أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


لماذا خسر الإسلاميون في الجزائر؟

بقلم : فهد الخيطان
16-05-2012 12:37 AM
استعد الإسلاميون في الجزائر لفوز كاسح في الانتخابات التشريعية، على غرار تونس والمغرب ومصر. لكن النتائج خالفت توقعاتهم؛ فقد حقق حزب جبهة التحرير الحاكم فوزا كبيرا، واستحوذ مع حليفه التجمع الوطني الديمقراطي على 62 % من مقاعد البرلمان، وحل تكتل 'الجزائر الخضراء' الذي يضم أربعة أحزاب إسلامية ثالثا بحصوله على 48 مقعدا.من الناحية العملية، كرست نتائج الانتخابات الوضع القائم. لكن الأهم من ذلك أنها أوقفت موجة الانتصارات التي حققها الإسلاميون في دول الربيع العربي.لم يكن طموح الإسلاميين في الجزائر اكتساح البرلمان، بل التحول إلى القوة الثانية في المجلس؛ فهم إلى وقت قريب كانوا جزءا من التحالف الحكومي 'حركة مجتمع السلم'، قبل أن ينسحبوا ويؤسسوا، مع أحزاب إسلامية أخرى، تكتلا انتخابيا.نتيجة الانتخابات لم تعجب الأحزاب الإسلامية الخاسرة، ولهذا سارعت على الفور إلى اعتبارها مزورة. وساندهم في ذلك أحزاب يسارية، مثل حزب اليسار المتطرف الذي حصل على 20 مقعدا، وحزب جبهة القوى الاشتراكية الذي فاز بواحد وعشرين مقعدا.صحيح أن الانتخابات الجزائرية شهدت تجاوزات عديدة، لكنها لا تزيد كثيرا على تلك التي وقعت في انتخابات مصر والمغرب وتونس، والتي فاز فيها الإسلاميون. وقد وصف مراقبو الاتحاد الأوروبي الانتخابات في الجزائر بأنها مرضية، ما عدا بعض الحوادث المحدودة. واعتبر رئيس لجنة المراقبين الأفارقة، الرئيس السابق لزيمبابوي، أن التصويت كان حرا وشفافا وقانونيا ونزيها.إذا كان الأمر على هذا النحو، فلماذا شذت الجزائر عن باقي التجارب في دول الجوار المغاربي والعربي؟يرد المراقبون النتيجة إلى ثلاثة أسباب رئيسة:الأول: تدني نسبة الاقتراع في الانتخابات، إذ لم تزد على 43 %. وتشير المعطيات في هذا الصدد إلى أن العزوف الكبير عن المشاركة من جانب قطاعات شعبية فقيرة، كان في غير صالح الإسلاميين الذين عادة ما يستثمرون انتخابيا في هذا النوع من القوى الاجتماعية.الثاني: وقد أشار إليه تقرير مراسل 'الجزيرة' هناك، ويتمثل في خلو قوائم جبهة التحرير من المسؤولين القدماء، وذلك بناء على توجيه شخصي من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بإقصائهم من قوائم المرشحين، وتقديم أسماء جديدة وشابة.الثالث: خطاب بوتفليقة عشية الانتخابات، والذي كان له الأثر البالغ في دفع أوساط واسعة إلى التصويت لقوائم الجبهة. وفي ذلك الخطاب، قال بوتفليقة إن انتماءه الحزبي واضح ولا غبار عليه. وكان ذلك بمثابة دعوة إلى التصويت لمرشحي جبهة التحرير الوطني.في المحصلة، أظهرت التجربة الجزائرية أن الربيع العربي لا يعني بالضرورة فوز الإسلاميين في كل الحالات. الدول التي شهدت تغييرا ثوريا دراماتيكيا سجلت صعودا سريعا للإسلاميين، أما الدول التي اختارت طريقا سلمية متدرجة للإصلاح والتغيير، فأظهرت تجربتها حضورا متنوعا للقوى السياسية كافة. وفي الحالتين، كان لطبيعة النظام الانتخابي دور حاسم في تقرير النتيجة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-05-2012 03:10 AM

لانه الشعوب بدات تكتشف المؤامره التي يحيكها من يتهدثوا باسم الاسلام ويدعون النزاهه والعدل وهم اصل المشاكل والفتن

2) تعليق بواسطة :
16-05-2012 10:09 AM

كيف لرئيس جمهورية ان يخطب خطابا ويوجه الشعب لانتخاب حزب معين
انما هذا دليل على ان المشرفين على الانتخابات غير نزيهين واعتقد انه حدث تزوير

3) تعليق بواسطة :
16-05-2012 10:36 AM

شو يا استاذ فهد، بلشنا تخويث؟؟
انتخابات نزيهة تحت نظام عربي؟!!!

4) تعليق بواسطة :
16-05-2012 02:32 PM

هل من الممكن التصديق بنزاهة الانتخابات؟؟؟؟!!!! مرة واحدة وغلطة كبيرة تم ارتكابها سنة ١٩٩٢ حيث كلنت الانتخابات حقا نزيهة ووضعت الحكومة الجزائرية حينها صناديق زجاجية وذلك لخلق حالة من الاطمئنان بحيث يرى الناخب صوته ينزل بالصندوق فعلا، وفاز الاسلاميون باغلبية حاسمة منذ الجولة الاولى وبعدها تدخل العسكر فورا واعلنوا بكل صفاقة الغاء الانتخابات لان كلا من فرنسا واسبانيا انزعجتا من النتائج والتي كانت تشير لعملية تغيير وتجديد حقيقي وبعدها تم استهداف اسلاميو الجزائر بعمليات قتل وتصفية شبه يومية واستمرت حملات الاختراق والتصفية متواصلة عشرين عاما متواصلة حتى وصلنا لهذه النتيجة التي ترتاح لها رنسا واسبانيا.
الجزائر دولة محورية واساسية وصاحبة مشروع كبير وهو مشروع اسلامي نهضوي وهي على موعد مع التاريخ لن تخلفه ابدا. 

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012