ازمة اليسار ليست محلية وشروط نهوضه ليست محليه , اليسار الاردني خلال عقد التسعينات كان خارج الاطار العام للحياة السياسية نتيجة الانتقال من مرحلة العمل السري او نصف العلني بدون اعداد بنى تنظيمية رغم توافر الادبيات الحالمة , توافر العوامل الموضوعية كلها الا ان العوامل الذاتية , الان وبعد نهوض اليسار العالمي في امريكا الجنوبية ربما يجد اليسار رافعة عالمية لان اليسار تيار عالمي كما ان الليبراليه قناع استعماري مهما قيل في مدحه هو الاخر يواجه صعوبات كبيرة وتراجع عالمي -نحن في شرقنا العربي دائما نبدأ بعد انتهاء الوقت المناسب .
أعتقد أن اليسار لديه فرصه كبيرة وذلك بسبب خيارات الأخوان المسلمين في مصر والذين سال لعابهم على الرئاسه ومجلس الشعب ولم يتحلوا بحكمه حزب النهظه التونسي الذي أدرك أن الهيمنه على اللعبه السياسيه في تونس سيكون محرقه وأن على جميع التيارات السياسيه عليها تحمًل المسؤوليه في هذا الضرف الحساس ولذلك تم أختيار الليبرالي منصف المرزوقي لمنصب الرئيس .
التجربه المصريه ستكون مراقبه بشكل كبير والخيار الذي أخذة حزب العداله هناك بشَكل مقامرة كبيرة ,فلقد كان من السهل اكتساب الأصوات على خلفيه نقد الآخرين وأتهامهم في الخطب , أما الواقع العملي فهناك سياحه بحاجه لتنشيط وعاطلون عن العمل بحاجه لوظائف وديون هائله بحاجه للتعامل
معها وهو خيار يشبه الروليت الروسي فأن لم ينجح فستكون الصدمه بالأخوان مثل صدمه الحركه الناصريه التي لم تقم لها قائمه منذ ال 67
(...) الدفاع عن الدولة المدنية العلمانية وقيم التنوير والإنسانية...)
انتهى الإقتباس.
***************
تدافع عن القيم الإنسانية وفي نفس الوقت تسحّج وتطبّل وتزمّر ليل نهار للنظام الوحشيّ الذي يرتكب المجازر في سوريا !!!
...
*-اليسار الاردني كما هو اليسار العربي بشكل عام فشل فشلا ذريعا بتمثيل الصورة الفضلى و الاكمل لليسار الحقيقي , وهو ذاك اليسار اللذي يتماهى مع الشعب , اصلا منطلق فكر اليسار هو فكر المخالف للتطرف الفكري او العملي وهو لب ما تحتاجه الشعوب , وسبب شذوذ اليسار العربي عن فكر اليسار الاصيل هو انجراره بالتصرف و التجربة نحو اليمين المتطرف , كيف ؟
-عبد الناصر ومن تبعه لم يستطيعوا التماهي مع الشعوب بل خدروهم بالديماغوجية و عاملوهم بالقمعية و السجون (للعلم السجناء السياسيين في عهد عبد الناصر اكثر من عهد فاروق!!) و اتخذوا الحكم الشمولي المغلق و الديمقراطية الاجتماعية كاسلوب ادارة وكذا فعل حكم البعث في سوريا و العراق , اما القذافي فقد بلغ فيه الشطط ان اسس لنظام ديمقراطي اجتماعي في شكل "شعبيات" هي من اشد النظريات العملية تطرفا وغباءاً , و حكم الحبيب بورقيبة كان بناءاً لكن بلغة الدم و الانغلاق الديكتاتوري و اقتصادا ليبراليا بمسمى اشتراكي !!!
