أضف إلى المفضلة
الخميس , 19 أيلول/سبتمبر 2024
الخميس , 19 أيلول/سبتمبر 2024


تفجيرات ال"بيجر" والحساب المفتوح .. مع الدولة المارقة ؟

بقلم : محمد خروب
19-09-2024 06:03 AM

لن تتوقف التسريبات والتحليلات وخصوصاً الأكاذيب, والإشادات بـ«عبقرية» اجهزة الإستخبارات الصهيونية, وقدراتها «الخارقة» على التخطيط والتنفيذ وإختراق الأجهزة الإستخبارية المُعادية, بل و«إختراع» ما لا يخطر على بال أحد أو عقل مُبدع, للوصول إلى اهدافها, على نحو لم يتردّد المُعجبون بـ«الذكاء» اليهودي الفطري, وضع جهاز «الموساد» الصهيوني, في أعلى مراتب الأجهزة الإستخبارية العالمية, على نحو يتقدّم فيه على وكالة المخابرات المركزية ألأميركية (CIA), التي يبلغ عدد موظفيها «وجواسيسها» 250 ألفاً، يستخدمون أحدث التقنيات, وي?رصد لهم سنوياً ما يقارب (68) مليار دولار. كما تُنسب للوكالة سلسلة من العمليات «السياسية والعسكرية» في دول مختلفة من العالم, وخصوصاً تدبير الإنقلابات العسكرية والإغتيالات في دول العالم الثالث. وقبلها ـ في فترة الحرب الباردة ـ جهاز الإستخبارات السوفياتي الأسطوري (KGB).
ما حدث يوم الثلاثاء, السابع عشر من أيلول الجاري في لبنان الشقيق, سيدخل تاريخ الصراع المفتوح, مع الدولة الإستيطانية العنصرية الإستعمارية من أوسع أبوابه, ليس فقط في «نجاح» أجهزة العدو الصهيوني الإستخبارية, بإختراق وتفجير أجهزة إتصالات حزب الله, بل خصوصاً في نقل الصراع المُحتدم مع المشروع الصهيوني العنصري إلى مرحلة جديدة, ليس من المُبالغة القول إن «نتنياهو» وزمرة الفاشيين في حكومته, لن يستطيعوا التحكّم بمجريات تلك الحرب, أو تحديد موعد إنتهائها, بعد أن «نجحوا» في تحديد موعد «إندلاعها», عندما أقدموا على تنفيذ ت?ك المذبحة الجماعية بحق الشعب اللبناني الشقيق.
يكفي هنا التوقف عند سيل التسريبات الأميركية, التي بدأها موقع «أكسيوس», مباشرة بعد شيوع خبر تفجير أزيد من ثلاثة آلاف جهاز إتصال راديوي من «طراز بيجر», في وقت واحد, إذ باشر » أكسيوس», تسريباته بالزعم انه تمت الموافقة «إسرائيلياً» على العملية في وقت سابق من هذا الأسبوع, وأن ـ أضاف أكسيوس ـ إسرائيل نفذّت العملية «من أجل نقل معركتها ضد حزب الله لمرحلة جديدة», في ظل تقديرات إستخبارية إسرائيلية ـ تابع أكسيوس ـ بأن حزب الله سيرد بهجوم كبير. ولم ينس الموقع الأميركي الإخباري وثيق الصلة بأجهزة الإستخبارات الأميركية و?لصهيونية «دس» خبر آخر أكثر خطورة, عندما إدّعى على لسان «مصدر مُطّلع» قوله: إن «إسرائيل لم تُبلغ الولايات المتحدة الأميركية مُسبقاً بتفجير أجهزة الاتصال التي يحملها عناصر حزب الله اللبناني»، مُشيراً إلى أنه تمت الموافقة على العملية في وقت سابق من هذا الأسبوع, خلال اجتماعات «أمنِيّة» مع نتنياهو وكبار أعضاء حكومته ورؤساء الأجهزة الأمنية.
أما الأكثر إثارة للحفيظة والشكوك فهو إشارة الموقع الأميركي نقلاً عن «مصدرٍ لم يُسمِّهِ بالطبع», وزعمه أن إسرائيل نفّذّت العملية من أجل «نقل معركتها ضد حزب الله إلى مرحلة جديدة»، مع محاولة «عدم التصعيد إلى مستوى الحرب الشاملة»، مُضيفاً في محاولة لبث الشكوك في قدرات الحزب وثقة محازبيه, أن «العملية الإسرائيلية كانت تهدف إلى تقويض ثقة حزب الله, وخلق شعور في صفوف الجماعة, بأنها مُخترقة بالكامل من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية». في حين كان «تقدير أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قبل العملية، كما يزعم الموقع الأ?يركي: أن حزب الله «سيرد بهجوم كبير ضد إسرائيل». لافتاً على لسان مسؤولين صهاينة, إنهم «يُدركون أن الحدود الشمالية ستشهد تصعيداً بعد العملية, وأن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى لرد محتمل من حزب الله».
نأتي إلى رد فعل ومزاعم «النفي» التي خرجَ بها على العالم, مؤسس شركة «غولد أبولو» التايوانية, هسو تشينج كوانغ, المُصنعة لأجهزة الاتصال الراديوية «بيجر» قائلاً: أنها ليست مسؤولة عن تصنيع الأجهزة التي تم تفجيرها في لبنان يوم الثلاثاء. دون ان يُدلي بأي تفاصيل او يكشف عن معلومات, «لا» تدمغ شركته او وكلاءها في أوروبا بالتواطؤ, مع أجهزة العدو الصهيوني الإستخبارية. وهي أمور لن تبقى طي الكتمان طويلا, وستُعرف خيوط المؤامرة والأطراف المُنخرطة فيها قريبا, وحينها يُبنى على الشيء مُقتضاه بالتأكيد.
في السطر الأخير ثمَّة ما يبعث على السخرية والشكوك في الآن نفسه, عند سماع ما قالته متحدثة البيت الأبيض الأميركي/كارين جان بيير, تعقيبا على جريمة العدو الصهيوني ضد الشعب اللبناني: إذ زعمت إن الولايات المتحدة «لا تزال تعتقد بأن هناك حاجة إلى حل دبلوماسي للصراع بين إسرائيل وحزب الله». مضيفة في نفاق وتواطؤ صريحيْن:'لذا فإننا نستمر في الاعتقاد بأنه... يجب أن يكون هناك حلّ دبلوماسي». كما إدّعى متحدث الخارجية الأميركية/ ماثيو ميلر: إن الولايات المتحدة «تجمع معلومات» عن تفجير أجهزة اتصال في لبنان، مؤكداً أن (الولاي?ت المتحدة «لم تشارك» في الحوادث ولا تعرِف مَن المسؤول).
فعلى مَن يتلو الأميركيون... «مزاميرهم التوراتية» هذه؟.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012