أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 25 كانون الأول/ديسمبر 2024


البوصلة الأردنية باتجاه دمشق خطوات بالاتجاه الصحيح

بقلم : مأمون المساد
24-12-2024 02:12 PM

أعتقد بعد السنوات العجاف التي مرت على الشقيقة سوريا ارضا. وشعبا في ظل حكم بشار الفار، ومنذ تاريخ العلاقات الأردنية السورية التي تعود إلى بدايات القرن الماضي وقدم خلالها الأردن الغالي والرخيص في سبيل سلامة شعبها ووحدة اراضيها أمام عاتيات الاستعمار الفرنسي والاحتلال الإسرائيلي وابان حكم الاستبداد الأسدي وصولا الى ثورة الشعب السوري في العام 2011، وما تركته من ندبات وجراح عميقة من القتل والتهجير الذي استقبل فيه الأردن ما يزيد عن مليوني ضيف من الأشقاء السوريين، وضعت الامم المتحدة نحو 1.3 مليون منهم بصفة اللاجىء، الذي يشهد اليوم عما وجد من روح الأخوة وكرم الضيافة ما لا يوصف وما يتحدث عنه العائدون اليوم إلى اوطانهم.
لقد كان الأردن من أوائل من انتصر للشعب السوري عندما دعا الأسد في العام 2011 الى التنحي وحقن أرواح الناس، وقوبل بالاذى والإرهاب من مليشيات الأسد وعصابات الاجرام الإيرانية التي اتخذت جنوب. وشرق سوريا ميدانا لصناعة الموت عبر تهريب المخدرات والاسلحة، وضغطت بكل السبل على نقل الفوضى إلى الأردن الذي تعامل بمسارات وخيارات متعددة لم تبدأ بالمواجهة وتطبيق قواعد الاشتباك لرد تلك العصابات، ولكنها امتدت نحو ضبط النفس حفاظا على الأرواح البريئة وحفظا لحق الجار، بل وخاطبت النظام وأعوانه مرارا وتكرارا عبر الدبلوماسية الناصحة والمحذرة بأن العنت لن يطفئ النار المستعرة في البلاد وحولها.
ليست المقالة لاستعراض ما قدم الأردن وما عانى، بالقدر الذي نقول به أن الأردن بكل هذه المواقف قدم أوراق اعتماده بأنه الأقرب إلى نصرة الحق واحترام خيارات الشعب السوري، ولا يزال الأقرب إلى السوريين نسبا وجوارا، ولذلك ننظر للمسعى الأردني الممتد بزيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي بالأمس إلى سوريا ولقاء القيادة الانتقالية فيها الا دليل اخر على حرص الأردن على تعافي سوريا ونهوضها ووحدة أراضيها واحترام خيارات شعبها، والزيارة كأول وزير خارجية عربي لدمشق بعد سقوط النظام ليست الخطوة الأولى، فقد سيرت. قافلة المساعدات الإنسانية للشعب السوري بعد ثلاث ايام، وانعقدت في العقبة اجتماعات مجموعة الاتصال العربي بحضور دولي لاعلان دعم الشعب وخياراته.
الأردن الذي تحمل في حدوده ما لا يحتمل يوم تحولت حدوده الثنائية إلى حدود إقليمية في جنوب سورية، يبعث برسالة هامة أيضا للمجتمع الدولي بأنه لن يتحمل تبعات وخيمة نتيجةً لعدم الاستقرار في جنوب وعموم سورية، وثمة اتفاقيات وتفاهمات يجب الحفاظ عليها. في مقدمتها الأمن والمياه، وهو يمد يده لان يكون شريكا في إعادة الاعمار المنشود بعد استقرار العملية السياسية فيها.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012