أضف إلى المفضلة
الجمعة , 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الباقورة وأرض الغمر.. أردنيتان بعزم الوطن والملك

بقلم : خلدون ذيب
11-11-2024 04:53 PM

يمثل العاشر من تشرين الثاني يوماً مجيداً في تاريخ الوطن الحديث حين قرر فيه جلالة الملك عبدالله الثاني قبل خمسة أعوام عزم الأردن انهاء ملحقية الباقورة وارض الغمر في اتفاقية السلام مع اسرائيل في وقت كانت بدء تعاظم قوى التطرف في الطرف الآخر والتي كانت ترى في اتفاقية السلام مع الاردن تكبيلاً لطموحاتهم ومزاعمهم التوسعية والترانسفيرية، فكان قرار الملك وقتها بمثابة القرع على رؤوس هولاء أن الأردن بسيادته على ترابه الكامل واجوائه ليست موضوعا للنقاش والمساومة وأن ما فشلوا بالحصول عليه في معركة الكرامة المجيدة من خلال إجبار هذا الوطن للرضوخ لاملاءات مخططاتهم بالتأكيد لن يحصلوا عليه من جدليات نقاشهم العقيم وتأويلاتهم الخاصة لاتفاقية السلام.
الآن ومع هذه الذكرى، وفي ظل استلام جوقة التطرف حكومة تل ابيب وحربهم العدوانية على مدنيي غزة ولبنان والضفة الغربية تحاول هذه الجوقة بين الحين والآخر الزج بالأردن كحل لمشاكلهم القائمة أساساً على استمرار احتلالهم وعدوانهم، فيأتي التأكيد من هذا الوطن على ثوابته بحماية أرضه وأجوائه وإنسانه في وجه أي اعتداء او مخطط من أي جهة بعيداً عن التجاذبات الإقليمية التي كشفت فيها الوقائع مخططات ومطامع كل محور في ظل غياب واضح للأسف لسيناريو عربي فاعل وموحد يواجه ذلك، ورغم ذلك تأتي ذكرى الباقورة وارض الغمر لتؤكد ان الاردن جاد في ثوابته أمام طرف يمثل طرفاً في عملية سلام مضى عليها 30 عاماً، ولكن يبقى الجدال واقتناص الفرص الباطلة ديدنه في ظل الظروف الإقليمية الحالية وفشله المستمر منذ اكثر من عام في غزة بغض النظر عن نجاحه في قتل عشرات الالاف من الاطفال والنساء الذي لا يخفي متطرفوه اعتبار تلك المأساة إنجازاً لحربهم العدوانية.
الأردن بقراره قبل خمسة أعوام أثبت بأنه يملك رصيداً قوياً يتمثل بحكمة قائده وتكاتف ابناء شعبه حول أمنه واستقراره، وحالياً بعثت الحرب العدوانية الحاصلة إقليمياً رسالة للعالم بما فيه نحن كجزء منه أن الاتكاء على مصطلحات العدالة الدولية والمجتمع الدولي وقيمه لتحصيل حقوق الشعوب أصبحت مواضيع للتندر والضحك في ضوء عجز المنظمة الدولية عن حماية أقدم وكالاتها العاملة الممثلة بالاونروا وقواتها العاملة في الجنوب اللبناني من التغول الاسرائيلي المدعوم سياسياً وعسكرياً من قوى كبرى أعضاء في مجلس الأمن الدولي..!، فضلاً عن أعتبار تل ابيب غوتريش «بذاته» شخص غير مرغوب فيه، وبالتالي هي رسالة ان العالم لا يعرف الا لغة الأقوياء وأردننا بحمد الله قوي بحكمة مليكه وإصراره على ثوابته وتكاتف ووعي ابنائه فكان انهاء ملحقية الباقورة والغمر تجسيداً لذلك، وقديماً قال اجدادنا «عد ارجالك وارد المي « والحكمة والتكاتف رجالنا بلا شك وما تجارب التاريخ الاردني عن ذلك ببعيد. الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012