أضف إلى المفضلة
الأحد , 15 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأحد , 15 كانون الأول/ديسمبر 2024


نريد لياسمين دمشق أن يفوح

بقلم : رمزي الغزوي
09-12-2024 07:00 AM

أحتاج قلب طفل ليسع فرحتي بتحرر الشعب السوري الشقيق. أحتاج كرة أرضية أخرى معبأة بالأكسجين؛ لأحرق ما في قلبي من قهر وألم وحزن على ضحايا نظام بائس جبان شرد الملايين وقتلهم وسجنهم. أحتاج إلى كمنجات الدنيا وناياتها كي أقارب لحنا يوازي وجع الملكومين والسجناء والمبعدين واللاجئين والغاصين بجرح مفتوح.
لم يكن لدي أدنى شك أن بشار سيسقط، كما سقط الطغاة من قبله. وكنت واثقا من نهايته حتى وهو يعلن عن انتصاره على شعبه قبل ست سنوات. قلت يومها هنا في هذا المكان إن الشعوب لا تهزم. تخسر معركة، ولكنها تكسب الحرب في النهاية. وكنت واثقا أن نهاية طاغية الشام لن تختلف عن نهايات من سبقه من الطغاة وفروا وحيدين إلى المنافي وعقد المشانق وجحور المجاري.
واليوم نفرح مع السوريين الذين حققوا حريتهم وتخلصوا من كابوس جثم على قلوبهم ما يقرب من نصف قرن. نفرح كما يفرح الذين يؤمنون بحرية الإنسان وكرامته. نفرح رغم نعيق الذين يخوفوننا بالمستقبل، ونقول لهم إن الأسوأ صار وراءنا. نفرح، ونقدر حجم الغصة في قلوب من وقفوا وساندوا النظام على شعبه ورقصوا له وهم الآن أيتام له على عتبة الذكريات. نفرح مع السوريين ونأمل أن يبدأوا مسيرتهم الجديدة في البناء والتعمير بالعزوف عن أي الانتقام. فالانتقام هدّام.
حين انطلقت الثورة السورية السلمية على يد أطفال في جنوب سوريا كتبوا على الجدران «جاك الدور يا دكتور» في منتصف آذار 2011. وقفنا معهم كونهم يريدون حياة كريمة وحرية، ولا يريدون قتل أحد، ولكنهم وجدوا القتل والتنكيل. وقفت معهم طيلة تلك السنوات لأنني أومن أن الشعوب لا تغيب بوصلتها، وها نحن نقطف اليوم ثمرات ذلك العناد وتلك المثابرة.
هرب بشار دون أن يجد من يقف معه حتى أقرب المقربين منه. هرب مثل لص تحت جنح الظلام. فهو يعرف جيدا جحم الأوجاع التي برعمها في نفوس السوريين. هرب تاركا التماثيل التي شيدها في سنوات تتهاوى في لحظات.
قبل ست سنوات قلت في هذه الزاوية، سيسقط بشار حتى ولو أعلن انتصاره على شعبه مرات ومرات. وحتى ولو أحرق بلده مرة إثر مرة، وقعد على رمادها. فالدم لا تشربه الأرض. وكل من بدأ بدم ينتهي به. ومن دخل دائرة النار حرقته ولو بعد حين.
واليوم أفرح ولكني أتراجع وأقول. لا نريد دماً للسوريين وبينهم. نريد أن يبدأوا بالتسامح. نريد لياسمين دمشق أن يفوح ولغار كسب أن يكون إكليلا لرؤوس الأحرار.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012