أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


فضيحة الأطفال المعوقين إساءة للبلد أم إساءة للمظلومين؟

بقلم : ماهر ابو طير
16-05-2012 12:31 AM
فجرّت الصحافية «حنان خندقجي» من موقع «عمان نت» فضيحة مدوّية حول الانتهاكات التي ترتكب بحق الأطفال المعوقين، وقد توّجت تقريرها المكتوب بتوأم تلفزيوني في التقريرالآخر الذي بثته قناة «البي بي سي» اللندنية.

بعضنا ثمّن للصحافية جهدها بكشف هذه «الفضيحة»، وبعضنا اعتبر أن هذه المكاشفة الإعلامية ألحقت إساءة بالغة بالبلد، وما بين الرأيين تبقى الحقيقة غيرالغائبة التي تقول إن هناك مشكلة مزمنة لا بد من حلها حتى لا تصبح الصحافية ضحية لنبل دوافعها وجرأتها وحتى لا ننسى جوهر القصة.

لا أظنها إساءة للبلد فالملك الحسين ذاته فجّر بقرار منه قصة مبّرة الايتام عام ستة وتسعين، والملك عبدالله الثاني دخل ايضاً على خط القصة ولم يتركها لتمر بهدوء، وزار المراكز اياها بعيداً عن هوى «الإدانة» لمن كشف الحقيقة لصالح مبدأ «الإدانة» لمن ارتكب المخالفة وهذا هو الأهم بدلا من سوء التأويلات.

الاعتداء بالضرب والاعتداء الجنسي في مراكز الأطفال المعوقين يصل ايضاً الى بعض دور الايتام التي ارتكبت بها انتهاكات جنسية واساءة معاملة، والأدلة متوافرة في ملفات الوزارة التي ما زالت تتعامل مع الحالات باعتبارها فردية بدلا من الوقوف مطولا عند تراكمات الملف لأن مبدأ «الطبطبة» هو الغالب باعتبار ان الناس ستنسى سريعا.

هناك روابط خفية بين موظفين رسميين وهذه المراكز، ولأن هذا المركز أو ذاك يعين موظفاً بواسطة فلان في وزارة التنمية الاجتماعية حيث يتم دعم المركز والتغطية على أي خطأ يرتكبه وسلسلة المنافع طويلة في هذا الصدد وتصل حد إبلاغ المراكز مسبقا عن بعض الجولات التفتيشية وحد تبادل المنافع بين المراكز والوزارة بشأن استقبال حالات محددة بطلب من الوزارة فتتعامى الوزارة عن أخطاء المراكز مقابل هذه الخدمات.

الأدهى أن مئات العائلات العربية وبالذات الخليجية تضع ابناءها من هذه الحالات هنا، وبعد «الفضيحة» علينا ان نتوقع سحب هؤلاء لأولادهم والبحث عن دول عربية أخرى وهذا أحد جوانب أضرار القصة فوق الضرر اللاحق بأطفالنا، لأن هؤلاء تركوا ابناءهم امانة هنا وسيغرقون اليوم في تصورات حول الواقع ما بين المبالغة والمعلومة.

كل هذه الفضائح تتم في المراكز الخاصة، فما بالنا في المراكز الحكومية والأغلب أن جميع المراكز «شدت حيلها» خلال هذين اليومين وتأنقت ورتبت امورها وأغدقت من الدلال على من فيها حتى لا تقع عين المحاسبة عليها الى أن تمر العاصفة بأقل الخسائر على الجميع.

معوق يتم حرقه ويقال لأهله إنه احترق بماء ساخن او مادة كيماوية، ولا يقولون لك كيف وصلت المادة اليه اساساً.

ومعوق بوجه يفيض براءة يتم تكسيره بجبيرته ويقولون لك إنه ربما كان يلعب الكاراتيه او سقط عن تلة جبلية داخل المركز، وآخر يتم سحبه على وجهه وكأنه في معتقلات جوانتنامو ان لم تكن هذه الطف!.

لا نعرف ما الذي كان سيحصل لو جرت محاولة لمعالجة الملف بعيداً عن التفجير الإعلامي غير ان غياب الثقة بالمعالجات المبكرة ربما جعل التفجير إعلامياً الحل الوحيد خصوصاً أن قضايا كثيرة وصلت لمسؤولين فتم حفظها في الأدراج، كما أن وظيفة الإعلام عدم التستر على «الخزايا» وليس العمل كوسيط سري بين الناس والمسؤول بقدر إعلام الناس بما يجري وفرد الحقائق على الارض.

إذا اساء أناس لسمعة البلد فهم أولئك الذين اعتدوا على المظلومين وليس من كشف فضيحتهم، والاردن يبقى «ناصع البياض» وفيه آلاف الحكايات الطيبة التي تستحق ان ُتروى والتي تطغى على السواد القليل جداً حتى لا نبقى أسارى لفكرة تقول ان كل نقد هو تشويه وكل مكاشفة خلفها اجندة مريبة وهذا كلام سيعرقل بالضرورة كل نقد بناء.

فضيحة ومن تسبّب بها هو من أهان الأطفال وليس من أماط اللثام عن مظلوميتهم حتى لا تتحول مهنة الصحافة لمهنة قوامها «طبالون ومزمرون وعازفون وراقصون» وحتى لا تتم قراءة «العربي» من اليسار الى اليمين.

