أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


إجهاض الإصلاح بمباركة رسمية

بقلم : فهد الخيطان
20-06-2012 12:00 AM
لم يعد الحديث عن تراجع الدولة عن الإصلاح السياسي مجرد مخاوف و'افتراءات' من المعارضة، أو اتهامات لا أساس لها؛ بل هي اليوم حقيقة تسندها أدلة قاطعة.إقرار 'النواب' لنظام الصوت الواحد، وبأغلبية مريحة، لم يكن اجتهادا نيابيا صرفا، إنما سياسة رسمية تحظى بمباركة جميع الأطراف المعنية.عندما تبنت 'قانونية النواب' مقترح الصوت الواحد، اعتقد الكثيرون، وأنا منهم، أن الأمر مجرد ميل تقليدي إلى تيار نيابي أعلن في وقت مبكر تمسكه بالصوت الواحد، وبأن مراكز صناعة القرار لن تسمح بتمرير هذه الصيغة المدمرة للإصلاح السياسي. فتسابق دعاة الإصلاح داخل المجلس وخارجه، 'يا لسذاجتهم!'، إلى تقديم مقترحات بديلة واقعية وممكنة التطبيق، وانتهى النقاش باقتراح حظي بإجماع يقضي بمنح الناخب في الدائرة المحلية صوتين بدلا من صوت واحد، وزيادة عدد مقاعد القائمة الوطنية إلى 25 مقعدا.شكل هذا الاقتراح خطوة صغيرة لتطوير القانون. ومع ذلك، جرى تجاهله عن عمد، ومحاربته تحت القبة وخارجها، وسط إصرار عجيب على تمرير الصيغة كما جاءت من اللجنة القانونية.كان هذا الاختبار كافيا لكشف النوايا المبيتة لوأد مشروع الإصلاح السياسي والعودة بالبلاد إلى المربع الأول؛ مربع الصوت الواحد وإفرازاته التي عانى الأردنيون من نتائجها الكارثية.ولم تكن العودة خجولة كما وصف البعض، بل في احتفالية سياسية في مجلس الأمة، ختمها رئيس الوزراء فايز الطراونة بمرافعة من القلب عن فضائل الصوت الواحد، ومحاسن المجالس النيابية التي أفرزها القانون سيئ الصيت. وخص الطراونة المجلس السابق و'الذي قبله' بالمديح، بوصفه مجلسا سياسيا من طراز رفيع. وللتوضيح، فإن رئيس الوزراء يعني بالذي قبله مجلس النواب الخامس عشر الذي شهدت انتخاباته العام 2007 أوسع عملية تزوير في تاريخ الانتخابات الأردنية، وصار الصغير قبل الكبير يعرف تلك الحقيقة.مع دخول العالم العربي عهد التحولات الثورية العام الماضي، شهدت عملية الإصلاح السياسي في الأردن سلسلة تطورات ملموسة، تمثلت في تشكيل لجنة الحوار الوطني التي أوصت بحزمة من الإصلاحات التقدمية، وإقرار تعديلات إيجابية على الدستور طالت ثلث مواده، كان من ثمارها استحداث هيئة مستقلة للاشراف على الانتخابات وإدارتها، وإنشاء محكمة دستورية. وعلى المستوى السياسي، كان إعلان الملك المهم أن الحكومة التي ستتشكل بعد الانتخابات النيابية المبكرة ستمثل الأغلبية النيابية.كل هذه الإنجازات والتطورات جرى إجهاضها وإفراغها من مضمونها من خلال اعتماد نظام انتخابي مجرب منذ سنوات، دمر الحياة السياسية والبرلمانية في البلاد، وسيتكفل بتدمير فرص الإصلاح في المستقبل.النتيجة الوحيدة لاعتماد قانون الصوت الواحد في هذه المرحلة، هي توسيع جبهة المقاطعة للانتخابات لتشمل قوى اجتماعية وسياسية أخرى غير الحركة الإسلامية وأحزاب المعارضة، وما يترتب على ذلك من حالة استقطاب ومواجهة.أكثر ما يثير القلق، لا بل الفزع، أن الجهات الرسمية كانت تدرك، وبشكل عميق، التداعيات المترتبة على إحياء الصوت الواحد من جديد، لكنها رمت بها عرض الحائط، وكأنها تسعى إلى الإقصاء لا المشاركة.ما حصل تحت القبة كان بحق انقلابا مدبرا على عملية الإصلاح.fahed.khitan@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-06-2012 01:05 AM

سيدنا لن يمرر هذا القانون لانه القائل لا عودة للصوت الواحد وهو يتطلع لمشاركة الجميع في الانتخابات المقبلة التي ان تمت على هذا القانون ستواجه بمقاطعة رهيبه وكبيره

2) تعليق بواسطة :
20-06-2012 11:41 AM

Sir,with respect,how little you know

3) تعليق بواسطة :
20-06-2012 12:23 PM

قانون الصوت الواحد المقر من مجلس مزور
هو للتصويت وليس للانتخاب فشتان ما بين الاثنين.

4) تعليق بواسطة :
20-06-2012 12:29 PM

"الاطعمه التي تساعد على تقوية الذاكره"

عزيزي المواطن من اجل القضاءعلى العدو..

حتى تغيروا ما بانفسكم



"تناول اللحوم السمينة والمواد الدسمة والسكريات الموجودة فى الحلويات بوصفهما العدو رقم واحد لقدرة المخ على العمل بشكل جيد."

5) تعليق بواسطة :
20-06-2012 03:37 PM

مربط الفرس ـ في الخلفية ـ ليس الصوت الواحد..وانما توزيع المقاعد النيابية حسب السكان..

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012