أضف إلى المفضلة
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
ضبط مستودع للمجمدات غير مرخص في الكرك أسعار الذهب في السوق المحلي الأحد الطاقة النيابية: شهران لسداد فاتورة الكهرباء وبسقف 75 دينارا وزير التربية يوضح تفاصيل التوجيهي الجديد الملك يستقبل أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان وزير العمل: هدفنا تنظيم سوق العمل وليس العقوبة أو الجباية صدور تعليمات إجازة حليب الرضع والأغذية التكميلية في الجريدة الرسمية اجتماعات سوريا تنطلق من الرياض .. والأوروبيون يبحثون رفع العقوبات الطاقة تدرس تمديد مهلة فصل التيار الكهربائي إلى 60 يومًا البنك المركزي يمدّد مهلة توفيق أوضاع شركات التمويل مجلس الاستثمار يعقد اجتماعاً برئاسة رئيس الوزراء الطيران المدني: اللجنة الفنية تدرس نتائج تقييمها لمطار دمشق الحكومة تبدأ برفع تعرفتي المياه والصرف الصحي - تفاصيل السماح للسوريين المقيمين في عدد من الدول بالدخول الى المملكة دون موافقة مسبقة الحكومة توقع عقد مشروع تحلية ونقل المياه "الناقل الوطني" أولى الخطوات العملية لتنفيذ المشروع
بحث
الأحد , 12 كانون الثاني/يناير 2025


السلط: من يكسِّر من؟!

بقلم : د.محمد ابو رمان
04-07-2012 12:22 AM
الاجتماع العاصف لمواطنين من السلط في مجمع النقابات المهنية في المحافظة (أول من أمس) يعكس حجم التوتر والاحتقان الذي يسود في أوساط الشباب هناك، ليس فقط أبناء التيار السلفي، بل حتى شريحة واسعة منهم، ممن خاضوا مواجهات مع الدرك خلال الأعوام الماضية.الاجتماع جاء احتجاجاً شديداً على ما نسبه أهالٍ من المدينة لانتهاكات وقعت بحق أبنائهم الذين اعتقلوا على خلفية أحداث الشغب الأخيرة، والتي كانت تطالب بإطلاق سراح المحكوم محمد جميل عربيات (دين باغتيال فولي قبل مدة طويلة). ذوو المعتقلين -وبعضهم ما يزالون أحداثاً- يتحدثون عن اتهامات بأفعال وقعت بحق أبنائهم من جهاز الدرك!مشاهد الفيديو والصور للفتى-الحدَث ليث قلالوة، وحديث والده المؤلم عما وقع بحق الابن، هزّت الرأي العام بالأمس، فيما جاء بيان الأمن العام –كالعادة- هزيلاً متهاوياً، لا يكاد من صاغه يقتنع به. أمّا ما نُسِب من حديث عن اعتداءات 'جنسية' على لسان بعض الآباء، فإنّه مؤشر على أنّنا نسير في طريق خطرة جداً، كمن يدخل إلى بيت الأفاعي ويتباهى بالرقص فيه!المقلق أنّ هذه الاتهامات ليست الأولى من نوعها؛ إذ سبقتها شهادات مماثلة عن انتهاكات بحق معتقلي الدوار الرابع، وقبل ذلك شهادات أكثر خطورة وإيلاماً عن معتقلي تيار السلفية الجهادية، على خلفية أحداث الزرقاء (منتصف نيسان 2011).بالضرورة، لا أحد يقبل بالاعتداء على الممتلكات العامة، ولا على رجال الأمن، ولا حرق الإطارات في الشوارع، ولا إغلاق الطرق، ولا إهانة الدولة، فهذا ما لا يمكن تبريره أو تجميله! لكن الجواب عن ذلك لا يأتي عبر الإفراط في استخدام القوة والتعذيب، وتجاوز القانون، والاستهتار بكرامة الإنسان وشرفه، فهذه –إن وقعت- بمثابة جريمة أخطر بكثير من جريمة الشغب، لأنّها تكسير للأسس الأخلاقية في العلاقة بين الدولة والمواطن!ما حدث يولّد تراكمات مقلقة. والخروج من هذا المناخ المسموم يكمن فقط في تدخل مباشر من رئيس الوزراء ليشكل لجنة تحقيق مستقلة من المركز الوطني لحقوق الإنسان والنقابات وبعض القضاة. وإذا لم يفعل ذلك، فهو يؤكّد –ضمنياً- إدعاءات الأهالي، ما يرسّخ صورة جديدة وعلاقة مختلفة بين الدولة والمجتمع.حالة السلط لا يمكن النظر إليها بصورة منفصلة عن السياق العام في البلاد؛ ففي اليوم نفسه حدث اعتداء جديد على مقر جماعة الإخوان المسلمين في حي النزهة، وكتابة عبارات مسيئة للجماعة، مع التأكيد على الولاء للنظام. وكالمعتاد، فمن المتوقع أن يتم تسجيل الحادث ضد مجهول!في الأثناء، تتكرر أعمال البلطجة والاعتداء على المظاهرات السلمية، ويستمر العنف الجامعي ويدخل مرحلة خطرة. والجديد أنّ جزءاً كبيراً من العنف يتحول اليوم من مشاجرة عشائرية أو احتجاج على انقطاع الماء أو على الواجهات العشائرية، إلى عنف ضد الدولة نفسها!جوهر الأزمة أنّ المواطنين لا يرون مسطرة واحدة تطبق على الجميع عنوانها 'دولة القانون'، فهنالك تعاطف رسمي مع عنف واعتداء على ناشطين من الأمن أو 'متطوعين'، وسكوت عن عنف آخر، وضرب بيد من حديد احتجاجات أخرى، وكأننا نُحكم بعشرين قانونا، ونتعامل مع قارة متنوعة الأديان والأعراق والإثنيات، لا مع دولة صغيرة لا تحتاج إلى كل هذا التعقيد والارتباك!الروايات عن الانتهاكات والإفراط في استخدام القوة، ما صحّ منها، لا يكسر شوكة الشغب أو التمرد أو يبعث برسالة بأنّ للدولة أنياباً، بل هو قبل كل شيء تكسير لصورة الدولة ونزع لجذور احترامها وتقزيم لقيمها، وتفخيخ لعلاقتها مع الشارع بأسره!m.aburumman@alghad.jo

(الغد)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012