سر المهنة: كشف المستور لا تزيين القبائح ومكيجتها.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-05-2012 10:10 AM

كان يمكن للصحفيه ان تقدم شريطها للديوان الملكي او حتى للقصر الملكي بطريقه ما ولن تعجز الوسيله , واذا لم يهتم احد بالامر عندها ممكن ان ترسل الشريط لمحطه خارجيه . اما بهذه الطريقه اللتي حصلت فيبدو ان الصحفيه تبحث عن الشهره والمال على حساب سمعة الوطن وهذا امر مرفوض ومستهجن . فكما يقول الكاتب في الماضي تمت معالجة مثل هذه الامور داخليا وبدون اي فضائح خارجيه ولم يحرج احد جلالة المرحوم الملك حسين ليفعل ما فعله في تلك الايام بل انه اقدم على ذلك عن قناعه واهتمام شخصي بمأساة هؤلاء المساكين , وجلالة الملك عبدالله لا يقل انسانيه ولا احساس بالمسؤوليه عن والده من هذه الناحيه وهذا واضح في زيارات الملك المفاجئه لاكثر من مؤسسه تعني بشؤون المواطنين ومعالجة مشاكلها

فلماذا اثارة الضجه بهذه الطريقه المسيئه للاردن !!!! كان يمكن معالجة الامر داخليا وبكل سهوله . ام ان الشهره والفلوس هم الهدف !!!

2) تعليق بواسطة :
16-05-2012 04:44 PM

أخي ماهر..أعلق على مقالك بسبب مضمونه وموضوعه..ودون الدخول في نقاش الأدبيات التي تحكم المهنة الصحفية...وأجد نفسي متفقا مع موقفك بكون هذه المهنة مهمتها كشف المستور لاتزيين القبائح وأحضك على التمسك بهذه النظرية فيما تكتبه بالشأن السياسي الحلي من باب نفذ ماتعظ به، فإنني أود ان أضع أمام الناس فرضية لها مايثبتها بأروقة الإدعاء العام في الاردن..هذه النظرية مؤداها أن هناك إحتمال قوي لأن يكون التقرير مصطنعا ومفبركا في بعض جوانبه لضرب هذا القطاع في الاردن لمصلحة بلد مجاور يسعى فيه أصحاب مراكز التربية الخاصة لتشويه سمعة الاردن في هذا المجال وذلك لتحويل الطلاب المقيمين في المراكز الاردنية من الدول الشقيقة الى المراكز الشبيهة في هذا البلد المجاور...
أقول هذه فرضية..ولكن هناك ما يؤيدها رسميا..وعموما من المثير للصدمة ان يتعامل الإعلام مع مضمون التقرير وكأنه يعكس واقع هذه الصناعة في الاردن والحقيقة غير ذلك ...الأردن بلد متقدم في هذا الأمر وأبناؤه مؤهلون..والكرم والنخوة ومساعدة الضعيف ثوابت أساسية في شخصية الاردني حتى ولو كان هناك بعض الشواذ الذين لايمثلون سوى نفسيتهم المنحرفة والمشوهة..أدعو أصحاب هذه المراكز في الاردن الى رفع دعوى على الصحفية وعلى البي بي سي لكون ماورد في هذا التقرير يتضمن التشويه والزعم والإيذاء وليس كشف حقائق وذلك في حرب تجارية قذرة.

3) تعليق بواسطة :
16-05-2012 08:45 PM

ما عملته الصحفية عين الصواب و هذه مهنتها. للاسف مشكلة هذه المراكز الاساسية هي في تعيين موظفين لا يملكون المؤهل الذي يمكنهم من التعامل مع هكذا اطفال و مع الوقت يلجؤون للعنف لانه الحل الوحيد امامهم.

4) تعليق بواسطة :
17-05-2012 12:17 AM

ماتم عمله من الاخت الصحفية عين الصواب ولو لم تفم بما قامت به لما تم الاهتمام بهذه القضية على المستوى الملكي. كفانا طبطبة وكفانا تقولا بان اي كشف لاي فضيحة او لاي قضية فساد يكون الجواب هو هذا يسئ الى سمعة الاردن ويؤثر على الاستثمارات الاجنبية فيه, هذا كلام فارغ ويبرر العمل النتن والسلوك الاعوج. فلا بد من الفضيحة نعم الفضيحة ولايمكن ان يصلح البلد وعلى جميع المستويات الا بالفضيحة.

5) تعليق بواسطة :
19-05-2012 07:41 AM

لن يتقدم الاردن طالما كنا وما زلنا كالنعامه انا مع الصحفيه قلبا وقالبا ، هناك بعض التعليقات تلوم الصحافيه بالعكس لو ذهب الشريط لاي جهة حكوميه لوضع بالادراج وطي النسيان كالعاده نحن شعب تعودنا على مبدا (بيخاف ما بيستحي) ناهيك عن الواسطات والعائلات وغيرها من فيتامينات (واو) المعهوده بالاردن ويذهب حق الاطفال سدى وربما يكرم الموظفين الذين ضبطوا بالفعل الاجرامي الحيواني هذا لان الاردن تكرم من لا يعمل شيء للبلد . سحقا لهكذا عقول هؤلاء الموظفين يبحثون عن الوظيفه ثم يفرغوا عاهاتهم النفسيه علي المرضى انا كنت مدرس وكنت ارى مثل هكذا امور ، لكن اين الحكومه الاردنيه لماذا تتحرك بعد المشكله وليس قبل الفضيحه سحقا سحقا ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012