أضف إلى المفضلة
الخميس , 19 أيلول/سبتمبر 2024
الخميس , 19 أيلول/سبتمبر 2024


الكرة في ملعب حسان وفريقه

بقلم : محمود الخطاطبة
19-09-2024 05:05 AM

نحن لا نملك ترف الوقت لممارسة تجارب أقدم عليها آخرون، فالجميع يعلم علم اليقين بأن المرحلة المُقبلة صعبة على الصعد كافة، أكانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية، وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي.

وإن كانت الأوضاع الخارجية، وما يتبعها من سياسات وإجراءات، وردود فعل، تخضع لعدة اعتبارات، ومحكومة بالمُعيقات على أرض الواقع المُحيط بنا، إلا أننا داخليًا أفضل، إذ نمتلك مساحات، نستطيع البناء عليها، في حال تم استمثارها وإدارتها بالشكل الصحيح.

كتاب التكليف السامي الذي وجهه جلالة الملك، يوم الأحد الماضي، إلى رئيس الوزراء المُكلف، الدكتور جعفر حسان، والذي صدرت الإرادة الملكية السامية، أمس، بالموافقة على تشكيل حكومته، جاء شاملًا، للوصول إلى مرحلة من التقدم والازدهار يتمناها كُل أردني غيور على هذا الوطن.
ذلك كتاب تضمن نقاط في غاية الأهمية، منها: المضي قدمًا والبناء على تم من إنجازه بخصوص مشروع مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، بالإضافة إلى ملفي التعليم والصحة، وتحسين البُنية التحتية للنقل، والتنمية الحضرية، وكذلك المياه، من خلال إنجاز مشروع الناقل الوطني، وتعزيز الأمن الغذائي، والطاقة والقطاعات الاقتصادية الواعدة.
لكن، أود أن أُشير في هذه الكلمات إلى نقطة رئيسة تضمنها كتاب التكليف السامي، والتي إذا ما عولجت بنهج صحيح سليم، فإننا سنكون في مأمن مما قد يُحاك لبلد يقع في منطقة مُلتهبة، وإقليم مضطرب، ومنذ أعوام.
تتمثل تلك النقطة بضرورة وجود فريق وزاري، «على قدر من الكفاءة والمسؤولية الوطنية، والجرأة والمُثابرة في اتخاذ القرارات، وإيجاد الحلول التي تخدم المواطنين لتجاوز العقبات، ويجب أن تكون مهام الوزراء واضحة ومحددة بأهداف سنوية قابلة للقياس، تخضع للمتابعة والتقييم المستمرين وفق رؤية التحديث الشاملة، لا يُعيقها تردد أوتوجهها مصالح، سوى مصلحة الوطن».
إذًا، نحن أمام أمر واضح لا لُبس فيه، المُراد منه أشخاص لديهم كفاءات، ويتمتعون بجرأة في اتخاذ القرارات، غير آبهين بأي مصالح أُخرى غير مصلحة الوطن.. ذلك أمر يعني أن الأسماء غير مُهمة أبدًا، فما يهم الوطن والمواطن هو خطة عمل، يُحاسب عليها واضعها في حال كان هُناك تقصير.
حسان وفريقه، غير مُطالب فقط بمعرفة ما يُنغص على المواطن، وما يواجهه من مُعيقات، بل ضرورة إيجاد حل لمشاكله، التي يُعاني منها منذ فترة ليست بالقصيرة.. الحُكومة الجديدة مُطالبة بمُعالجة ما يوجد من تحديات، تقف حجر عثرة أمام الوطن والمواطن على حد سواء.
وكما أن الحُكومة مُطالبة بجلب مزيد من الاستثمار، وعدم «التيه» في كثرة التعديلات التي تخص هذا الموضوع، فضلًا عن زيادة فُرص العمل لأبناء الأردن، فهي مُطالبة أيضًا بضرورة تعزيز حماية الحقوق والحُريات.
حُكومة حسان مُطالبة بالتركيز على موضوعين أساسيين إن كانت تُريد خيرًا، وجادة في السعي لنهضة الأردن، يتمثلان بالتعليم والصحة، فمن خلال الاهتمام بالأول نستطيع بناء جيل قادر على مواكبة الحياة ومواجهة التحديات والمُعيقات بأسلوب علمي مُمنهج، فضلًا عن أنه يُساهم بغرس قيم الانتماء لتراب الوطن، بينما من خلال الثاني (الصحة) نستطيع المضي قدمًا في خطط تعود بالنفع على الجميع، فعندما يجد المواطن خدمات صحية جيدة، حتمًا فإنه لن يبخل بتقديم كُل ما لديه للوطن.
مرة ثانية، أُجدد التأكيد أن كتاب التكليف السامي، جاء شاملًا لكل مناحي الحياة، تستطيع الحُكومة الجديدة، البناء عليه، واعتباره نبراسًا للمضي قدمًا في مشاريع وخطط، تعود بالنفع على الوطن والمواطن.. فالكُرة الآن في ملعب حسان وفريقه.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012