أضف إلى المفضلة
الأحد , 29 أيلول/سبتمبر 2024
الأحد , 29 أيلول/سبتمبر 2024


ماذا بعد اغتيال نصر الله ؟

بقلم : ماهر ابو طير
28-09-2024 11:54 PM

هذا ليس اول اغتيال لشخص يشغل موقع الامين العام لحزب الله في لبنان، اذ ان اسرائيل اغتالت في عام 1992 عباس موسوي الامين العام للحزب، والذي تسلم بعده نصر الله.
الاغتيالات على المستويات القيادية ليست جديدة، في لبنان، او فلسطين، واذا تحدثنا عن فلسطين تم اغتيال عشرات القيادات من تنظيمات مختلفة، وكل مرة كنا نلاحظ ذات الشيء، حيث يكون الوريث جاهزا ومؤهلا ومدربا، وهذا امر رايناه في حوادث اغتيال متعددة.
هذا يفسر ان اغلب الاغتيالات لم تؤد الى ضعف التنظيمات، بل زادت قوتها، وليس ادل على ذلك من ان امنيين اسرائيليين اعترفوا سابقا ان اغتيال عباس موسوي في لبنان ادى الى وراثة حسن نصر الله، وقد كان اصعب بكثير، وتطورت قواته اضعاف ماكانت.
في حادثة اغتيال نصر الله، يثبت ذات دلالات الامر مقارنة بكل عمليات اغتيال القيادات في لبنان وفلسطين، اي دور الخروقات الامنية، وبرغم اتخاذ هذه التنظيمات اجراءات احترازية، الا ان الاختراقات الالكترونية والتكنولوجية، على صعيد التجسس والاتصالات واجهزة المراقبة والاقمار الصناعية، تزداد قوة، كما ان الاخطر وجود شبكات التجسس البشرية التي تقوم بدور خطير جدا، وهذه الاختراقات البشرية تثبت ان كثير من الافراد لديهم الاستعداد لتقديم المعلومات مقابل المال، ولا يتورع كثيرون عن هتك امن بلادهم وشعوبهم، او تهديد استقرارها العام، بذرائع مختلفة، من بينها الانتقام، او الكراهية، لاعتبارات دينية او طائفية او سياسية.
القوة الاستخبارية هي الاساس في تحديد مواقع الضعف، وحين يجتمع التفوق الاستخباري، مع التطور العلمي والعسكري، تقع هكذا خسائر، بحاجة الى اعادة قراءة في التقديرات.
اللافت للانتباه ان اجراءات التحوط لا تختلف في حالات كثيرة، برغم الخروقات وما ينجم عنها، وليس ادل على ذلك مايجري في لبنان، من سهولة الوصول الى مواقع مختلفة، بقيت القيادات تتواجد فيها، منذ حادثة اغتيال القيادي الفلسطيني صالح العاروري، وصولا الى عمليات اغتيال اللبنانيين، فلا تعرف لماذا تواصل بقائهم في ذات مناطقهم؟.
ما يجري في لبنان اخطر مما يجري في غزة، لاننا في لبنان امام دولة تتعرض لحرب شاملة، ولايجوز المطابقة مع نموذج غزة الذي يحكمه تنظيم فلسطيني، في ظل ظروف حصار اصلا، وهذا يعني ان الدولة اللبنانية بمختلف تكويناتها اصبحت تحت الحرب، التي ادت حتى الان الى موجات تهجير من الجنوب الى الوسط والشمال، وربما الى سورية، والاردن ودول ثانية.
ايران تتفرج من بعيد ولا تتدخل مباشرة في الحرب حتى الان، وسط 3 احتمالات الاول يؤشر على تخليها عن تنظيمات دعمتها في فلسطين ولبنان لخوفها من جر ايران وشعبها الى حرب حارقة امام الحشد الاسرائيلي- الغربي ضد المنطقة وهذه سردية اسرائيلية تريد ان تقول ان ايران باعت حلفائها، وثانيها ان ايران عقدت صفقة مع الولايات المتحدة تضمن التخلي عن هذه التنظيمات مقابل سلامتها منذ اغتيال اسماعيل هنية، وهذا امر بحاجة الى وقت حتى يتسنى التأكد منه، حتى لا نتورط ايضا في السردية الاسرائيلية حول رد الفعل الايراني، التي تتكرر هنا، وهي سردية تسأل عن رد فعل الايرانيين، وثالثها ان ايران تدرك انها ستدخل الحرب نهاية المطاف وتحاول جدولة وتأخير موعد الدخول فقط، في ظل انقسامات في السلطة في ايران.
اغتيال قيادات لا يغير من الواقع شيئا، وان كان يؤذي التركيبة التنظيمية لاي جماعة، وكل اغتيالات اسرائيل على مدى عقود، لم تنه تنظيمات، ولم توقف العمل العسكري ضدها.
الذين يقولون ان الحرب قد تتوقف بعد اغتيال نصر الله، او تنخفض درجتها يتعامون عن ان القصة اعقد بكثير من هذا التشخيص ، الذي يتم بناء مركزيته حول شخص قيادي، وقد يكون اغتياله بداية للحرب، وليس نهايتها، بما يعنيه هذا الكلام من استخلاصات دقيقة جدا.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012