النائب د .حسين العموش يكتب : دكتورتي شهد .. هل تذكرين (طابور مطوبر ) .. اوجاع المرضى يشفيها اللسان لا الابرة

الجمعة , 20 كانون الأول/ديسمبر 2024

النائب د .حسين العموش يكتب : دكتورتي شهد .. هل تذكرين (طابور مطوبر ) .. اوجاع المرضى يشفيها اللسان لا الابرة

بقلم : د.حسين العموش
20-12-2024 05:31 PM

دكتورتي شهد .. هل تذكرين (طابور مطوبر ) .. اوجاع المرضى يشفيها، اللسان لا الابرة .. مبروك التميز
و (الامتياز)..شوشو ابنة الصف الرابع جيم..اكتب اليوم عن اجتيازك لامتحان مزاولة المهنة (الامتياز)

كما كتبت يوما عن تفوقك في الابتدائي والثانوي .. فالأب حين يستكتبه القلب تتحول كلماته والجمل الى مشاعر تقوده رغما عنه إلى تلك الشبرات التي تضعها البنات على ظفائرهن .. إلى مشاعر الصباحات حين نذهب سويا إلى المدرسة وحوار سريع لا يخلو من شكوى عن معلمة العربي ، وكلمة نكررها كل يوم لفك كشرة الصباح (طابور مطوبر) .
اليوم وقد تعمدت طبيبة لقلبي المتعب، تكتبين وصفة توقعين عليها باسمك اذهب بها إلى الصيدلي ليصرف لي دوائي،وانا على يقين ان دواء قلبي بين يديك لا بين يديه .
اليوم تختلط علي المشاعر فتفلت مني الجمل ، واحتار ، وانا الذي كتبت في رواياتي وكتبي مئات الالاف من الكلمات عن المشاعر والاحاسيس عن الحب والعدل والظلم والقهر ، هل اكتب لك ام عنك ، عني ، عن الشيب الذي اكل رأسي ، عن قلبي المتعب الذي تحمل سبع سنين من نار البعد في ابرد بلاد العالم ،تواجهين الثلج في روسيا بيدين صغيرتين كنت ذات يوم اقرب يدي من الصوبة حتى تدفء،ثم الف يديك الباردتين بيدي .
هل تذكرين يا دكتورتي، تلك الألعاب التي لعبناها سويا وكيف كنت تفوزين علي بلعبة الشطرنج، وكيف كنت اضع الوزير فريسة سهلة امام جنديك ،لأخسر وتفوزين ، حقيقة ستعرفينها حين يكون لديك بنت او ولد، ان الآباء بقلوبهم المتلهفة لا فرق عندهم بين الخسارة والفوز إذا فاز الولد فازوا .
الان وقد امتشقتي السماعة وميزان الحرارة ،ينادونك ب الدكتورة على مسمع أذني فانتشي واكبر لا بد أن اعترف لك عن ساعات طويلة في اشهر البرد القارص كنت أسخّن يدي على الدفاية وأحلم انني ادفء يديكِ الصغيرتين ، كنت اكره برد كانون واعد الايام حتى ينتهي لا لأجلي بل لأجلك، فقلبي يعرفك حين تبردين ، البرد القارص يأخذ كل شيء.
مرت سنوات الغربة ومر معها ثلج روسيا ومر التعب وحين عدتي إلى عمان بموكب عائلي أوصلك من المطار الى البيت ورغم اننا في الصيف سألتك دون ان اشعر (بردانه) وكأنني كنت اخبىء لك دفء العالم لأصبه بين يديك دفئا يعوض برد الغربة وتعبها .
وحين فهمتِ علي وضعت ِ يديك داخل يدي لتدفئيني هذه المرة ،وقد فعلتِ، فالآباء حين يبردون لا ايدي تدفء قلوبهم غير ايدي أبنائهم.
يا دكتورتي اليوم انت تعملين في ارقى واهم مهنة اخلاقية تتعامل مع الانسان على الإطلاق، فاحرصي برضاي عليكي ان تنظرين إلى كل مريض بأنه أنا (والدكِ) فالكلمة الطيبة بلسم الشفاء ، فالدواء المر لا بد له من كلام طيب ليمر عبر الوريد .
واحرصي على ان تخفيف الالم عن الموجوعين والمتعبين لا يمر عبر الابرة بل عبر اللسان بكلام لين وخفيف وابتسامة تعيد لهم الامل بالحياة .
افتخر بكِ وبعملك وعلمكِ ، فأنتِ ابنتي ولن تخرجين عن جينات صفاتي في الحق والحقيقة ،متوكلة لا متواكلة ، صابرة لا متصابرة ، مجتهدة لا متجاهدة، محبة للناس تشفين أوجاعهم وتسكتين أنينهم بالقول اللين لا بالإبر.
ابارك لي وللشيب وللقلب ولليدين الدافئتين مستذكرا (طابور مطوبر) كلمة اشتقتها لأكسر كشرة الصباح قبل خمسة عشر عاما، منتظرا توجهك لاختيار الاختصاص المناسب ،رافعا يدي إلى رب البرية الذي أعادك ِ لي سالمة غانمة بأن يأخذ بيدك لما يحب ويرضى ، انه نعم المولى ونعم النصير .

--------------------------------

أسرة ' كل الأردن ' تهنىء الأخ العزيز الزميل الصحفي النائب حسين العموش وأسرته الكريمة بهذه المناسبة السعيدة .
كما تهنىء الدكتور شهد بتفوقها،سائلين المولى القدير ان يوفقها في هذه المهنة الانسانية.