-اما الاحزاب و التيارات اليسارية الآن في الانظمة الملكية فقد انتقلت من السجون و القمع الى عب و ابط الانظمة الملكية واصبحت بالنسبة لها "ضامناً" و "شرعيا" وهذا يستلزم ان تكون كل انمطة الحكم الملكية من سياسات اقتصادية و اجتماعية تاخذ نفس الحكم !! لكن سبب انقلاب اليسار في المغرب و الاردن هو من اجل ضمان عدم وصول الغريم التقليدي الى الحكم , وبذا انقلب اليسار الي يمين متطرف , لا وابتعد الموضوع ليصل الى دعم انظمة القمع الدموي الفاشستي في سوريا و ليبيا ايضاً , فترى الان من يحملون فكر الشعوب "اليسار" هم اول جلادي الشعوب , فما الفرق ما بين مفكرين و كتاب من امثال الدكتورين (ناهض حتر) و (موفق محادين) و الظواهري و ابو قتادة ؟؟؟ الاولان يران ان ما يفعله النظام السوري هو واجب مقدس من اجل صد المؤامرة الكونية ضد العروبة و المقاومة , و الآخران يقومان بالواجب المقدس من أجل الاسلام و الدين , و الانظمة العربية القمعية هي اما صمام امان لهما او اعداء مرحليين . اهذا هو اليسار ؟؟؟؟!!!!!! للاسف هذا هو في ظل غياب اليسار الحقيقي اللذي يرفض الظلم ايا كان و لايخدر الناس بالديماغوجيات الكذابة ويستجيب لرغبة الشعوب لا بل يترجمها على ارض الواقع و لايزورها و لايتمطى على الدين و يختبئ خلف لحية وعباءة بل يظهر جليا كالشمس يكسر قيد الاستبداد ويطبق التحرر الفكري و العملي و التقدمية الحقيقية لا الظلامية الديكتاتورية الشمولية و الديمقراطية المزورة"الاجتماعية" و لا ظلامية الحليف الشيطاني صاحب ولاية الفقيه ...
يا سيد عدوان انت تهرف بما لا تفهم اوتعرف
ما احوجنا الى توحيد جهود كل اليساريين التقدميين في جبهة وطنية عريضه للوقوف ضد الاحزاب الدينيه الرجعيه
أيها اليسار
الى الجحيم
فقد انقضى عهدك الى الابد
والاسلام قادم فلتجدوا لكم مكانا فيه
ان اشكالية اليسار ليست فكريه, نظريه،ايديولوجيه. بل هي اشكاليه تنظيميه لان التنظيم في الاساس ليس ايديولوجيا فقط وهناك اتفاق شبه عام على ذلك وليس المهم اذا كان التنظيم جبهه او حزب او حركه . الموضوعي ناضج لمثل ذلك التنظيم ولكن الذاتي عند اليسار غير ناضج ناهيك عن ان ( الرسمي ) مازال يعيش في اجواء الحرب البارده و(الاحتواء) وهو بهذه العقليه والايديولوجيا لازال يتعامل مع اليسار كمهدد , ليس هناك قراءه لمايحصل في العالم من تغيرات عميقه والهزات الارتداديه الحاصله في غير مكان لم تصل لتفكير البعض الذي لازال ينظر لليسار بوصفه مهدد لاباعتباره احدى مكونات النسيج السياسي الوطني واحد الوان تنوع الطيف الفكري والتنظيمي والثقافي, وليس هناك اقرار بانه يعكس هذا التنوع في اطار ( الوحده) وعلى (الاخر) ان يرى اليسار ضمن هذا الاطار اضافة الى رؤيته كأداه (ناقده) للسياسات العامه بهدف تطويرها وتقديم البدائل , فلا تطوير او تحديث او اصلاح بدون (نقد). اليسار فكرا وسياسة وتنظيما جزء اصيل من النسيج الوطني وله مصلحه حقيقيه في اردن آمن منتج ومستقر وعصري ويحترم (الآخر)ومتحرر من الفساد والمديونيه.