة بالتضحيات الجسام كلفة الصمود والمقاومة والثبات . سطر شعبنا في كل مواقع نضاله وتواجد إصراره على الثبات في الأرض ومواجهة سياسة التهويد ومحاولات إلغاء ونفي الشخصية الفلسطينية وضرب الكيان والهوية الوطنية للأرض والإنسان .
أربعة وستون عاماً يستمر الاستيطان والتهجير ومحاولات تزوير التاريخ وممارسة كل أشكال التطهير العرقي العنصري بحق أصحاب الأرض الأصليين حيث تمتد جذورهم في أعماق التاريخ والانتماء لفلسطين.
احتلال عنصري أرسى دعائم احتلاله بعشرات القرارات العنصرية والتي مازالت تتوالى حتى الآن وطالت كل مناحي الحياة لشعبنا , خاصة الأرض والإنسان , التاريخ والجغرافية , حيث سنت الدوائر العسكرية والأمنية والسياسية الفرمانات العنصرية والتي وصلت إلى مستوى إجبار شعبنا على الولاء لدولة الاحتلال ومنع إحياء مناسبة النكبة وتغيير وطمس أسماء المدن والقرى العربية ،رغم كل ذلك واصل شعبنا الاصيل داخل الخط الأخضر دفاعه وتشبثه وانتماؤه للأرض كأبناء قضية حيث عمّدوا نضالهم اليومي وفي كثير من محطات النضال الوطني بالدم واثبتوا أنهم حراس الأرض مجددين عهد التثبت بالأرض يموتون فيها أو يحيوون عليها.
تأتي ذكرى النكبة هذا العام حيث يتجدد الأمل والتفاؤل بمستقبل الأمة , وقد سطر أبناء شعبنا من خلال الحراك الشعبي الهادر في أكثر من مكان واثبتوا مدى توقهم للحرية والعدالة والديمقراطية مؤكدين على ان نبض الشارع العربي أثناء معركة إنهاء الاستبداد والاستلاب ضد أنظمة القمع وعلى طريق إعادة الاعتبار لقضية الأمة المركزية , وهما معركتان لا تنفصمان في الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية عن معركة الترابط والنضال المشترك للتحرر الوطني والقومي في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الجاثم على صدر أمتنا وعلى بقاع أخرى من الأرض العربية معرقلاً تطورها ومصادراً ومستغلاً ثرواتها.
وهاهي رياح التغيير تهب على قضيتنا وشعبنا حيث فتحت فرصة للأمل والوحدة , مؤكدين على ضرورة إنهاء الانقسام على الصعيد الفلسطيني كخطوة على طريق إنهاء الاحتلال و عاملاً إضافياً في إنجاز وتوقيع المصالحة الوطنية متطلعين إلى حماية وترسيخ اتفاق المصالحة نحو المهمة الأكبر وهي إعادة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة التمثيل الوطني الديمقراطي لشعبنا خاصة بعدما اتضح عقم الرهان على المفاوضات مع الكيان الصهيوني.
اليوم يتضح لأبناء شعبنا الخسائر التي دفعها شعبنا الفلسطيني جراء الانقسام إنها فرصة تاريخية لإجراء مراجعة سياسية جريئة وبناء استراتيجية نضالية تعيد الاعتبار لمرحلة التحرر الوطني ، وبناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ديمقراطية تعيد التأكيد على وظيفتها كمنظمة تحرير فلسطينية وكممثلاً ومدافعاً عن حقوقنا الوطنية المشروعة .
اليوم في ذكرى النكبة نقف إجلالاً أمام قوافل الشهداء مشاعل الحرية والعودة تأكيدا على استمرار النضال لتحقيق الأهداف التي قضى الشهداء من أجلها , أما الأسرى والمعتقلين طلاب الحرية فانعتاقهم وتحريرهم هي مسؤولية وطنية وقومية وإنسانية وهي جزء من عملية التحرر والانعتاق من قيد الاحتلال البغيض الذي يصادر هوائنا ومياهنا ويغتصب أرضنا .
في ذكرى النكبة ستبقى قضية اللاجئين وحق العودة أصل الصراع ومخيماتنا شاهدة على النكبة رغم محاولات تدميرها وتغيير معالمها ومحاولات إطفاء جذوة النضال فيها
سيبقى أبناء اللاجئين والشتات والجاليات في المهاجر وداخل الوطن يحملون مفاتيح بيوتهم و عيونهم شاخصة نحو تحرير فلسطين ، موطن الأجداد والآباء والتي ستكون للأبناء والأحفاد.
