يعيش حلف وارسو بقياده روسيا مقابل حلف النيتو !!!
روسيا لم تعد روسيا فهي مجرد تابع ذليل لأمريكا التي أستطاعت أن تتحكم في جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت جزءا من الإتحاد السوفيتي , وقواعدها العسكرية متمركزة فيها , والنفوذ الأمريكي متغلغل في أوساط المجتمع الروسي وقادر على تفجيرها من الداخل , أمّا الصين فأمريكا ترفع في وجهها ورقة تايون علاوة على تهديدها بالقوة النووية الباكستانية والهندية وظهيرها الإيراني الحليف السري لأمريكا والذي يمارس سياسة " اشتم واخدم " , والأهم من ذلك أن نظام الأسد هو حليف سرّي لأمريكا وفضحته فاضحة الخليج عام 1990 مما أضطر جيمي كارتر لانتقاد إدارة بوش الأب بأنّها كشفت عملاء أمريكا . – ولا يخفى بأن أمريكا هي الراعية لثورات الربيع العربي من أجل إعادة تأهيل المنطقة بثوب جديد لاستعمار لقرن جديد بشرّت به أمريكا منذ سنوات تحت مصطلح " الشرق الأوسط الجديد " , ولست هنا بصدد بحث كل ما تريده أمريكا أو الدوافع التي دفعتها لذلك فهو أمر بحاجة إلى بحث مستقل , ولكن الذي أريد تقريره هو أنّ أمريكا هي التي كانت تدير النظام السوري ومن يرتبط به , وتحدد مواقفه من السلام , وقضية الجولان لأنّها كانت تريد جعل الجولان قاعدة عسكرية أمريكية , إلاّ أنّ أصول اللعبة تغيرت عندما بدأت بتنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة لتشكيل الشرق الأوسط الجديد , فدخلت سوريا دوامة العنف الذي سيشمل الجميع فاحتدم الصراع بين الأمريكان ومنافسيهم الحقيقيين في بلاد العرب وأعني بهم الأوربيين الذين يتكئون على جيش من العملاء في مختلف شرائح المجتمع العربي , فدار هذا الصراع الذي وقوده حالة احتقان شعب مقهور حكم بالحديد والنار طيلة أربعين عاما , والأمريكان هم من يعرقلون حسم الموقف في سوريا قطعا , وهم من أوعز للروس والصين لتستخدما حق النقض الفيتو , أمّا ما الذي تريده أمريكا ؟؟ فهو أحد احتمالين: 1. إبقاء سوريا موحدة فتقوم بانقلاب على عائلة الأسد وبعض رموز النظام ويبقى الجيش والمخابرات ممسكين بمقاليد البلاد فعلا مع ديمقراطية شكلية يشارك فيها الثوار ويتقاسمون بعض المغانم . 2. إذا لم تقم بذلك (أي انقلاب عسكري )فإنّها تريد إشعال حرب أهلية يطول أمدها تنتهي بتقسيم سوريا إلى عدّة دويلات . - وختاما لست راغبا بالدخول بمساجلة مع أحد وإنما كتبت ذلك للتاريخ ليقيني بأنّ العرب خارج اللعبة من حيث التأثير ولن يستطيعوا أن يكونوا إلاّ كذلك ,وأراهن على أن أحد الاحتمالين المومأ إليهما سيتم مع أمنياتي بأن أكون مخطئا وأن تتحرر سوريا من نفوذ الغرب والشرق , ولكن الأحلام والأماني بحاجة إلى شروط موضوعية لا يوجد منها إلاّ القليل .
ما عليك الا ان تشكر سيدك بوتين الذي اتاح لك المجال لتكون رئيسا لفتره واحده ليتمكن من العوده لسده الرئاسه لفترتين قادمتين والشعب السوري البطل سيخلع خادمكم بشار قريبا
الى رقم ٢ فلاح المسلم:
اتفق معكم بمعظم التحليل ، خاصة ان العربان خارج اللعبة الدولية تماما ، لكن اعتقد ان الانظار تتجه حاليا لمصر وسيرورة الاوضاع بها
هناك جدل فكري وتحليلي هذه الأيام، بين المحللين والمختصين حول الدور الروسي المتصاعد في المنطقة، وخصوصا الموقف الروسي الواضح بالدفاع عن سوريا، والسؤال: هل أستيقظ الروس بشكل مفاجئ، وهل عثر الروس على قوة سرية جدية، وهل أستورد الروس شجاعة من السماء، وهل بلع القادة الروس علاج التحدي لأميركا، وهل لدى الروس مصداقية في توجهاتهم وسياساتهم الجديدة بحيث صاروا سوريين أكثر من السوريين في بعض الأحيان؟...الخ من الأسئلة الجدلية، وجميعا أسئلة مشروعة .
