أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


عودة الأمير

بقلم : ناهض حتر
28-05-2012 11:31 PM
هناك العديد من المعطيات التي تؤشّر إلى عودة الأمير الحسن، إلى الميدان، للقيام بدور سياسي ربما رآه الملك مفيدا. ويُعدّ ذلك، من وجهة نظر عدّة أوساط اجتماعية، تطورا إيجابيا.
وفي هذا السياق، كتب الأمير الحسن مقالا بمناسبة عيد الإستقلال، وزّعته وكالة الأنباء الرسمية(بترا) ما يخرجه من دائرة الرأي الشخصي إلى كونه مداخلة شبه رسمية.
في رأيي أن الأمير، بوصفه مثقفا، ما زال يقف في منطقة ومنطق الثمانينيات. وقد رسّخ مقاله بعيد الإستقلال، قناعتي بأنه لم يلحظ، بعد، عمق التغييرات التي شهدها المجتمع الأردني في العقد الأخير.
على سبيل المثال، فإن الكلام المثالي المسهب في تحفيز الأردنيين على التعاضد الأخوي، كان له بعض من معنى قبل ربع قرن حين كان الأردن بلدا تقليديا بلا ملامح طبقية، لكننا اليوم نعيش في مجتمع طبقي، يسيطر 2 بالمئة من أبنائه على 60 بالمئة من الثروات والفرص، بينما أصبح لدينا ثلاثة ملايين من المفقَرين بينهم 870 ألفا من الذين تنطبق عليهم المعايير الدولية كجوعى، بمعنى أنهم لا يحصلون على السعرات الحرارية والفيتامينات الكافية للجنس البشري.
في الأردن اليوم عشرات من أصحاب المليارات ومئات من أصحاب مئات الملايين وآلاف من أصحاب الملايين وبرجوازية متنامية تلعب دور الوكيل للمصالح والاستثمارات الأجنبية. ونستطيع القول مطمئنين إلى أن هذه الثروات الضخمة قد تم بناؤها على حساب الدولة الأردنية ـ بالخصخصة والفساد ـ وعلى حساب المحافظات والأغلبية الشعبية التي تم إفقارها وتهميشها وقفل أبواب الفرص أمام أبنائها.
يغرق بلدنا اليوم في مأزق مالي مستعص من المديونية والعجز والفشل الإقتصادي. وهما مأزق وفشل ناجمان عن سياسات لم يُستَشَر الشعب الأردني فيها، بل إن قواه الحية طالما نددت بها وعارضتها. أفلا يستوجب الحس بالمسؤولية،إذاً، النقد الذاتي والإعتراف بالخطأ والإقرار بفشل النهج النيوليبرالي ومحاكمة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، قبل الطلب من شعبنا أن يتحمّل المزيد من الأعباء والقبول بالتعاون؟
لكنني، إلى ذلك كله، وقفتُ مندهشا أمام نقطتين ذكرهما الأمير في مقاله، النقطة الأولى هي الحديث عن الدولة الأردنية باعتبارها نتيجة لعوامل غير أردنية. وهذه العوامل موجودة بالطبع، وقلما توجد دولة حديثة لم تلعب العوامل الخارجية، دورا في قيامها، لكن الدولة الأردنية ـ كما الدول الوطنية الأخرى ـ لها نواتها الداخلية وشرعيتها الوطنية الخاصة بشعبها ومجتمعها وحركتها الوطنية. وهي حقيقة بدهية حُرمَت الدولة الأردنية من الإعتراف بها نتيجة الإلحاح على كونها نتيجة فرعية للثورة العربية الكبرى أو نتيجة الإلحاح المضاد على أنها صنيعة الإنجليز وأنها ' كيان عازل' ..الخ. والصحوة الأردنية اليوم ترفض الخضوع لهذه الأفكار، وترى في الدولة الأردنية محصلة لإرادة ونضال الشعب الأردني منذ مؤتمر أم قيس 1920.
النقطة الثانية تتعلق بالعودة إلى مفهوم ' الأصول والمنابت'. وهو مفهوم يفترض أن الوطنية الأردنية هي وطنية جماعات من البدو والمهاجرين. وكان الرئيس الأميركي السابق، بيل كلنتون قد بلوره صراحة حين تحدث في البرلمان الأردني عن الأردن باعتباره، كالولايات المتحدة، ' مجتمع مهاجرين'. وهذا مناف للمعطيات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي ميزت البلد في إطار الشام، ويصطدم بالشرعية التاريخية للوطنية الأردنية المعبّرة عن مجتمع وسيادة وعلاقات وجغرافيا اجتماعية كانت قد تبلورت قبل انهيار الإمبراطورية العثمانية.
على أن الوطنية الأردنية ليست طاردة ولا متعصبة؛ فهي أدمجت المهاجرين الراغبين في بناها الاجتماعية والسياسية والثقافية. ولكن تحت سيادتها وفي إطار هويتها. لا منابت ولا أصول ولا هويات في الأردن، وإنما هوية وطنية واحدة ليس أمام أي مهاجر ـ بغض النظر عن ظروف هجرته ـ سوى الإنضواء غير المشروط فيها، ووفقا لمتطلبات الشرعية الوطنية التاريخية لمَن نحتوا هذا الوطن في الصخر منذ الحارث الأول.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-05-2012 12:04 AM

كلام سليم 100% ولكن استاذي الفاضل انت غير محبوب في الدولة وهذا برأيي المتواضع لانك انسان شريف.

2) تعليق بواسطة :
29-05-2012 12:29 AM

Good article,Since 1927 and till now all attempt to create a stable established state in Jordan was deliberately miscarriage...!!!! ,it is no coincidence that while striping Jordan from its four thousand years of National heritage and turning it into just a new political entity of citizens, Israel was turning from an entity into a Country ,this is part of the alternative country project prepared for Palestenians twenty years prior to creating Israel..!!!.....,Renaming Jordan by " Sarg Al.Urdun "in 1927 when we did not have at that time"Garb Al.Urdun" is a prove of what was to follow twenty years later,,,,then keeping the west bank in Arab hands for another twenty years was also a period to dissolve both Palestinian and Jordanian National characters to create a form of fragile concept of just "citizens of Jordan" for both.....!!!!!!....o

3) تعليق بواسطة :
29-05-2012 12:59 AM

Too late

4) تعليق بواسطة :
29-05-2012 01:21 AM

...

رد من المحرر:
نعتذر

5) تعليق بواسطة :
29-05-2012 09:38 AM

كركي وناهض يمثلني

الارن للاردنيين ويجب تحديد من هو الاردني بدقةودسترة فك الارتباط

6) تعليق بواسطة :
29-05-2012 11:06 AM

*-الهروب دائما من الجانب السياسي و التأصيل له الى الخانة الاقتصادية من اجل التوظيف الايديولوجي الخاص بك في مجادلة مع نديم جديد وهو نظام الملكية "الشرعي" "الثابت" !!!
*-للاسف اصبحت كلمة مفكر تطلق هكذا جزافاً دون حسبة او مرجعية , تماماً مثل لقب شيخ !! فمثلا يكفي لبس عباءة وغطرة وضحك على امراة اجنبية من اجل كسب مالها او بيع قطعة ارض ليصبح فلان شيخا ويستقبل ويهنئ ويخرج الى مسيرات الولاء وينزل انتخابات برنامجها الاول هو المناسف وخطته الداخلية هي البصم وشريكه هو المؤسسات الامنية , وكذا لفظة المفكر اذ ارتبطت الان بمكانة الفرد السياسية و الاجتماعية فقط , انا لا ارى بمن تلعثم بكلام غير سوي قبل ثلاث اشهر على التلفزيون الاردني "مفكرا" بل نتاج فترة طويلة من حكم المطلق و العرفية .
*- تأسيس الدولة الاردنية ليس بالنظر الى التاثير الاجنبي اللذي بررته انت بالجمعية (اي اننا لسنا الدولة الحديثة الوحيدة التي نشات بتاثير خارجي), بل بالوجود الاداري للدولة اي : ان الدولة الاردنية كمفهوم دولة هو موجود قبل الثورة العربية وكان قائدها المرحوم راشد الخزاعي اذ كانت هنالك مؤسسات تدار و ادارات تسير امور الناس قبل اختطافها بنتائج مؤتمر فرساي عام 1919 وكذا قياس النهج الاقتصادي فالقضية ليست شرحا جُزرياً اي ان طبيعة النظام ليبرالية بحتة منذ نشأته وليس من عقدين فقط والباسها او شرحها بناءا على طبيعة المجتمع الاردني لذا فمخاطبة هذا النظام ومن يدور في فلكه او تراث هذا النظام بضرورة وقف النهج النيوليبرالي و تبني نهجا اشتراكيا بهوى شيوعي كما تطرحه انت في "ديمقراطيتك الاجتماعية" كمن يطالب السمكة بالعيش على شجرة !!!!!

7) تعليق بواسطة :
29-05-2012 12:12 PM

هذا يااخ ناهض يذكرني بعودة الوعي

8) تعليق بواسطة :
29-05-2012 02:10 PM

ماذا في ذهن الكاتب ناهض حتر حول الأمير الحسن ؟؟ فهو يقول "" هناك العديد من المعطيات التي تؤشّر إلى عودة الأمير الحسن إلى الميدان للقيام بدور سياسي ربما رآه الملك مفيدا, ويُعدّ ذلك، من وجهة نظر عدّة أوساط اجتماعية، تطورا إيجابيا."" الكاتب في هذه الفقرة لم يُحدد موقفه من عودة الأمير الحسن بل اكتفى بالإشارة الى المعطيات والى وجهات نظر أوساط اجتماعية ( وحتماً هو لم يعتبر نفسه أحد تلك الأوساط )
ويضيف الكاتب قائلاً : وفي هذا السياق، كتب الأمير الحسن مقالا بمناسبة عيد الإستقلال، وزّعته وكالة الأنباء الرسمية(بترا) ما يخرجه من دائرة الرأي الشخصي إلى كونه مداخلة شبه رسمية....
وفي الفقرة التالية يحدد موقفه بوضوح حيث يقول " في رأيي أن الأمير بوصفه مثقفاً ما زال يقف في منطقة ومنطق الثمانينيات . " وهو هُنا يكاد يقول أنّ هذه المرحلة أي مرحلة القرن الحادي والعشرون لا تصلح للأمير,, لأنه يحمل منطق ما قبل الحراك وما قبل الربيع العربي !! وربما استند الكاتب في رأيه الى قول الأمير في المقابلة المشهورة كلمة النخيل والتنخيل !! ثمّ أفصح الكاتب عن رأيه بخصوص عدم ملائمة عودة الأمير في هذه المرحلة بقوله بعد قراءته لمقال الأمير ما يلي " وقد رسّخ مقاله بعيد الإستقلال، قناعتي بأنه لم يلحظ بعد - أي الأمير - عمق التغييرات التي شهدها المجتمع الأردني في العقد الأخير.وهو يقصد الحراك والربيع .
فماذا في ذهن السيد حتر ؟؟
قلتُ في رأي سابق لم يُنشر أنّ الفكر اليساري لا يتفق مع الأنطمة الملكية ولذلك اعتذر المحرر عن النشر . فهل يعتذر ثانية ؟؟ لا أدري

9) تعليق بواسطة :
29-05-2012 06:07 PM

ناهض انت رجل بالف رجل.
انا اردني وناهض يمثلني .

10) تعليق بواسطة :
29-05-2012 06:55 PM

نعتذر

11) تعليق بواسطة :
29-05-2012 09:57 PM

نعتذر

12) تعليق بواسطة :
30-05-2012 04:10 AM

...

رد من المحرر:
نعتذر

13) تعليق بواسطة :
19-06-2012 12:49 PM

وهذه الشرعيه التاريخيه المنحوته ومنذ
ايام النبطي الكبير الحارث الاول يجري تمييعها فكل الحضارات السابقه في المنطقه
يجري تسمية صناعها بأسمائها كأن يقال
المصريون والسوريون والعراقيون القدماء
الا الانباط فيجري تسميتهم الانباط العرب ان التسميات بهذه الصيغ لايعني
الركون الى (قطريات ضيقه) بل هو رد
الصنيع الى اهله الى من انجز الانجاز
الحضاري حتى وان تم انكاره فهو موجود
ويتحدث عن نفسه , وايضا حتى لو تم
التعامل معه ليس بصفته انجازا حضاريا عجائبيا ملموسا بل بصفته (فرجه)
للسياح .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012