08-07-2012 11:05 AM
كل الاردن -
من كامل صقر: باريس ـ وكالات: أرخى خبر انشقاق العميد العسكري البارز في سورية مناف مصطفى طلاس بظلاله على اجتماع اصدقاء سورية في باريس وعلى حديث الشارع السوري ، حيث اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة ان العميد السوري المنشق في طريقه الى باريس، مؤكدا بذلك معلومات اوردها مصدر قريب من النظام في دمشق.
ومن باريس دعا مؤتمر 'اصدقاء الشعب السوري' الجمعة في باريس مجلس الامن الدولي الى ان يصدر بشكل 'عاجل' قرارا ملزما 'تحت الفصل السابع'، ولكن لا يجيز في مرحلة اولى استخدام القوة، مشددا على ضرورة 'رحيل' الرئيس السوري بشار الاسد و'تكثيف المساعدة للمعارضة' السورية.
وفي واحدة من أقوى التصريحات الامريكية بشأن الازمة السورية التي قسمت مجلس الامن التابع للامم المتحدة على غرار تقسيمات الحرب الباردة قالت كلينتون ان روسيا والصين يجب ان تدفعا ثمنا لتعطيلهما قرارات الامم المتحدة التي يمكن ان تدفع الاسد للتنحي.
ونفت روسيا، التي قاطعت مع الصين هذا المؤتمر، 'نفيا قاطعا' ان تكون تدعم نظام الاسد، وذلك بعد الانتقادات التي وجهت اليها بهذا الصدد خلال المؤتمر.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر في البيان الذي صادقت عليه قرابة مئة دولة غربية وعربية شاركت فيه ان المشاركين يطالبون مجلس الامن الدولي بأن 'يفرض اجراءات (...) تضمن احترام هذا القرار'، اي فرض عقوبات من الامم المتحدة ضد نظام دمشق.
كما اتفق المشاركون على 'ضرورة رحيل الاسد'، مؤكدين في هذا الصدد على ضرورة استبعاد الاشخاص الذين يمكن ان يزعزع وجودهم مصداقية العملية الانتقالية.
واوضح البيان من جهة ثانية ان المشاركين قرروا 'تكثيف' المساعدة للمعارضة 'وفي هذا الشأن، سيقوم بعض المشاركين بتأمين وسائل اتصال للسماح للمعارضة بإجراء اتصالات في ما بينها وبالخارج بشكل اكثر امانا وبما يتيح ضمان حمايتها في اطار تحركها السلمي'.
كما دعا البيان 'المعارضة الى الاستمرار في التركيز على اهدافها المشتركة' بعدما ظهرت هذا الاسبوع الى العلن انقساماتها حول المرحلة الانتقالية وحول تدخل عسكري اجنبي محتمل في سورية.
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعرب في افتتاح المؤتمر عن امله في ان 'يشجع' المؤتمر مجلس الامن الدولي على التحرك لممارسة ضغوط على دمشق.
واضاف الرئيس الفرنسي ان حصيلة ضحايا اعمال العنف في سورية 'رهيبة ولا يمكن للضمير الانساني ان يتحملها'، داعيا الامم المتحدة الى 'اتخاذ اجراءات بأسرع ما يمكن لدعم خطة الخروج من الازمة' والتي عرضها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية.
وشاركت في مؤتمر اصدقاء الشعب السوري، الثالث من نوعه بعد اجتماعي تونس واسطنبول، قرابة مئة دولة غربية وعربية.
اما كلينتون فقالت امام المؤتمر 'لا بد من اللجوء مجددا الى مجلس الامن للمطالبة بتطبيق خطة جنيف التي وافقت عليها روسيا والصين'.
ومن جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ 'سنطالب باصدار قرار من مجلس الامن بموجب الفصل السابع يتضمن بروتوكول جنيف'.
وفي تطور لافت اكد مصدر قريب من السلطات السورية الجمعة انشقاق العميد مناف طلاس، القريب من عائلة الرئيس بشار الاسد، عن الجيش السوري منذ ثلاثة ايام وخروجه مع افراد عائلته من سورية. ولاحقا اكدت باريس ان طلاس في طريقه اليها للانضمام الى عائلته ووالده.
ورحبت الولايات المتحدة الجمعة بانشقاق مناف طلاس كما اعلن متحدث باسم البنتاغون.
وعلقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالقول ان 'هذا الانشقاق يدل على ان الضباط السوريين 'بدأوا يتحركون'. واضافت متوجهة 'الى اولئك الجنود الذين لا يزالون يؤيدون النظام، ان الشعب السوري سيتذكر الخيارات التي تتخذونها خلال الايام المقبلة وكذلك العالم'.
من جهته، وصف رئيس المجلس الوطني السوري انشقاق طلاس بانه 'ضربة هائلة' لنظام الاسد، مؤكدا ان المعارضة 'ستسعى للعمل معه وندعو الى انشقاقات اخرى'.
وبالمقابل حاولت صفحات التواصل الاجتماعي المؤيدة للنظام التقليل من أهمية انشقاق مناف طلاس على اعتبار أنه كان مجمداً من الناحية الفعلية، وجرى نزع الدسم من صلاحياته الفعلية منذ قرابة العام، فيما روجت صفحات أخرى إلى أن مناف طلاس كان قد تلقى عرضاً بمبلغ يقارب 20 مليون دولار تكفلت به السعودية لقاء انشقاقه، الأمر الذي سخرت منه صفحات المعارضة على الفيسبوك وذكرت بعض تلك الصفحات أن مناف طلاس لديه من الممتلكات والأرصدة المالية في الداخل ما يقدر بمبالغ كبيرة للغاية فليس ثمة من داع لقبول العرض السعودي.
ولا يعتقد مراقبون أن يخرج العميد مناف طلاس عبر الإنترنت ليخاطب الرأي العام الداخلي والخارجي بنبأ انشقاقه، بحيث أنه لن يعتمد ما درج عليه العسكريون المنشقون سواء كانوا ضباطا رفيعي الرتبة أم من رتب صغيرة، وبالتالي لن يراه السوريون في مقطع مصور منشور عبر اليوتيوب يقول فيه أنا العميد مناف طلاس من مرتبات الحرس الجمهوري قائد اللواء 105 أُعلن انشاقي عن النظام والجيش السوري بسبب انتهاكاته.
وميدانيا، قتل 53 شخصا في اعمال عنف في سورية الجمعة، عدد كبير منهم في ضواحي العاصمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
القدس العربي