ولكن لِما الإستغراب من الإندفاع الروسي في الدفاع عن سوريا ؟
من خلال التحليل السياسي والإستراتيجي نجد هناك قرائن لابد من توفرها لكي تتوضح الرؤية الصحيحة، والقرائن وببساطة شديدة تؤشر كيف أن روسيا في حالة أتحاد مع سوريا، وليس من باب البطر أو من باب الغرام بالنظام السوري الحاكم، والسبب لأن أعداء سوريا اليوم هم أنفسهم أعداء روسيا التقليديين ومنذ الإتحاد السوفياتي وحتى اليوم، وأبرزهم الولايات المتحدة، وحلف الأطلسي"الناتو"، وتركيا، ونادي الأنظمة العربية والإسلامية التي تدور في فلك واشنطن، وهي الأنظمة التي أمدت واشنطن بالمجاهدين في حربها بالضد من الإتحاد السوفيتي في أفغانستان وبتمويل ولوجست من السعودية وبعض دول الخليج، واليوم هي بمثابة الصفحة الثانية من نفس السيناريو الذي جرى في أفغانستان وعلى الأقل من وجهة النظر الروسية، وعندما سارعت الدول الغربية "دول الناتو" وواشنطن الرياض وأنقرة وعواصم خليجية وعربية وإسلامية تدور في الفلك الأميركي الى دعم عملية التغيير في سوريا وصولا الى تدريب المقاتلين وزجهم في سوريا أضافة الى المجموعات الداخلية التي باشرت بالحراك داخل سوريا، ناهيك عن الحملة الإعلامية غير المسبوقة من قبل، من هنا شعرت روسيا بأنها الورقة الثانية في حرب واشنطن وأنقرة والرياض بالضد من روسيا من خلال سوريا". وبالتالي فعندما تفقد روسيا لسوريا إسوة بالعراق وليبيا فسوف ينتهي دورها تماما في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي على حد سواء، خصوصا وأن المخطط الأميركي – الأطلسي لازال مستمرا وهو على أبواب الحليف العربي الآخر لروسيا وهي الجزائر، ولازال يتقدم وبقوة نحو الصديق المهم لروسيا أيضا وهي إيران، من هنا شعرت روسيا بأن المخطط "الأميركي – الأطلسي ـ التركي" بالضد من سوريا يستهدفها مباشرة في محاولة لإقتلاع التواجد الروسي نهائيا، وأنهاء المصالح الروسية في المنطقة وللأبد، ولهذا راحت روسيا بعيدا في التصعيد السياسي والدبلوماسي وحتى العسكري واللوجستي، وهي الآن تقود حربا "إعلامية ودبلوماسية وإستخبارية" حول سلامة سوريا، مما أعاد لها الثقة بنفسها .
ومن هناك سارعت الصين وإيران والهند لدعم السياسات الروسية في مجلس الأمن وفي المنطقة، لأن الإستهداف الأميركي والأطلسي لن يتوقف عند روسيا وإيران بل سوف يستمر وصولا للهند والصين. فالوضع المتأزم في باكستان وبسبب السياسات الاميركية يخيف الهند المجاورة لهذا البلد المسلم والنووي، والذي يحتوي على قنابل طائفية ومذهبية وإثنية وقبلية وحزبية وفكرية تغذيها قوى خارجية وليس من مصلحتها انزلاق باكستان في لعبة التقسيم والتفتيت، وحتى أنها خائفة من تقاسم السلطة في باكستان بين أصدقاء تركيا وأصدقاء السعودية والولايات المتحدة، وتشاطرها في هذا الخوف إيران أيضا، مما ولد تعاونا هنديا _ أيرانيا حول ضبط الإيقاع السياسي في باكستان خوفا من تحويل باكستان الى مخلب بالضد من إيران والهند معا، ومن هناك أفغانستان ووضعها المتردي سياسيا وأقتصاديا وأمنيا هي الأخرى تشكل خطرا على الصين التي لها حدود مع أفغانستان وبحوالي 74 كيلو متر، والتي ترتبط مع إيران بحدود طويلة وبتشابكات مذهبية وعرقية وإثنية وأجتماعية وأقتصادية وأمنية هي الأخرى دفعت بالصين وإيران للتعاون السياسي والأمني وصولا للدعم النفطي من قبل إيران للصين الشعبية وحتى للهند لكي تبقى العلاقات قوية ومتفاعلة بين الدول الثلاث، وبما أن الهند والصين وإيران دولا مهمة للغاية بالنسبة لروسيا راحت الأخيرة للأنظمام الى الكوسترا الإيرانية الصينية الهندية، لا بل تحولت روسيا لتصبح هي المايسترو في مجلس الأمن وفي المحافل الدولية وبدعم هندي وإيراني وصيني، علما أن الخوف الصيني الهندي الإيراني ليس من الولايات المتحدة فحسب، بل من حلف الأطلسي وتركيا فهما متواجدان وبقوة في أفغانستان، ولهما امتدادات أستخبارية وأقتصادية ودينية داخل باكستان، وبالتالي أصبحت تركيا هي الأخرى مصدر قلق بالنسبة لإيران وروسيا وحتى للصين، ففي داخل تركيا على سبيل المثال هناك معسكرات سرية لتدريب المسلمين الصينيين وإرسالهم الى الصين، ناهيك عن المعسكرات لتدريب السوريين المنشقين وأمدادهم بالسلاح والمال وأدخالهم الى داخل سوريا. وبما أن سوريا تهم إيران وروسيا والصين وحتى الهند أصبحت هي بيضة القبان بل الكود السري في الصراع الدائر بين واشنطن وأنقرة والأطلسي من جهة، وبين موسكو وبكين وطهران من جهة أخرى، وبالتالي أصبح الوضع السوري جزء لا يتجزأ من الحرب الباردة في المنطقة، والتي هي بين روسيا وأميركا وبالعكس، وبين الصين وأميركا وبالعكس، وبين إيران وأميركا وبالعكس، وبين تركيا وإيران وبالعكس، وبين تركيا وروسيا وبالعكس ,
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .