أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 17 كانون الأول/ديسمبر 2024
الثلاثاء , 17 كانون الأول/ديسمبر 2024


الذكرى 81 لوفاة الشريف الحسين بن علي غدا

02-06-2012 02:37 PM
كل الاردن -

توافق يوم غد الأحد الثالث من حزيران الذكرى الحادية والثمانون لوفاة الشريف الحسين بن علي المنقذ الأعظم وقائد أول ثورة عربية كبرى في مطلع القرن العشرين، التي استهدفت تحرير الأرض والإنسان وتأسيس الدولة العربية الواحدة المستقلة.

ولد الشريف الحسين بن علي في استانبول عام 1852 اثناء وجود والده هناك، وتلقى علومه الأولى فيها ليعود الى مكة وينشأ فيها على العروبة وقيم الاسلام، فبرزت مواهبه وتوجهاته التي تدعو الى التخلص من الحكم الأجنبي وتحقيق الاستقلال العربي، فكان ان نفي النفي الاول عام 1893 الى استانبول ليمكث فيها حتى عام 1908 فيعود اميرا على مكة يدير شؤون البلاد بعدالة وحكمة وهو يتطلع الى الاستقلال العربي التام الذي كان يعمل من اجله.

وحين واتت الظروف لإعلان الثورة العربية الكبرى خاصة بعد نجاح سمو الأمير فيصل في مسعاه مع الأحرار العرب في دمشق وغيرها اطلق الشريف الحسين طيب الله ثراه رصاصة الثورة العربية الكبرى يوم العاشر من حزيران من عام 1916 معلنا بدء العمليات العسكرية بقيادة أنجاله الأمراء علي وعبدالله وفيصل وزيد التي تقدمت وهي تحقق الانتصارات التي توجت بتأسيس الدولة العربية الاولى في سورية ومن ثم العراق ومن ثم كانت الدولة الاردنية.

والحسين بن علي طيب الله ثراه كان ثابتا عند مواقفه حازما خاصة حين الحديث عن فلسطين والقدس، وقد رفض كل المعاهدات والاتفاقيات التي لا تنص صراحة على عروبة فلسطين والقدس.

وكان الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه قدم تبرعا سخيا لإعمار المسجد الأقصى عام 1924 جاوز ثلاثين الف ليرة ذهبية، والذي جاء في فترة دقيقة حين كانت جدران المسجد الاقصى وسقوفه تتعرض للتلف.

ويستذكر اهل فلسطين والمجلس الإسلامي الأعلى في القدس هذا التبرع والإعمار خاصة بعد حدوث الزلزال المدمر عام 1927 والذي لولا لطف الله اولا والإعمار الهاشمي وترميم الاقصى لحدث ما لا تحمد عقباه.

وتعرض الشريف الحسين بن علي للنفي من جديد عام 1926 ونقل الى قبرص ليقيم فيها، لكنه عاش فترة حياته هناك ملكا قائدا لا ينقطع عن التواصل مع اعيان الأمة يزورونه ويستذكرون مجده وهو يواصل خدمته للأمة، وكان على علاقة وثيقة مع المجتمع المحلي، وقد تبرع الشريف الحسين في قبرص لإعمار الكنيسة الأرمنية فيها.

والشريف الحسين بن علي الذي أراده العرب قاطبة قائدا لثورتهم وحمل مشعل الحرية وناضل بصدق وإخلاص لا يبتغي غير مرضاة الله سبحانه وتعالى، نستذكر سيرته العطرة التي تشكل تاريخا مجيدا ناصعا وصفحة عز في تاريخ الاشراف العرب وقادتها المخلصين.

فقد توفاه الله في مثل هذا اليوم من عام 1931 في عمان في قصر رغدان، ويأبى أعيان القدس الا أن يكون سكين الأقصى في المدينة التي احبها وتبرع لإعمار مسجدها وأخلص لقضيتها، فينقل الملك الثائر يوم الرابع من حزيران الى القدس ليوارى الثرى في المسجد الأقصى وكأننا مع جلالته رحمه الله نردد قوله المشهور الذي أفصح به حين نفيه الثاني.. 'مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها'، ونستذكر قول العرب في جنازته الشهيرة العظيمة من القدس حين كانوا يرددون 'ايها المولى العظيم فخر كل العرب، ملكك الملك الفخيم ملك جدك النبي'، وقد رثاه الشاعر العربي الكبير أمير الشعراء احمد شوقي بقصيدة طويلة مطلعها 'لك في الأرض والسماء مأتم قام بها ابو الملائك هاشم.. عبرات الكتاب فيها جوار وعيون الحديث فيها سواجم.. قعد الآن للعزاء وقامت باكيات على الحسين الفواطم'.

وبعد واحد ثمانين عاما ما تزال تتجدد في آل هاشم روح النهضة وعزيمة البناء وخدمة الامة، فتنتقل الراية من كابر الى كابر تتعزز رفعة وشموخا، ترتفع في الانجاز الموصول الذي يتعزز اليوم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في المملكة الاردنية الهاشمية، فتكون خطوات التقدم والإعمار والاهتمام بإرث الاجداد وايلاء القدس ومنبرها العظيم الاهتمام الخاص والتوجه لخدمة قضايا الامة العربية والاهتمام بالاصلاح والتنمية الشاملة في الاردن والتوجه للاستثمار في الانسان تدريبا وتأهيلا وتعليما، والتأكيد على قيم الاسلام السمحة التي تحترم الانسان وتنبذ العنف والإرهاب والدعوة للحوار للوصول الى العالم الذي يخلو من المخاطر، كل هذه إنما هي توجهات ثابتة اختطتها القيادة الهاشمية منذ فجر النهضة العربية الكبرى وتمضي قدما في ركب البناء والتطوير والتحديث نحو المستقبل الافضل.

( بترا )

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-06-2012 04:31 PM

مايجوز على الميت الا الرحمه الله يرحمه ..

2) تعليق بواسطة :
02-06-2012 05:20 PM

لو تحدثنا في موضوع الثوره العربيه الكبرى اليوم وبعد ثورة المعلوماتيه والشواهد والروايات وبعد تجمع العديد من الافكار الدقيقه حول ما يسمى الثوره العربيه الكبرى .... فهل سنجد من لا يزال يؤمن بوجود هذه الثوره او بجواز تسميتها ثوره كما يشتهي البعض ؟
انا شخصيا لم اعد اؤمن بهذا المسمى فالموضوع لا يعدو عن كونه سلسله من الاتفاقيات جرت بين قاده عرب وقادة الاستعمار تم من خلالها تقسيم الكعكه بين الطرفين على ان يطلق مسمٌى الثوره العربيه الكبرى كمناسبه للتسحيج السنوي.
الناس تفتحت عقولها وهذا النوع من الاعلام يضر ولا ينفع.

3) تعليق بواسطة :
02-06-2012 05:28 PM

وبعد واحد ثمانين عاما ما تزال تتجدد في آل هاشم روح النهضة وعزيمة البناء وخدمة الامة، فتنتقل الراية من كابر الى كابر تتعزز رفعة وشموخا، ترتفع في الانجاز الموصول الذي يتعزز اليوم بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في المملكة الاردنية الهاشمية، فتكون خطوات التقدم والإعمار والاهتمام بإرث الاجداد وايلاء القدس ومنبرها العظيم الاهتمام الخاص والتوجه لخدمة قضايا الامة العربية والاهتمام بالاصلاح والتنمية الشاملة في الاردن والتوجه للاستثمار في الانسان تدريبا وتأهيلا وتعليما، والتأكيد على قيم الاسلام السمحة التي تحترم الانسان وتنبذ العنف والإرهاب والدعوة للحوار للوصول الى العالم الذي يخلو من المخاطر، كل هذه إنما هي توجهات ثابتة اختطتها القيادة الهاشمية منذ فجر النهضة العربية الكبرى وتمضي قدما في ركب البناء والتطوير والتحديث نحو المستقبل الافضل.

4) تعليق بواسطة :
02-06-2012 06:02 PM

يا كل الاردن، اكتبوا باسم الاردن والاردنيين ولا تنشروا عن بترا الفاشلة هكذا

5) تعليق بواسطة :
03-06-2012 12:05 AM

إلى "واحد أردني" مع الاحترام

أتفق معك في بعض ما كتبت وأختلف في بعض. لا يدانيني شك بعد قراءتي العديد من المراجع المكتوبة باللغة الانجليزية حول الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية وتاريخ الأردن في الأرشيف البريطاني أن الثورة لم تكن تحركا عربيا خالصا معزولا عن مجريات الحرب التي كانت تسمى بالكبرى في ذلك الحين فلم تكن الحرب العالمية الثانية قد نشبت بطبيعة الحال.

لقد التقط البريطانيون بحسهم الاستعماري المعروف مشاعر الكثير من القيادات العربية ازاء الدولة العثمانية التي سيطرت عليها في سنواتها الأخيرة نزعة التتريك ونبذ العرب واضطهادهم، كما علمت بريطانيا الاستعمارية بوجود بعض الخلافات بين قيادة الدولة التركية وشريف مكة الحسين بن علي فما كان منهم إلا أن استمزجوه في شن حرب على الدولة العثمانية من داخلها مقابل وعود فضفاضة بأن ينصبوه ملكا على العرب بعد انتهاء الحرب. تردد الشريف رحمه الله كثيرا قبل أن يقبل عروض البريطانيين وكان وسيطه في ذلك نجله الثالث الذي أصبحا ملكا على الأردن فيما بعد والذي وثق رحمه الله بالبريطانيين كثيرا واقتنع بصدق نواياهم خلافا لوالده الحذر والمتشكك بكل ما هو غير عربي. ولادراكها أهميتها رعت بريطانيا الثورة ورافقتها خطوة خطوة من خلال ضباط استخباراتها وعملياتها فيما بعد وفي مقدمتهم الأسطورة "تي إي لورنس" الذي اشتهر باسم "لورنس العرب" الذي كان ممزق الولاء بين حكومة بلاده وطموحات صديقه الشخصي الملك فيصل الإبن الثاني للشريف حسين وملك العراق فيما بعد في دخول دمشق وتأسيس حكومة عربية فيها.

لا شك أنه كانت لبريطانيا أهدافها التي حققت الكثير منها خلال ثورة العرب ولولا ذلك لما دفعت للثوار مبلغا يوازي في أرقام اليوم مليارين وسبعمئة ألف دينار أردني أنفقتها على تأليف قلوب أبناء العشائر وجمعهم حول كلمة فيصل ودفعهم للتخلي عن الدولة العثمانية التي كانت تدفع المخصصات للكثير من أعيانهم لحماية مصالحها ومن بينها حماية طريق الحجين الشامي والمصري. ولكن كان هناك الكثير من العرب أيضا الذين سئموا ظلم العثمانيين وكانت لديهم رغبة حقيقية في التخلص من ظلم العثمانيين الذي استفحل خلال السنوات الأخيرة من حكمهم.

على أية حال لا أسف على حكم العثمانيين فقد استبدوا وظلموا وجهلوا، ولكن الأسف على طموحات وآمال العرب بالتحرر الكامل فما زال قرارنا رهن بأيدي غيرنا وبأيدي حكامنا الذين يتوزع ولاءهم على الدول الاستعمارية.

6) تعليق بواسطة :
03-06-2012 12:21 AM

سقط سهوا من الفقرة الثالثة أن النجل الثالث للشريف حسين هو الملك عبد الله الأول رحمهما الله أول ملك على الأردن بعد سقوط الدولة العثمانية، لذا اقتضى التنويه.

7) تعليق بواسطة :
03-06-2012 01:25 AM

ورد سهوا في الفقرة الأخيرة: "يتوزع ولاءهم" والصحيح هو "ولاؤهم".

8) تعليق بواسطة :
03-06-2012 11:17 AM

Dr.Omar Toqah is a fair historian,thank you

9) تعليق بواسطة :
03-06-2012 11:24 AM

رحم الله الشريف حسين الذي ادرك مؤخرا حجم المؤامرة على بلاد المسلمين وحاول جاهدا استدراك الوضع وانقاذ ما يمكن انقاذه، ولكن سبق السيف العذل.
كان المرحوم مسكونا بحب القدس وعشقها وقا سنة ١٩٢٥ بزيارة للاردن في محاولة منه لزيارة القدس، ولكن تم منعه من ذلك، واعيد مجبرا الى مكة ليواجه قدره المحتوم بتخطيط من الانجليز وبني صهيون.
كما رحم الله السلطان عبد الحميد والذي رفض كل الاغراءات وكل التهديدات بازالة ملكه مقابل السماح لليهود بموطئ قدم في القدس!!!!!
لابد من قراءة جديدة للتاريخ اذا اردنا حقا بناء علاقة عربية تركية فعالة ومفيدة
 

10) تعليق بواسطة :
03-06-2012 12:41 PM

Helo there,

I am not Omar Touqa if you are refering to me. Thank you though

11) تعليق بواسطة :
03-06-2012 12:47 PM

أعتذر لتكرار العودة فعجلة واتقان لا يتفقان! ورد سهوا في الفقرة الثالثة من التعليق أن المبلغ الذي أنفقته بريطانيا آنئذ على الثورة بالجنيهات الذهبية فقط وصل إلى مليارين وسبعمئة ألف ديتار والصحيح هو "ملياران وسبعمة مليون دينار". يمكن العودة بهذا الخصوص إلى كتاب لورنس "أعمدة الحكمة السبعة" الذي أرخ ليوميات الثورة.

شكرا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012