تمر اليوم الذكرى الرابعة والستون للنكبة التي شهدت قيام الكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين؛ حيث اقتلع الاحتلال معظم الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم، ووقع الباقون تحت وطأة الاحتلال الاستيطاني، ومخططاته الساعية لطمس هويتهم الوطنية والقومية.
إن الذكريات المريرة التي شهدها شعبنا في ذكرى النكبة، لم تنحصر في تلك الأيام المؤلمة، بل امتدت آثارها إلى محطات لاحقة أًزهقت فيها أرواح عشرات الآلاف من أبناء شعبنا بفعل آلة الحرب الصهيونية، الرامية إلى محاولة إجبار أبناء شعبنا على التخلي عن حقوقه التاريخية وفي مقدمتها حق العودة.
إن قيام الكيان الصهيوني المحتل على أرض فلسطين هو جريمة كبرى بحق شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية التي فقدت جزءاً غالياً عزيزاً من أرضها..، لكن إرادة الصمود والتضحيات لدى شعبنا البطل، استطاعت المحافظة على الهوية الوطنية، وعلى حقنا في الدفاع عن الأرض وحماية الثوابت الوطنية ، واستنزاف العدو الصهيوني، ، وإعاقة مشاريعه ومخططاته الاستيطانية التوسعية..
أن حق عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي انتزعوا منها، حقُّ غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم، فهو حق جماعي وفردي، وحق طبيعي وشرعي لا يزول بالاحتلال ولا بالتقادم، ولا تجوز فيه الإنابة، ولا تلغيه أية اتفاقيات أو معاهدات تتناقض مع هذا الحق.
إن إعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي من الواقع العربي يتطلب إعادة تكريس البعد القومي لقضيتنا وقد أصبح الآن ضرورة ملحة لحماية الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني.. وبما يعيد للقضية الفلسطينية مركزيتها في مواجهة الإستراتيجية للحركة الصهيونية العالمية ..وإن سياسة تقطيع أوصال الأمة..وعزل قضاياها عن بعضها البعض, كانت هدفاً صهيونياً دائماً وصولاً إلى الاستفراد بالشعوب العربية كل على حده وفرض الهيمنة عليها..
تأتي هذه الذكرى في ظل الإضراب الذي قام به المعتقلون الأبطال في المعتقلات الصهيونية حيث خاض المعتقلون منذ السابع عشر من الشهر الماضي والذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني معركة الأمعاء الخاوية من اجل نيل حقوقهم الإنسانية على اعتبار أن الإضراب هو الوسيلة الوحيدة التي يمتلكونها لنيل حقوقهم والتي تتمثل في إغلاق ملف العزل الانفرادي الذي يقضي بموجبه معتقلون مضى على عزلهم أكثر من عشر سنوات متتالية في زنازين انفرادية تفتقر لمقومات الحياة البشرية والنفسية والمادية، وكذلك السماح لأهالي معتقلي قطاع غزة بزيارة أبنائهم في المعتقلات، وتحسين الوضع المعيشي في المعتقلات، والذي تداعى بقرارات سياسية وقوانين جائرة وحرم المعتقلين من ابسط الحقوق كالتعليم ومتابعة الإعلام من خلال سحب العديد من القنوات الفضائية و الصحف، مع ضرورة وضع حد لسياسة الاهانة والإذلال التي تقوم بها مصلحة السجون بحق المعتقلين وذويهم من خلال التفتيش المهين من خلال التعرية والعقوبات الجماعية و الاقتحامات الليلية.
وهاهم يحققون مطالبهم بعد معركتهم البطولية حيث نعيش اليوم هذا الانتصار الذي حققه المعتقلون في ظل معركة الحرية والكرامة بأمعائهم الخاوية يمتزج الجوع مع الأمل ويسجلون ملحمة جديدة من الصمود والتحدي، هذا الصمود الذي يؤكد على عدالة قضيتهم نحييهم على صمودهم الأسطوري ونطالب جميع الهيئات والمنظمات والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان لتبني قضية الإفراج عنهم لتكون هذه الخطوة على سلم الأولويات في كل المحافل.
تحية إلى كل أبناء فلسطين..تحية لكل المقاومين العرب المناضلين من أجل عزة هذه الأمة...تحية من الأعماق لأسرانا البواسل داخل معتقلات الاحتلال الصهيوني.
الأمانة العامة
15/5/201