أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
ضبط مستودع للمجمدات غير مرخص في الكرك أسعار الذهب في السوق المحلي الأحد الطاقة النيابية: شهران لسداد فاتورة الكهرباء وبسقف 75 دينارا وزير التربية يوضح تفاصيل التوجيهي الجديد الملك يستقبل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان وزير العمل: هدفنا تنظيم سوق العمل وليس العقوبة أو الجباية صدور تعليمات إجازة حليب الرضع والأغذية التكميلية في الجريدة الرسمية اجتماعات سوريا تنطلق من الرياض .. والأوروبيون يبحثون رفع العقوبات الطاقة تدرس تمديد مهلة فصل التيار الكهربائي إلى 60 يومًا البنك المركزي يمدّد مهلة توفيق أوضاع شركات التمويل مجلس الاستثمار يعقد اجتماعاً برئاسة رئيس الوزراء الطيران المدني: اللجنة الفنية تدرس نتائج تقييمها لمطار دمشق الحكومة تبدأ برفع تعرفتي المياه والصرف الصحي - تفاصيل السماح للسوريين المقيمين في عدد من الدول بالدخول الى المملكة دون موافقة مسبقة الحكومة توقع عقد مشروع تحلية ونقل المياه "الناقل الوطني" أولى الخطوات العملية لتنفيذ المشروع
بحث
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


البحث عن مرجعية: واجب الوقت

بقلم : حسين الرواشدة
29-06-2012 01:00 AM
أعتقد ان وصول الاسلاميين الى الحكم في بعض بلداننا العربية سيطرح سؤالا مهما وهو هل يمثل هؤلاء الجسم الاسلامي ويعبرون عنه ام ان الامة ما تزال بحاجة الى مرجعية اسلامية معتبرة ،سواء خرجت من مهاد السياسة او من مهاد الدين ومؤسساته وعلمائه، و للتوضيح فانا لا اتحدث ولا اطالب بوجود سلطة دينية وانما لا بد من وجود مظلة اعتبارية او معنوية تمثل نحو ربع سكان البشرية ولا بد ايضا من ان نشعر كمسلمين بأن لدينا رموزا مخلصة تعبر عن قضايانا وتعكس صورتنا الصحيحة .

أعرف ان احوال المؤسسة الدينية في بلداننا العربية والاسلامية ليست افضل حالا من اوضاع النظام السياسي العربي ، لا تسأل - هنا - عن دور الوزارات والحركات والمؤسسات التي تتبنى الحديث عن الاسلام او تعمل في اطاره ، ولا عن همة العلماء ومجامعهم وروابطهم وما يصدر عنها من فتاوى او قرارات ، يكفي ان نتأمل في مسألة واحدة ذكرتها سلفا وهي غياب المرجعية الاسلامية المعتبرة التي يمكن ان تمثل نحو خمس سكان البشرية وتتبنى قضاياهم وتدافع عنها كما هو الحال لدى كل الاديان والمذاهب.

هل يوجد للمسلمين زعامة تمثلهم ، او مرجعية تتحدث باسمهم ، السؤال ليس جديدا ، فكل الدعوات التي انطلقت للتقريب او للوحدة بين المسلمين ، كانت تبحث عن اجابة عملية حاسمة على هذا السؤال ، ومع ان المسلمين - دون غيرهم - يتفقون على كتاب واحد ونبي واحد ، ويجتمعون على اصول ثابتة وان اختلفوا في بعض الفروع والتفاصيل الا ان ذلك كله لم يشفع لهم بابداع مرجعية تحظى باعتراف العالم واحترامه ، او تؤثر في احداثه ، او تنتزع حقوق المنتسبين اليها منه ، صحيح ان لدينا فقهاء وعلماء ومجامع ومؤسسات دينية ، لكن المقصود بالمرجعية، سواء كانت مؤسسة او زعامة دينية يتجاوز هذا الموجود بما فيه من تعددية واشتباك واستقطاب للاتفاق على مرجعية عابرة للمذاهب والمدارس والاتجاهات الفكرية ، يشارك فيها علماء ومفكرون وسياسيون ، وترتفع فوق الخلافات والاختلافات ، وتجتهد في جمع كلمة المسلمين واستنهاض طاقاتهم والدفاع عن قضاياهم ، دون ان تصادر حريات الناس او ان تفرض عليهم اجتهاداتها ، ودون ان تتحول الى سلطة دينية كما حدث لدى غيرنا ، فمهمتها الاولى اشاعة ثقافة الائتلاف ، ومهاد حركتها القضايا الكبرى وهدفها بناء الوحدة العلمية ووضع الامة على طرف من الندية في علاقتها مع الاخرين.

لا اريد ان اقول بان المسلمين بحاجة الى بابا او زعيم روحي يحظى باحترام العالم وتقديره ، ولا اريد ان اتساءل عن سر غياب النموذج الانساني الاسلامي المعاصر ، ولكنني اشعر بالمرارة حين ارى ان المسلمين تحولوا الى ايتام ، وحين اسمع عن نماذج لقرى فاضلة في اوروبا يزيد عددها عن 12 قرية نجح اخواننا المسيحيون في انشائها ، وحين اقرأ عن الام تريزا وعن غاندي وغيرهم من النماذج الانسانية المعاصرة واتذكر انه كان لدينا نماذج - وما اكثرها- عبرت عن انسانية الاسلام وعن عدالته و منعته وسماحته ، لكنها تبدو اليوم غائبة ، اشعر بالمرارة - اي والله - لأنني ادرك ان النزعة الانسانية في الاسلام تحتل مساحة واسعة جدا ، لدرجة ان الخطاب القرآني يضع مفهوم الانسان في مقابل مفهوم الله تعالى ، باعتبار الانسان خليفة له سبحانه وحاملا لأمانته، ومكلفا بعمارة كونه وباعتبار ان كل ما في الوجود مسخر لخدمته.

بدأنا بالمرجعية الاسلامية الغائبة وانتهينا بالنماذج الانسانية الغائبة ايضا ، واحسب ان المسألتين ترتبطان ببعضهما ، فالامة التي تعجز عن انتاج خطابها الانساني ، والدفاع عن حضورها الكوني، واستيلاد نهضتها وحضارتها ، لا شك بانها ستكون عاجزة عن ابراز مرجعية توحدها ، وزعامة تتحدث باسمها ومشروع تتميز به عن غيرها ، وتتدافع من خلاله لمشاركة العالم في مسيرته ، ولانتزاع ما تستحقه من مكانة فيه.

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012